قيل له : إن الذى قلناه : إن (1) ما يفعله (2) لا يجوز أن ينفى عنه ، فلا يضاف إليه ، ولم نقل : إن كل ما أضيف إليه فهو فعله ، وقد يضاف الشيء إلى من فعله ، وقد يضاف إلى من أعان عليه ، وسهل السبيل إليه ، ولطف فيه ، وقد يضاف إلى من فعل ما يجرى مجرى السبب له ، ولذلك قد يضاف ما يفعله (3) أحدنا من الإحسان إليه ؛ لأنه فعله ، وقد يضاف أدب ولده إليه ، وإن كان من فعل الولد ، لما فعل المقدمات التى عندها يتأدب (4). ويضاف إليه تنعم الغير بداره وأحواله ، إذا كان هو الذى أعطاه من الأموال ما اكتسبها أجمع به! وهذا الظاهر فى اللغة ، ولا يعرف فى اللغة قطع إضافة الفعل عن فاعله البتة ، فإذا بين تعالى أن كتابتهم ليست من عنده ، ففي ذلك دلالة على أنها من فعلهم ، ولو كان هو الذى خلقها لم يستحقوا الويل بهذه الإضافة ، ولا باكتسابهم لها (5).
** 43 دلالة أخرى :
أصحاب النار هم فيها خالدون فدل بذلك على أن من غلبت كبائره على طاعاته لأن هذا هو المعقول من الإحاطة فى باب الخطايا ، لأن ما سواه من الإحاطة التى تستعمل فى الأجسام يستحيل فيها هو من أهل النار (7) مخلدا فيها.
( م 7 متشابه القرآن )
صفحہ 97