388

من سورة يوسف عليه السلام

** 350 دلالة :

حدث القرآن :

منها : أنه وصفه بأنه منزل ، وذلك يستحيل فى القديم.

ومنها : وصفه إياه بأنه قرآن ، وقد علم أن الجمع لا يصح إلا على الأفعال التى قد تفترق مرة وتجتمع ، ويصح فيها النظام.

فإن قال : فإن الكلام فى الحقيقة لا يصح فيه الجمع ، فكيف يصح تعلقكم (1) بهذا؟

قيل له : إن المراد بالجمع « فى الكلام (2) هو توالى حروفه ، فيصير من هذا الوجه بمنزلة اجتماع الأجسام وتألفها. وهذا المعنى لا يصح إلا على المحدث ، كما لا يصح التأليف فى الحقيقة إلا على المحدث. فالدلالة صحيحة.

ومنها : أنه وصفه بأنه عربى ، وهذه الإضافة تقتضى تقدم المواضعة من العرب على كلماته ، وإن لم يكن فى لغتها ما يبلغ هذا الحد فى الفصاحة ، وهذا يوجب حدثه ، لأنه حدث بعد مواضعة العرب.

ووصفه له من قبل بأنه (3) « مبين (4)) يدل أيضا على حدثه ، لأن ذلك إنما يصح فيما يحدثه المحدث على وجه يصير دلالة وبيانا ، والقديم يستحيل ذلك فيه.

صفحہ 389