المراتع بفراقهم وهصرت الأغصان بانتشار أوراقهم وأظلم الإسلام بعد إشراقه وأمر الدين بعد حلو مذاقه فلو كان للنبي وابنته عين تنظر إلى الشهيد من عترته والأطايب من أسرته وجثثهم عن الثياب عارية وجوارح الطير إليها هاوية وأفواه الوحوش لوجوههم هاشمة وثغور الأعداء لما حل بهم باسمة والأجساد الطاهرة مرملة بالتراب مجردة عن الأسلاب فلأقرح ذلك قلبه وأذاب بانهمال الدموع غبرته ونح أيها المحب لآل الرسول نوح الفاقدة الثكول وابك بالدموع السجام على- أئمة الإسلام لعلك تواسيهم بالمصاب بإظهار الجزع والاكتئاب والإعلان بالحنين والانتحاب فوا خيبة من جهل فضلهم وقد ذكر جل جلاله في كتابه العزيز نبلهم لأنهم الأدلة على النجاة في المعاد الهداة إلى طرق الرشاد.
ولقد أحسن الشاعر بقوله-
أضلوا في مفارز طمسوا
الأعلام منها بفاحش التمويه
وأراقوا دم الأدلة فالقوم
إلى الحشر في ضلال وتيه
.
وقد قلت في أبياتي هذه ما ينبه الغافل على شرفهم وفي الجنة على علو غرفهم-
إن كنت في آل الرسول مشككا
فاقرأ هديت النص في القرآن
فهو الدليل على علو محلهم
وعظيم علمهم وعظم الشأن
وهم الودائع للرسول محمد
بوصية نزلت من الرحمن
.
فأسعدوني بالنياحة والعويل واندبوا لمن اهتز لفقده عرش الجليل واسكبوا العبرات على الغريب القتيل فليتني أذود عنهم خطوب الحمام وأدر مواقع تلك الآلام وأرفع بنفسي عن نفوسهم وأكون فداء شيخهم ورئيسهم حتى أقضي حق جدهم المرسل وأحول بينهم وبين القدر المنزل.
صفحہ 13