يدل على أمور : منها : أن العبد هو الذى يفعل الاهتداء والضلال.
ومنها : أنه يؤتى فى أن يضل من قبل نفسه.
ومنها : أنه لا يجوز أن يضر أحدا ضلاله ؛ لأنه لو أضر به ذلك لم يكن ضلاله على نفسه ، بل كان عليها وعلى غيره ، وذلك يدل على أن أحدا لا يؤخذ بذنب غيره ، كما يدل قوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) على ذلك.
ومنها : أنه تعالى نبه بهذا على أن العبد لا يجوز أن يؤخذ بما يخلق فيه ؛ لأنه لو جاز ذلك لكان الضلال من الخالق ، ولا يكون حكمه وعقوبته عليه ، بل يكون على من أوجده (1) فيه ، ولو جاز ذلك لجاز أن يؤخذ بفعل غيره.
** 419 وقوله تعالى :
من جهات :
منها : أنه لو عذبهم على ما خلقه فيهم لم يكن لبعثه الرسول معنى ، فضلا عن أن يجعل شرطا فى تعذيبهم!
ومنها : أنه تعالى نبه بذلك على أن تعذيبهم لا يقع إلا بعد إزاحة العلة ببعثه الرسل ، فإن لم يكن تصرفهم يقع من قبلهم لم يحتج إلى ذلك ، لأن وجوده كعدمه.
ومنها : أنه بين « أنه لا يعذبهم حتى يبعث إليهم رسولا (2) فبأن لا يعذبهم على ما لا يقدرون عليه أولى ، لأنه إذا لم يعذب القادر العاقل على فعله من حيث لم يبعث إليه من يبين له الأمور ، فبأن لا يعاقب من لا يتمكن من الفعل أولى!
صفحہ 459