457

فإن قيل : فقد قرئت الآية على وجه يدل على أنه تعالى يريد الفسق والفساد ، وهو بتشديد الميم من : « أمرنا ) (1) وإذا أمرهم بهذا ، فيجب أن يكون قد أراده منهم.

قيل له : هذا كالأول فى أنه لا يدل على أنه أمرهم ومكنهم لكى يفسقوا ، فيجب أن يكون المقصود بتأميرهم غير مذكور ، وأن يحمل الأمر فيه على أنه جعل إليهم الإصلاح ومكنهم من ذلك ففسقوا وأفسدوا ، وليس التأمير والتمكين بأكثر من الإقدار والتمكين بالآلات فى العصاة. وذلك يحسن عندنا ، لأن العبد معه ، وعنده ، لا يخرج من أن يكون ممكنا من الطاعة ومن مفارقة المعصية.

فأما إذا قرئ ( أمرنا ) بالتخفيف (2) فيجب أن يكون المراد به ؛

صفحہ 462