بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وببارك على نبينا محمد وآله وصحبه
*******متممة الأجرومية*********
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب الرُّعيني
نبده عن الكتاب:
المتممة الأجرومية من أكثر المختصرات فائدة في النحو اختصر فيه الرعيني أكثر أبواب الألفية وجعله مقدمة للمطولات في النحو، وفي نظري فإن من أحب أن يحيط بأغلب أبواب النحو في أقل وقت ممكن فعليه بهذا المختصر فهو الشافي الكافي.
يتميز الحطاب ﵀ بدقة العبارة، يبتعد في الغالب عن القضايا الخلافية، ويأخذ في أجملها برأي بن مالك. يستشهد كثيرًا بالقرآن ونادرًا بالحديث النبوي الشريف، وقليلا بالشعر وغالبا ما يذكر الصدر أو العجز ولا يكمل إلا ناذرًا البيت كاملا؛ وعموما فإن المتممة الأجرومية برأي من عيون الكتب العربية في النحو العربي
نبدة عن صاحب الكتاب:
هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين المعروف بالحطاب الرعيني؛ فقيه، أصولي، أصله من المغرب وولد بمكة عام ٩٠٢ وتوفي بطرابلس الغرب سنة ٩٥٤ للهجرة
من أهم كتبه، مواهب الجليل في شرح الشيخ خليل؛ وقرة العين بشرح الورقات إمام الحرمين في الأصول وكتبنا هذا
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فهذه مقدمة في علم العربية متممة لمسائل الأجرومية، تكون واسطةً بينها وبين غيرها من المطولات؛ نفع الله بها كما نفع بأصلها في الحياة وبعد الممات.
الكلام وما يتألف منه:
الكلام هو اللفظ المفيد بالوضع واقل ما يتألف من اسمين نحو: زيد قائم او من فعل واسم نحو قام زيد، والكلمة قول مفرد وهي اسم وفعل وحرف.
فالاسم يعرف بالإسناد إليه، وبالخفض وبالتنوين وبدخول الألف واللام وحروف الجر الخفض؛ والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث وهو ثلاثة أنواع: ماضٍ ويعرف بتاء التأنيث الساكنة نحو: قامت وقعدت ومنه نعم وبئس وليس وعسى على الأصح؛ ومضارع يعرف بدخول لم عليه نحو لم يقمْن ولابد في أوله من إحدى الزوائد الأربع وهي: الهمزة والنون والياء والتاء، يجمعها قولك: نأيت؛ ويضم أوله إذا كان ماضيه على أربعة أحرف؛ دحرج يُدحرج، أكرم يُكرم وفرّح ُيفرح، وقاتل يُقاتل؛ ويفتح في ما سوى ذلك، نحو نصر يَنصر، وانطلق ينطلق، واستخرج يستخرج؛ وأمر يعرف بدلالته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة المؤنثة نحو: قومي واضربي، ومنه هات وتعال على الأصح؛ والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل ك"هل" و"في" و"لم".
باب الإعراب والبناء:
الإعراب تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفضا أو تقديرًا، وأقسامه أربعة: رفع ونصب وخفض وجزم، فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيهان وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولا خفض فيها.
والبناء لزوم أواخر الكلم حركة أو سكونًا، وأنواعه أربعة ضم وفتح وكسر وسكون.
والاسم ضربان: معرب وهو الأصل، وهو ما تغير آخره بسبب العوامل الداخلة عليه إما لفضا كزيدٍ عمروٍ، وإما تقديرًا نحو: موسى والفتى، ومبني وهو الفرع وهو ما لا يتغير آخره بسبب العوامل الداخلة عليه كالمضمرات وأسماء الشرط والإشارة وأسماء الموصولات، فمنه ما يبنى على الفتح كأينَ، ومنه ما يبنى على الكسر كأمسِ، ومنه ما يبنى على الضم كحيثُ، والأصل في المبني أن يبنى على السكون.
والفعل ضربان: مبنى وهو الأصل ومعرب وهو الفرع، والمبني نوعان أحدهما: الفعل الماضي وبناؤه على الفتح إلا إذا اتصلت به واو الجماعة فيضم نحو: ضربوا، أو اتصل به ضمير رفع متحرك فيسكن نحو: ضربْتُ وضربْنا، والثاني: فعل الأمر وبناؤه على السكون نحو: اضرب واضربن إلا إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة فعلى حذف النون نحو: اضربا واضربوا واضربي، إلا المعتل فعلى حذف حرف العلة نحوك اخشَ واغزُ وارم ِ.
1 / 2
والعرب من الأفعال الفعل المضارع بشرط ألا يتصل به نون الإناث ولا نون التوكيد المباشرة نحو: يضربُ ويخشَى، فإن اتصلت به نون الإناث بني على السكون نحو: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ﴾ (٢٣٣) سورة البقرة؛ وإن اتصل به نون التوكيد المباشرة بني على الفتح نحو: ليسجن وليكونن، وإنما أعرب المضارع لمشابهته الاسم. وأما الحروف فمبنية كلها.
