ويدل من وجه آخر على ما نقوله ، وذلك أن قوله : ( إلا بالحق ) يقتضى أنه خلقهما وما بينهما على وجه لا يكون عبثا ، بل يكون حكمة ، وذلك لا يتم مع القول بأنه يخلق القبائح ، وأن كل ما يفعله : الحال فيه واحدة ، من حيث كان الأمر أمره والعباد عباده ، فله أن يفعل فيهم ما يشاء على ما يقوله القوم!
** 395 وقوله تعالى بعد ذلك :
يدل على قولنا فى العدل ؛ لأنه تعالى لو خلق فيهم المعصية والطاعة لما صح أن يسألهم ، بل كان ينبغى أن يكون سائلا نفسه عما خلقه فيهم ، ولم يكن لإضافته إلى أنه عملهم معنى ولا فائدة.
** 396 وقوله تعالى من قبل :
يدل على قولنا ؛ لأن الانتقام والمجازاة لا تصح من الفاعل إلا على فعل غيره فكما لا ينتقم من نفسه ، فكذلك لا ينتقم من نفسه ، فكذلك لا ينتقم لأجل فعله.
(م 28 متشابه القرآن).
صفحہ 433