فقلت: أما الخطبة فلا كلام فيها وأما الصلاة فهي خارجة عن المذاهب الأربعة على غير ما شرط عليهم من أنهم لا يتعاطون أمرا خارجا عن المذاهب الأربعة فينبغي للشاه أن يؤدب على ذلك.
فأخبر الشاه فغضب وأرسل مع الاعتماد يقول لي:
- أخبر أحمد خان أني أرفع جميع الخلافات حتى السجود على التراب (١) واجتمعت مع الملا باشي عصر يوم الجمعة وتذاكرنا في خصوص مذهب الجعفرية (مذهب جعفر الصادق) فقلت:
ـ إن المذهب الذي تتعبدون عليه باطل لا يرجع إلى اجتهاد مجتهد.
فقال: هذا اجتهاد جعفر الصادق.
فقلت: ليس لجعفر الصادق فيه شيء وأنتم لا تعرفون مذهب جعفر الصادق. فإن قلتم: إن مذهب جعفر الصادق تقية، فلا أنتم ولا غيركم يعرف مذهبه. لاحتمال كل مسألة أن تكون تقية. فإنه بلغني عنكم أن له في البئر إذا وقعت فيه نجاسة ثلاثة أقوال: أحدها أنه سئل عنها فقال: هي بحر لا ينجسه شيء، ثانيها أنها تنزح كلها، وثالثها ينزح منها سبعة دلاء أو ستة؛ فقلت لبعض علمائكم: كيف تصنعون بهذه الأقوال الثلاثة؟ فقال: مذهبنا أن الإنسان إذا صارت له أهلية الاجتهاد يجتهد في أقوال جعفر الصادق فيصحح واحدا منها، فقلت: وما يقول في الباقي؟ قال: يقول إنها تقية، فقلت: إذا اجتهد واحد فصحح غير هذا القول فما يقول في القول الذي صححه المجتهد
_________
(١) أي السجود على التربة الحسينية، فإنه باطل لا دليل له في الشرع الشريف. دد
1 / 47