باب علامات الإعراب:
للرفع أربع علامات: الضمة وهي الأصل والواو واللف والنون وهي نائبة عن الضمة، فاما الضمة فتكون علامة الرفع في أربعة مواضع:
في الإسم المفرد منصرفا كان او غير منصرفٍنحو: ﴿﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾ (١٢٦) سورة البقرة؛ ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى﴾ (٥٤) سورة البقرة، وفي جمع التكسير منصرفاكان اوغير منصرف نحو: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى﴾ (٦١) سورة الشعراء؛ ﴿وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا﴾ (٢٤) سورة التوبة؛ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ﴾ (٣٢) سورة الشورى؛ وفي جمع المؤنث السالم وما حمل عليه نحو: ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ﴾ (١٢) سورة الممتحنة؛ ﴿وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ﴾ (٤) سورة الطلاق؛ وفي الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء نحو: ﴿وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ﴾ (٢٥) سورة يونس.
أما الواو فتكون علامة الرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم وما حمل عليه نحو: ﴿فِي وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (٤) سورة الروم؛ ﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ (٦٥) سورة الأنفال؛ وفي الأسماء الستة وهي: أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وهنوك، وذو مال نحو: ﴿قَالَ أَبُوهُمْ﴾ (٩٤) سورة يوسف؛ ﴿إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا﴾ (٨) سورة يوسف؛ وجاء حموك وهذا فوك وهنوك؛ ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ﴾ (٦٨) سورة يوسف.
1 / 3
وأما الألف فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية نحو: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ (٦) سورة الرحمن؛ ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عشَر شهرًا﴾ (٣٦) سورة التوبة؛ ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ (٦٠) سورة البقرة.
وأما النون فتكون علامة لرفع الفعل المضار إذا اتصل به ضمير تثنية نحو ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾، أو ضمير جمع المذكر نحو: ﴿الَّذِينَ﴾ (٣) سورة البقرة، أو ضمير المخاطبة نحو: ﴿قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٌ﴾ (٧٣) سورة هود.
وللنصب خمس علامات الفتحة وهي الأصل والألف والكسرة والياء وحذف النون وهي نائبة عن الفتحة؛ فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع:
في الاسم المفرد منصرفا كلن أو غير منصرف نحو: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ﴾ (١٨٩) سورة البقرة؛ ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾ (٨٤) سورة الأنعام؛ ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى﴾ (٥١) سورة البقرة؛ وفي جمع التكسير منصرفا كان أو عير منصرف نحو: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ﴾ (٨٨) سورة النمل؛ ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً﴾ (٢٠) سورة الفتح؛ ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى﴾ (٣٢) سورة النور؛ وفي المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء نحو: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا﴾ (٣٧) سورة الحج.
أما الألف فتكون علامة النصب في السماء الستة نحو: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ﴾ (٤٠) سورة الأحزاب؛ ﴿وَنَحْفَظُ أَخَانَا﴾ (٦٥) سورة يوسف؛ وقول رأيت حماك وهناك؛ ﴿أَن كَانَ ذَا مَالٍ﴾ (١٤) سورة القلم.
وأما الكسرة فتكون علامة النصب نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم وما حمل عليه نحو: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾ (١) سورة الأنعام؛ ﴿وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ﴾ (٦) سورة الطلاق؛
1 / 4
وأما الياء فتكون علامة للنصب في موضعين: في المثنى وما حمل عليه نحو: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾ (١٢٨) سورة البقرة؛ ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ﴾ (١٤) سورة يس؛ ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ﴾ (١١) سورة غافر؛ وفي جمع المذكر السالم وما حمل عليه نحو: ﴿نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٨٨) سورة الأنبياء؛ ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً﴾ (١٤٢) سورة الأعراف.
وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال التي َرْفعُها بثبات النون نحو: ﴿إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ﴾ (٢٠) سورة الأعراف؛ ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (١٨٤) سورة البقرة؛ ولن تقومي.
وللخفض ثلاث علامات الكسرة وهي الأصل والياء والفتحة وهما فرعان نائبتان عن الكسرة؛ فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاث مواضع: في الاسم المفرد نحو: ﴿بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم ِ﴾؛ ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى﴾ (٥) سورة البقرة؛ وفي جمع التكسير المنصرف نحو: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ﴾ (٧) سورة النساء؛ وفي جمع المؤنث السالم وما حمل عليه نحو: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ﴾ (٣١) سورة النور؛ ومررت بأولات الأحمال.
أما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع: في الأسماء الستة نحو: ﴿ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ﴾ (٨١) سورة يوسف؛ ﴿َ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ﴾ (٦٤) سورة يوسف؛ ومررت بحميك وفيك وهنيك؛ ﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى﴾ (٣٦) سورة النساء؛ وفي المثنى وما حمل عليه نحو: ﴿حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ﴾ (٦٠) سورة الكهف؛ ومررت باثنين واثنتين وفي جمع المذكر السالم وما حمل عليه نحو ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ﴾ (٣١) سورة النور؛ ونحو: ﴿فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ (٤) سورة المجادلة
1 / 5
وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف مفردا كان نحو: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾ (١٦٣) سورة النساء؛ ﴿فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ﴾ (٨٦) سورة النساء؛ أو جمع تكسير نحو: ﴿مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ﴾ (١٣) سورة سبأ؛ إلا إذا أضيف نحو: في أحسنِ تقويمٍ؛ أو أدخلت عليه أل نحو: ﴿وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ (١٨٧) سورة البقرة.
