208

الكلام دالا على الماضى غير مؤذن بالاستقبال ، ولما صح أن يكون ذلك جزاء وعقابا ، ولا أن يجرى مجرى الذم والتخويف من الكفر ، وهذا بين.

** 176 دلالة :

دون المؤمنين ، أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ) [144] يدل على أنه لا يعذب إلا من يستحق العذاب ، وأنه إذا لم تكن عليه الحجة لم يحسن فى الحكمة تعذيبه ؛ لأنه تعالى نهاهم أن يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ثم قال : ( أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ) وقد علمنا أنه لم يرد اقتداره عليهم ، لأن ذلك حاصل على كل حال ، أتخذوهم أولياء أو اتخذوا المؤمنين. فالمراد بذكر السلطان الحجة.

وهذا يبين أنه تعالى لا يعاقب إلا من الحجة لله تعالى عليه ظاهره ، ولو أنه كلف من لا يقدر لم يصح ذلك ، لأنه يجب أن تكون الحجة له على الله ، على كل وجه ، من حيث لم يزح علته فيما كلفه ، ولا أوجد له السبيل إليه. وهذا ظاهر.

** 177 دلالة :

[148] يدل على أن ما يقع (1) من الجهر بالسوء من القول من العباد لا يجوز أن يكون مريدا له ، لأن المحبة فيه تعالى هو ، بمعنى الإرادة. وهكذا حقيقتها فينا وإن استعملت توسعا فى باب الشهوة ، والشهوة تستحيل على الله تعالى. فأما استعمالها بمعنى المدح فبعيد (2)، لأن الإنسان قد يحب من يذم

( م 14 متشابه القرآن )

صفحہ 209