الشيء إلى سببه وإلى ما عنده حصل ، فيقولون : فلان أبخل فلانا بمسألته ، إذا ظهر عنده بخله. وإنه أتعبه ، إذا سأله حاجة فتعب عندها.
ثم يقال للقوم : إنه تعالى قد وصف إنزاله إلى رسوله بأنه هدى وشفاء ونور ورحمة ، فكيف يصح أن يكون موجبا لزيادة الكفر؟
وإنما يدل ذلك على ما قلناه ، وإلا تناقض كلامه ، تعالى عن ذلك!
** 199 مسألة :
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) (1) والله يعصمك من الناس ... [67]
والجواب عن ذلك : أن الغرض بذلك أنه يمنعك من الناس ويمنعهم منك حتى تستكمل الإبلاغ والأداء ، ولم يرد أنه يمنعهم من ظلمه أو ما يجرى هذا المجرى ؛ لأنه قد علم أنهم قد قدموا عليه ، غير دفعه بوجوه من المضار ، وأنه كان يخاف على نفسه منهم ، فيهرب ويستتر ويتعمد الحيل فى دفع المكاره.
« والمراد به ما قلناه (2) من أنه يمنع من يؤتى عليه فيفوت الإبلاغ والأداء. وليس فى ظاهره أنه يمنع أحدا مما أمر به أو نهى عنه ؛ لأن منعه من الناس بالعصمة لا يقتضى رفع ذلك فيه أو فيهم ، كما أن أحدنا إذا امتنع بالحواجز عن غيره لا يكون فى ذلك رفع الأمر والنهى والتمكن منهما!
صفحہ 233