وللجزم علامتان: السكون وهو الأصل، والحذف وهو نائب عنه؛ فأما السكون فيكون علامة لجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم يتصل بآخره شيء نحو: ﴿لم يلدْ ولم يولدْ* ولم يكنْ له كفؤا أحد﴾
وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر وهو ما آخره حرف علة؛ وحروف العلة: الألف والواو والياء نحو: ﴿وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ﴾ (١٨) سورة التوبة؛ ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ﴾ (١١٧) سورة المؤمنون؛ ﴿مَن يَهْدِ اللهُ﴾ (١٧٨) سورة الأعراف؛ وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون نحو: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ﴾ (٤) سورة التحريم؛ ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ﴾ (١٢٠) سورة آل عمران؛ ولا ﴿وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾ (٧) سورة القصص.
فصل:
جميع ما تقدم من المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف
الذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء؛ وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون؛ خرج من ذلك ثلاثة أشياء: الاسم الذي لا ينصرف مفردا كان أو جمع تكسير، فإنه يخفض بالفتحة ما لم يضف أو تدخل عليه أل؛ وجمع المؤنث السالم فإنه ينصب بالكسرة؛ والفعل المضارع المعتل الآخر فإنه يجزم بحذف آخره وقد تقدمت أمثلة ذلك.
1 / 6
والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع: المثنى وما حمل عليه، وجمع المذكر السالم وما حمل عليه، والأسماء الستة، والأمثلة الخمسة.
فأما المثنى: فيرفع باللف وينصب ويجر بالياء المفتوح ما قبلها، المكسور ما بعدها، والحق به اثنان واثنتان مطلقا، وكلا وكلتا بشرط إضافتهما إلى المضمر نحو: جاءني كلهما وكلتاهما، ورأيت كليهما وكلتيهما، ومررت بكليهما وكلتيهما.
فإن أضيفا إلى الظاهر كانا باللف في الأحوال الثلاثة وكان إعرابهما حركات مقدرة في تلك الألف نحو: جاءني كلا الرجلين وكلتا المرأتين، ومررت بكلا الرجلين وكلتا المرأتين.
أما جمع المذكر السالم، فيرفع بالواو وينصب ويجر بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، وألحق به: ألوا وعالمون وعشرون وما بعده من العقود إلى تسعين وأرضون وسنون وبابه؛ وأهلون وعليون، نحو: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ﴾ (٢٢) سورة النور؛ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ﴾ (٢١) سورة الزمر؛ ﴿ْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٤٥) سورة الأنعام؛ ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾ (٢٥) سورة الكهف؛ ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ (٩١) سورة الحجر؛ ﴿﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا﴾ (١١) سورة الفتح﴾ (١١) سورة الفتح؛ ﴿أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾ (٨٩) سورة المائدة؛ ﴿إِلَى أَهْلِيهِمْ﴾ (١٢) سورة الفتح؛ ﴿لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾ (١٩) سورة المطففين.
1 / 7
أما الأسماء الستة فترفع بالواو وتنصب باللف وتجر بالياء بشرط ان تكون مضافة؛ فإن أفردت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة نحو: له أخ؛ إن له أبا؛ وبنات الأخ؛ وأن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم؛ فإن أضيفت للياء أعربت بحكات مقدرة على ما قبل الياء نحو: إن هذا أخي؛ وأن تكون مكبرة، فإن صغرت، أعربت بالحركات الظاهرة نحو: هذا أُبَيِّك، وأن تكون مفردة، فإن ثنية أو جمعت، أعربت إعراب المثنى والمجموع؛ والأفصح في الهن النقص أي حذف آخره، والإعراب بالحركات على النون نحو هذا هنك، ورأيت هنك، ومررت بهنك، ولهذا لم يعده صاحب الأجرومية ولا غيره في هذه السماء وجعلوها خمسة.
أما الأمثلة الخمسة فهي كل فعل اتصل به ضمير تثنية نحو يفعلان وتفعلان، أو ضمير جمع نحو يفعلون وتفعلون، أو ضمير المؤنثة نحو: تفعلين فإنها ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذف النون.
تنبيه:
علم مما تقدم ان علامات الإعراب أربعة عشرة منها أربعة أصول: الضمة للرفع، والفتحة للنصب، والكسرة للجر، والسكون للجزم.
وعشرة فروع نائبة عن هذه الأصول: ثلاثة تتوب عن الضمة، وأربع عن الفتحة واثنان عن الكسرة وواحد عن السكون، وأن النيابة واقعة في سبعة أبواب:
الأول: باب ما لا ينصرف؛
الثاني: باب جمع المؤنث السالم؛
الثالث: باب الفعل المضارع المعتل الآخر؛
الرابع: باب المثنى؛
الخامس: باب جمع المذكر السالم؛
السادس: باب الأسماء الستة؛
السابع: باب الأمثلة الخمسة.
