متشابہ قرآن

Al-Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
168

135 مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أنه لا صنيع للعبد فقال : ( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) « وحقق ذلك بقوله : (1) ( قل إن الأمر كله لله ) [154]

والجواب عن ذلك : أن أول الكلام حكاية عنهم ، وقد ذمهم الله تعالى ، فظاهره يوجب أنهم ليس لهم فيما يسمى أمرا ، صنع. والأفعال إذا سميت بذلك فمجاز (2)

وقوله تعالى : ( قل إن الأمر كله لله ) ظاهره إنما يدل على أن التكليف والأمر هو (3) الذى يختص به ، وليس فيه ذكر الأفعال ، وقد ذمهم تعالى على ذلك بقوله ، من بعد : ( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ، قل : لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) (4) فبين بذلك فساد ما أظهروه فى باب الزهد فى الجهاد ، ورغب تعالى بذلك فى الثبات على الحروب ، وبين أن من كتب عليه القتل على كل حال ، فلن ينفعه التوقف عن الحرب وترك الخروج مع الرسول عليه السلام فى الجهاد.

** 136 دلالة :

لانفضوا من حولك ) (5) يدل على أن أفعال العباد من قبلهم واختيارهم (6)؛ لأنه تعالى لو خلق فعلهم فيهم لكان حال النبى عليه السلام فى أخلاقه لا يؤثر فى ذلك ؛ لأنه إن فعل فيهم مخالفته فالحال واحدة ، وإن لم يفعل فيهم (7) فكمثل.

صفحہ 169