296

يكون بمنزلته. فمن هذا الوجه يدل أيضا على نفى الرؤية.

وقوله تعالى : ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) (1) وبيانه ذلك بقوله : ( فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) (2) بعد ذكره أنهم سألوه رؤية الله جهرة ، يدل على نفى الرؤية أيضا (3).

[ ب ] فأما التجلي فإنما يصح أن يتعلق به من يزعم أنه تعالى جسم يجوز عليه الانتقال ، فأما من لا يقول بذلك ، ويقول إنه لا كالأجسام ، وأنه ليس بمؤلف فتعلقه بهذا الظاهر ، وإن أطلق هذا القول فيه تعالى ، لا يصح.

وقوله : ( رب أرني أنظر إليك ) يوجب أيضا أنه التمس أن ينظر إليه ، والنظر : هو تقليب الحدقة نحو الشيء التماسا لرؤيته ، وذلك لا يصح إلا والمنظور إليه فى جهة مخصوصة ، فهذا لا يصح أن يتعلق بظاهره القائل بالرؤية إذا نفى التشبيه ، وإنما يصح أن يتعلق به المشبهة ، والمشبه لا وجه لمكالمته فى الرؤية ،

ولا يبدو فى الآية على كل حال أنها تعقيب على سؤال الرؤية وتوبة موسى منه حتى يصح بها الاستدلال على ما ذكره ، وإنما جاءت بعد ذكر الألواح ورجوع موسى إلى قومه وقد اتخذوا العجل ، فذهب موسى عليه السلام بمن اختارهم من قومه للوقت الذى وعده الله تعالى أن يلقاه بهم فيه ، للتوبة مما أقدم عليه سفهاؤهم فى أمر العجل. انظر الطبرى : 9 / 72.

صفحہ 297