1 / 8
فصل في المقصور والمنقوص:
تقدر الحركات الثلاث في الاسم المضاف على ياء المتكلم نحو: غلامي وابني؛ وفي الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة نحوك الفتى، والمصطفى، وموسى، وحبلى، ويسمى مقصورًا؛ وتقدر الضمة والكسرة في الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها نحو القاضي والداعي والمرتقي؛ ويسمى منقوصًا نحو: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ﴾ (٦) سورة القمر؛ ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ (٨) سورة القمر، وتظهر فيه الفتحة لخفتها نحو: ﴿أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ (٣١) سورة الأحقاف؛ وتقدر الضمة والفتحة في الفعل المعتل باللف نحو: زيد يخشى، لن يخشى؛ وتقدر الضمة فقط في الفعل المعتل بالواو وبالياء نحو: يدعو ويرمي، وتظهر الفتحة نحو: لن يدعوَ ولن يرميَ؛ والجزم في الثلاثة بالحذف كما تقدم
فصل في موانع الصرف:
الاسم الذي لا ينصرف فيه علتان من علل تسع او واحدة تقوم مقام العلتين، والعلل التسع هي:
الجمع
ووزن الفعل
والعدل
والتأنيث
والتعريف
والتركيب
واللف والنون الزائدتان
والعجمة
والصفة
يجمعها قول الشاعر:
اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة ****ركب وزد عجمةً فالوصفَ قد كملا
فالجمع شرطه ان يكون على صيغة منتهى الجموع، وهي صيغة مفاعل نحو: مساجدَ، ودراهمَ، وغنائم؛ ومفاعيل نحو: مصابيح ومحاريب ودنانير، وهذه العلة الأولى من العلتين التي تمنع الصرف وحدها وتقوم مقام العلتين؛ وأما وزن الفعل فالمراد به ان يكون الاسم على وزن خاصٍ كشمَّرَ
1 / 9
بتشديد الميم، وضُرب بالبناء للمفعول، وانطلق ونحوه من الفعال الماضية المبدوءة بهمزة الوصل إذا سمي بشئ من ذلك، أو يكون في أوله زيادة كزيادة الفعل وهو مشارك للفعل في وزنه ك: أحمد وغلب ويزيد ونرجس؛ وأما العدل فهو خروج الاسم عن صيغته الأصلية إما تحقيقا كآحاد وموحد وثناء ومثنى وثلاث ومثلث ورباع ومربع وهكذا إلى العشرة فغنها معدولة عن ألفاظ العدد الأصول؛ فأصل جاء القوم آحادًا، جاءوا واحدًا واحدًا؛ وكذا أصل موحد، وأصل جاء القوم مثنى، جاءوا اثنين اثنين، وكذا الباقي، إما تقديرًا كالأعلام التي على وزن فُعَل كعمر وزفر وزحل فغنها لما سمعت ممنوعة من الصرف وليس فيها علة ظاهرةً غير العلمية قدروا فيها العدل، وأنها معدولة عن عامر وزافر وزاحل.
أما التأنيث فو على ثلاثة أقسام تأنيث بالألف، وتأنيث بالتاء، وتأنيث بالمعنى؛ فالتأنيث باللف يمنع الصرف مطلقًا سواء كانت مقصورة ك: حبلى ومرضى وذكرى؛ أو كانت ممدودة ك: صحراء وحمراء وزكرياء وأشياء، وهذه العلة الثانية من العلتين اللتين كل واحدة منهما تمنع الصرف وحدها وتقوم مقام العلتين؛ وأما التأنيث بالتاء فيمنع الصرف مع العلمية سواء كان علم مذكر كطلحة، أو مؤنث كفاطمة؛ وأما التأنيث المعنوي فهو كالتأنيث بالتاء فيمنع مع العلمية لكن بشرط ان يكون الاسم زائدًا على ثلاثة أحرف كسعاد، أو ثلاثيا محرك الوسط كسقر، أو ساكن الوسط أعجميًا كجور أو منقولا من المذكر إلى المؤنث كما إذا سميت امرأة بزيد، فإن لم يكن شيء من ذلك كهند، ودعد، جاز الصرف وتركه وهو الأحسن.
أما التعريف فالمراد به العلمية وتمنع الصرف مع وزن الفعل، ومع العدل، ومع التأنيث كما تقدم ومع التركيب المزجي، ومع الألف والنون، ومع العجمة كما سيأتي.
1 / 10
وأما التركيب فالمراد به التركيب المزجي المختوم بغير ويه كبعلبك وحضر موت فلا يمنع الصرف إلا مع العلمية، وأما الألف والنون الزائدتان فيمنعان الصرف مع العلمية كعمران وعثمان، ومع الصفة بشرط ألا تقبل التاء كسكران.
