180

توصيف ابن عباس عليا ع لما سأله معاوية:

وقد وصفه رباني هذه الأمة عبد الله بن عباس حيث سأله معاوية عنه، فقال: 113- كان والله للقرآن تاليا، وللشر قاليا، وعن المين نائيا، وعن المنكرات ناهيا وعن الفحشاء ساهيا، وبدينه عارفا، ومن الله خائفا، ومن الموبقات صارفا، وبالليل قائما، وبالنهار صائما، ومن دنياه سالما، وعلى عدل البرية ملازما، وبالمعروف آمرا، وعن المهلكات زاجرا، وبنور الله ناظرا، ولشهوته قاهرا، فاق العالمين ورعا وكفافا، وقناعة وعفافا، وسادهم زهدا وأمانة، وبرا وحياطة.

كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومحل الإيمان، ومنتهى الإحسان وملاذ الضعفاء، ومعقل الحنفاء، كان للحق حصنا حصينا، وللناس ركنا ركينا، قائما بحق الله صابرا محتسبا حتى عز الدين في الديار، وعبد الله في الأقطار، وفي الضواحي والبقاع، والتلاع والرياع، وفورا في الرخاء، شكورا في الأواء.

كان والله: هجادا بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، دائم الفكرة في الليل والنهار، نهاضا إلى كل مكرمة، سعاء إلى كل منجية، فرارا من كل موبقة.

كان والله: علم الهدى، وكهف التقى، ومحل الحجى، وبحر الندى، وطود النهى وكنف العلم للورى، ونور السفر في ظلم الدجى

صفحہ 306