وأما العجمة فالمراد بها أن تكون الكلمة من أوضاع العجمية كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وجميع الأنبياء أعجمية إلا أربعة: محمد وصالح، وشعيب، وهود صلى اله عليهم أجمعين؛ يشترط فيها أن يكون علما في العجمية، ولدالك صرف لجام ونحوه، وأن يكون زائدًا على الثلاثة فلذلك صرف نوح ولط؛ أما الصفة فتمنع مع ثلاثة أشياء: مع العدل كما تقدم في مثنى وثلاث، ومع الألف والنون بشرط أن تكون الصفة على وزن فَعلان بفتح الفاء ولا يكون مؤنثه على وزن فعلانة نحو: سكران فإن مؤنثه سكرى، ونحو ندمان منصرف لأن مؤنثه ندمانة إذا كان من المنادمة؛ ومع وزن الفعل بشرط أن يكون على وزن أفعل والا يكون مؤنثه بالتاء نحو أحمر فغن مؤنثه حمراء ونحو أرمل منصرف لأن مؤنثه أرملة.
تنبيه يجوز صرف غير المنصرف للتناسب كقراءة نافع: ﴿سَلَاسِلَا﴾ (٤) سورة الإنسان، ﴿قَوَارِيرَا﴾ (١٥) سورة الإنسان؛ ولضرورة الشعر.
باب النكرة والمعرفة:
السم ضربان: أحدهما: النكرة وهي الأصل وهي كل اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون الآخر كرجل، وفرس، وكتاب؛ وتقريبها إلى الفهم أن يقال: النكرة كل ما صح دخول الألف واللام عليه كرجل، وامرأة، وثوب، أو وع موقع ما يصلح دخول الألف واللام عليه كذي بمعنى صاحب، والضرب الثاني: المعرفة وهي ستة أنواع: المضمر وهو اعرفها، ثم العلم، ثم اسم الإشارة، ثم الموصول، ثم المعرف بالأداة، والسادس ما أضيف إلى واحد منها، وهو في رتبة ما أضيف إليه إلا المضاف إلى الضمير فإنه في رتبة العلم، ويستثنى من مما ذكر: اسم الله تعالى وهو أعرف المعارف بالإجماع.
1 / 11
بيان المضمر وأقسامه
المضمر والضمير لما وضع لمتكلم كأنا او مخاطب كأنت او غاءب كهو؛ وينقسم إلى مستتر وبارزن فالمستتير ما ليس له صورة في اللفظ ن وهو إما مستتر وجوبًا كالمقدر في فعل امر الواحد المذكر كاضرب، وقمح وفي المضارع المبدوء بتاء خطاب الواحد المذكر كتقوم، وتضرب؛ وفي المضارع المبدوء بالهمزة كأقوم، وأضرب؛ أو بالنون كنقوم، ونضرب؛ وإما مستتر جوازًا كالمقدر في نحو: زيد يقوم، وهند تقوم، ولا يكون المستتر إلا ضمير رفع إما فاعلا أو نابً لفاعل.
والبارز ما له صورة في اللفظ وينقسم إلى متصل ومنفصل، فالمتصل: هو الذي لا يفتتح به النطق لا يقع بعد إلا كتاء قمتُ، وكاف أكرمك؛ والمنفصل، هو ما يفتتح به النطق ويقع بعد إلا نحو أن تقول: أنا مؤمن، وما قام إلا أنا؛ وينقسم إلى المتصل على مرفوع ومنصوب ومجرور؛ فالمرفوع نحو: ضربت وضربنا وضربتَ وضربتِ وضربتما وضربتم وضربتن وضرب وضربا وضربوا وضربت وضربتا وضربن؛ والمصوب نحو: أكرمني وأكرمنا وأكرمك وأكرمكِ وأكرمكما وأكرمكم وأكرمكن وأكرمه وأكرمها وأكرمهما وأكرمهم وأكرمهن؛ والمجرور كالمنصوب إلا أنه إذا دخل عليه عامل الجر، تميز به نحو: مررت بي ومررت بنا
وينقم المنفصل إلى مرفوع ومنصوب؛ فالمرفوع اثنتا عشرة كلمة وهي ان ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتن وهو وهي وهما وهم وهن، فكل واحد من هذه الضمائر إذا وقع في ابتداء الكلام فهو مبتدأ نحو: ﴿وَأَنَا رَبُّكُمْ﴾ (٩٢) سورة الأنبياء؛ ﴿وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ (٢٣) سورة الحجر؛ و﴿أَنتَ مَوْلاَنَا﴾ (٢٨٦) سورة البقرة؛ ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١٢٠) سورة المائدة؛ والمنصوب اثنتا عشرة كلمة وهي: إياي وإيانا وإياك وإياكِ وإياكما وإياكم وإياكن وإياه وإياها وإياهما وإياهن؛ فهذه الضمائر لا تكون إلا مفعولًا به نحو: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (٥) سورة الفاتحة؛ ﴿إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾ (٤٠) سورة سبأ.
1 / 12
تنبيه:
متى أمكن ان يؤتى بالضمير متصلا فلا يجوز أن يؤتى به منفصلًا، فلا يقال في فمت، قام أنا، ولا في أكرمك أكرم إياك؛ إلا نحو َسلَنيه وكنته، فيجوز الفصل أيضا نحو: سلني إياه وكنت إياه، والفاظ الضمائر كلها مبنية لا يظهر فيها إعراب.
فصل: أسماء الإشارة:
اسم الإشارة ما وضع لمشار إليه وهو: ذا للمفرد المذكر وذي وتي وته وتا للمفرد المؤنث، ذان للمثنى المذكر في حالة الرفع وذين في حالة النصب والجر وتان للمثنى المؤنث في حالة الرفع وتين في حالة النصب والجر، والجمع مذكرًا كان أو مؤنثًا أولاء بالمد عند الحجازيين وبالقصر عند التميميين ويجوز دخول هاء التنبيه على أسماء الإشارة نحو: هذا وهذه وهذان وهذين وهاتان وهاتين وهؤلاء، وإذا كان المشار إليه بعيدًا لحقت اسم الإشارة كاف حرفية تتصرف تصرف الكاف الاسمية نحسب المخاطب نحو: ذاكَ وذاكِ وذاكما وذاكم وذاكن؛ ويجوز أن تزيد لامًا نحو: ذلكَ وذلكِ وذلكما وذلكم وذلكن؛ ولا تدخل اللام في المثنى وفي الجمع في لغة من مده، وإنما تدخل فيهما حالة البعد الكاف نحو ذانكما وتانكما وأولئك، وكذلك على المفرد إذا تقدمته هاء التنبيه نحو هذا؛ فيقال في حالة البعد هذاك ويشار إلى المكان القريب بهنا أو ههنا نحو: ﴿إنا ههنا قاعدون﴾ (١)؛ وإلى المكان البعيد بهناك او هنالك أو هَنَّا أو هِنَّا أو ثَمَّ نحو: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ﴾ (٢٠) سورة الإنسان
_________
(١) ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (٢٤) سورة المائدة
1 / 13
فصل في الاسم الموصول:
الاسم الموصول هو ما افتقر إلى صلة وعائد وهو ضربان: نص ومشترك، فالنص ثمانية ألفاظ: الذي للمفرد المذكر والتي للمؤنث واللذان للمثنى المذكر واللتان للمثنى المؤنث في حالة الرفع، واللذين واللتين في حالة النصب والجر، والأولى واللذين بالياء مطلقًا لجمع المذكر، وقد يقال اللذون بالواو في حالة الرفع واللائي واللاتي، ويقال اللواتي لجمع المؤنث وقد تحذف ياؤها نحو: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ (٧٤) سورة الزمر؛ ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾ (١) سورة المجادلة؛ ﴿وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ﴾ (١٦) سورة النساء؛ ﴿رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا﴾ (٢٩) سورة فصلت؛ ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمٌْ﴾ (١٠) سورة الحشر؛ ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ﴾ (٤) سورة الطلاق؛
1 / 14
﴿وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ﴾ (١٥) سورة النساء؛ والمشترك ستة ألفاظ: من وما وأي وأل وذو وذان فهذه الستة تطلق على المفرد والمثنى وللمجموع المذكر من ذلك والمؤنث؛ وتستعمل من للعاقل وما لغير العاقل، تقول في من: يعجبني من جاءك ومن جاءتك ومن جاءاك ومن جاءتاك ومن جاءوك ومن جئنك؛ وتقول في ما جوابا لمن قال: اشتريت حمارًا ًأو آتانا أو حمارين أو أتانين أو حُمرا أو ُأتنًا؛ يعجبن ما اشتريته وما اشتريتها وما اشتريتهما وما اشتريتم وما اشترين، وقد يعكس ذلك فتستعمل من لغير العاقل نحو: ﴿فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ﴾ (٤٥) سورة النور؛ وتستعمل ما لغير العاقل نحو: ﴿مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ (٧٥) سورة ص؛ والربعة الباقية تستعمل للعاقل وغيره، تقول في أي: يعجبني أي قام وأي قامت وأي قاما وأي قاموا واي قمنا سواء كان القائم عاقلا او حيوانا؛ وأما أل فإنما تكون اسما موصولا إذا دخلت على اسم الفاعل أو اسم المفعول كضارب والمضروب أي الذي َضرَب َوالذي ضُرِبَ نحو: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ﴾ (١٨) سورة الحديد؛ ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)﴾ سورة الطور؛ وأما ذو فخاصة بلغة طيئ تقول جاءني ذو قام وذو قامت وذو قامتا وذو قاموا وذو قمن؛ وأما ذا فشرط كونها موصولا أن تتقدم عليها ما الاستفهامية نحو: ماذا ينفقون؛ أو من الاستفهامية نحو من ذا جاءك، وأن لا تكون ملغاة بأن يقدر تركيبها مع ما نحو: ماذا صنعت؟ إذا قدرت ماذا اسما واحدا مركبًا.
1 / 15
وتفتقر الموصولات كلها إلى صلة متأخرة عنها وعائد، والصلة لإما جملة أو شبهها، الجملة ما تركب من فعل وفاعل نحو: جاء الذي قام أبوه؛ وقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ (٧٤) سورة الزمر؛ من مبتدأ وخبر نحو: جاء الذي ابوه عندك؛ ما عندكم ينفد؛ وثانيها: الجار والمجرور، نحو: جاء الذي في الدار؛ ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ (٤) سورة الانشقاق؛ ويتعلق الظرف والجار والمجرور إذا وقع صلة بفعل محذوف وجوباُ تقديره استقر؛ والثالث: الصفة الصريحة، والمراد بها اسم الفاعل واسم المفعول، وتختص بالألف واللام كما تقدم؛ والعائد ضمير مطابق للموصول في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث كما تقدم في الأمثلة المذكورة، وقد يحذف نحو: ﴿ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ (٦٩) سورة مريم؛ أي: الذي هو أشد نحو: ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ (١٩) سورة النحل؛ أي الذي تسرونه والذي تعلنونه؛ ونحو: ﴿وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ﴾ (٣٣) سورة المؤمنون.
فصل في المعرف بالأداة:
وأما المعرف بالأداة فهو المعرف بالألف واللام، وهي قسمان: عهدية وجنسية؛ والعهدية إما للعهد الذكري نحو: ﴿فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ﴾ (٣٥) سورة النور؛ والعهد الذهني نحو: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ (٤٠) سورة التوبة؛ وللعهد الحضوري نحو: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ (٣) سورة المائدة.
والجنسية إما لتعريف الماهية نحو: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (٣٠) سورة الأنبياء؛ وإما لاستغراق الأفراد نحو وخلق الإنسان ضعيفًا؛ أو لاستغراق خصائص الأفراد نحو: أنت الرجل علمًا؛ وتبدل لام أل ميما في لغة حمير.
1 / 16
فصل التعريف بالإضافة إلى المعرفة:
وأما المضاف إلى واحد من هذه الخمسة فنحو: غلامي، وغلامك، وغلامه، وغلام زيد، وغلام هذا، وغلام الذي قام أبوه، وغلام الرجل.
باب المرفوعات:
المرفوعات عشرة وهي: الفاعل والمفعول الذي لم يسم فاعله والمبتدأ وخبره واسم كان أخواتها واسم أفعال المقاربة واسم الحروف المشبهة بليس وخبر إن وأخواتها وخبر لا التي لنفي الجنس والتابع للمرفوع وهو أربعة أشياء: النعت والعطف والتوكيد والبدل.
باب الفاعل:
هو الاسم المرفوع قبله فعل او ما في تأويا الفعل وهو على قسمين ظاهر ومضمر، فالظاهر نحو: ﴿إِذْ قَالَ اللهُ﴾ (٥٥) سورة آل عمران؛ ﴿قَالَ رَجُلاَنِ﴾ (٢٣) سورة المائدة؛ ﴿وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ﴾ (٩٠) سورة التوبة؛ ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٦) سورة المطففين؛ ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (٤) سورة الروم؛ قال أبوهم؛ والمضمر نحو قولك ضربت وضربنا إلى آخره، كما تقدم في فصل المضمر.
والذي في تأويل الفعل نحو: أقائم الزيدان؛ ومختلف ألوانه؛ وللفاعل أحكام منها أنه لا يجوز حذفه لأنه عمدة فإن ظهر في اللفظ نحو: قام زيد والزيدان قاما فذاك وإلا فهو مستتر نحو زيد قام.
ومنها أنه تقدمه على الفعل فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل مقدم وجب تقدير الفاعل ضميرًا مستترًا ويكون المقدم إما مبتدأً نحو زيد قام وإما فاعلا لفعلٍ محذوف نحو: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ﴾ (٦) سورة التوبة؛ لأن أداة الشرط لا تدخل على المبتدأ.
ومنها أن فعله يوحد على تثنيته وجمعه كما يوحد مع إفراده فتقول قام الزيدان وقام الزيدون كما تقول قام زيد؛ قال الله تعالى: ل ﴿قَالَ رَجُلاَنِ﴾؛ ﴿وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ﴾ (٩٠) سورة التوبة؛ ﴿وَقَالَ الظَّالِمُونَ﴾ (٨) سورة الفرقان؛ ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ﴾ (٣٠) سورة يوسف.
1 / 17
ومن العرب من يلحق الفعل علامة التثنية والجمع إذا كان الفاعل مثنى أو مجموعًا فتقول: قاما الزيدان، وقاموا الزيدون، وقمن الهندات، وتسمى لغة أكلوني البراغيث لأن هذا اللفظ سمع من بعضهم ومنه الحديث " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار" والصحيح أن الألف والواو والنون أحرف دالة على التثنية والجمع وأن الفاعل ما بعدها.
ومنها انه يجب تأنيث الفعل بتاء ساكنة في آخر الماضي وبتاء المضارعة في أول المضارع إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث نحو: قامت هند وتقوم هند، ويجوز ترك التاء إذا كان الفاعل مجازي التأنيث نحو: طلع الشمس،؛ ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً﴾ (٣٥) سورة الأنفال، وحكم المثنى والمجموع جمع تصحيح حكم المفرد فتقول: قام الزيان وقام الزيدون وقامت المسلمتان وقامت المسلمات، وأما جمع التكسير فحكمه حكم المجازي التأنيث تقول: قام الرجال وقامت الرجال وقام الهنود وقامت الهنود.
ومنها أن الأصل فيه أن يلي فعله ثم يذكر المفعول نحو: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ (١٦) سورة النمل؛ قد يتأخر الفاعل ويتقدم المفعول على الفاعل جوازًا نحو: ﴿وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ﴾ (٤١) سورة القمر؛ ووجوبا نحو ﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا﴾ (١١) سورة الفتح؛ ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ﴾ (١٢٤) سورة البقرة؛ وقد يتقدم المفعول على الفعل والفاعل جوازًا نحو: ﴿فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ (٧٠) سورة المائدة؛ ووجوبا نحو: ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ (٨١) سورة غافر؛ لأن اسم الاستفهام له صدر الكلام.
1 / 18
باب نائب الفاعل:
باب المفعول الذي لم يسم فاعله هو الاسم المرفوع الذي لم يذكر فاعله وأقيم هو مقامه فصار مرفوعًا بعد أن كان منصوبًا وعمدةً بعد أن كان فضلة فلا يجوز حذفه ولا تقديمه على الفعل ويجب تأنيث الفعل إن كان مؤنثا نحو: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ (١) سورة الزلزلة؛ ويجب ألا يلحق الفعل علامة تثنية أو جمع إن كان مثنى أو مجموعا نحو: ضُرِبَ الزيدان وضُرِبَ الزيدون، ويسمى أيضا النائب عن الفعل وهذه العبارة أحسن أخصر؛ ويسمى فعله الفعل المبني للمفعول والفعل المبني للمجهول والفعل الذي لم يسم فاعله؛ فإن كان الفعل ماضيًا ضم أوله وكسر ما قبل آخره، وإن كان مضارعًا ضُم أوله وفتح ما قبل آخره نحو: ُضِربَ زيدُ، ويُضَرب زيد؛ فإن كان الماضي مبدوءا بتاء زائدة ضم أوله وثانيه نحو: تُعُلِمَ، وتُضُورِبَ، وإن كان مبدوءًا بهمزة وصل ضم أوله ثالثه نحو: اُنْطُلِقَ واُستُخرِجَ؛ وإن كان الماضي معتل العين فلك كسر فائه فتصير عينه ياءً نحو: قيل وبيع، ولك إشمام الكسرة الضمة وهو خلط الكسرة بشيء من صوت الضمة، ولك ضم الفاء فتصير عينه واوًا ساكنة نحو: ُقول وُبوع.
والنائب عن الفاعل على قسمين: ظاهر ومضمر؛ فالظاهر نحو: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ﴾ (٤٥) سورة الإسراء؛ ضرب مثل؛ ﴿وَقُضِيَ الأَمْرُ﴾ (٢١٠) سورة البقرة؛ ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ (١٠) سورة الذاريات؛ ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ﴾ (٤١) سورة الرحمن؛
1 / 19
والمضمر نحو: ُضرِبْتُ، وضربنا وضُرَِبتْ إلى أخر ما تقدم؛ لكن يبنى الفعل للمفعول وينوب عن الفاعل واحد من أربعة، الأول: المفعول به كما تقدم، الثاني: الظرف نحو: جُلس أمامك، وِصيم رمضان؛ والثالث: الجار والمجرور نحو: ﴿وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ﴾ (١٤٩) سورة الأعراف؛ والرابع: المصدر نحو: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، ولا ينوب غير المفعول به مع وجوده غالبًا؛ وإذا كان الفعل متعديًا لأثنين جعل أحدهما نائبًا عن الفعل وينصب الثاني نحو: أُعْطِيَ زيدٌ درهمًا.
باب المبتدأ والخبر:
المبتدأ هو: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية وهو قسمان: ظاهر ومضمر؛ فالمضمر أنا وأخواته التي تقدمت في فصل المضمر؛ والظاهر قسمان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع سد مسد الخبر؛ فالأول: نحو: ﴿اللَّهُ رَبُّنَا﴾ (١٥) سورة الشورى؛ و﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾ (٢٩) سورة الفتح؛ والثاني هو اسم الفاعل واسم المفعول إذا تقدم عليهما نفي أو استفهام نحو: أقائم زيد؟ وما قائم الزيدان، وهل مضروب العمران؟ وما مضروب العمران؛ ولا يكون المبتدأ نكرةً إلا بمسوغ، والمسوغات كثيرة منها: أن يتقدم على النكرة نفي، أو استفهام نحو: ما رجل قائم، وهل رجل جالس؟ ﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ﴾ (٦٠) سورة النمل؛ ومنها أن تكون موصوفة نحو: ﴿وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ﴾ (٢٢١) سورة البقرة؛ ومنها أن تكون مضافة نحو: "خمسُ صلواتٍ كتبهن الله"؛ ومنها أن يكون الخبر ظرفًا أو جارا ومجرورًا مقدمين على النكرة نحو: عندك رجل، وفي الدار امرأة، ونحو: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ (٣٥) سورة ق؛ ﴿عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾ (٧) سورة البقرة؛ وقد يكون المبتدأ مصدرًا مؤولا من أن والفعل نحو: ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (١٨٤) سورة البقرة؛ أي: صوموا خير لكم.
1 / 20