مستخرج
المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة
تحقیق کنندہ
أ. د. عامر حسن صبري التَّميميُّ
ناشر
وزارة العدل والشئون الإسلامية البحرين
اصناف
والإدْرَاكِ، والصُّحْبَةِ، وأَسَامِي المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم، ومَنْ عُرِفَ بالآباءِ دُونَ أَسْمَائِهِم بالرِّوَايةِ وآباؤُهُم مِنَ الصَّحَابةِ، ومَنْ عُرِفَ بالأَبْنَاء دُونَ ذِكْرِ الآباءِ، ومَنْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنَ القَبَائِلِ، ومَنْ رَوَى عَنِ النَّبيِّ ﷺ ولم يُذْكَرْ أَسَامِيهِم، ومَنْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ أَو رَجُلَينِ أَو رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ ﷺ ولم يُذْكَرْ أَسَامِيهم، ومَنْ لَا يُعْرَفُ إلَّا بالكُنَى عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابةِ، ثم عَقَدَ فَصلًا آخرَ فِيمَنْ عُرِفَ من الصَّحَابِيَّاتِ بالرِّوَايةِ، والوِفَادَةِ، والإدْرَاكِ، والصُّحْبَةِ.
واعْتَمَدَ في ذَلِكَ على كِتَابِ أبَيهِ الإمَامِ أَبِي عَبْدِ اللِّهِ مُحمَّدِ بنِ إسْحَاقَ بنِ مَنْدَه (مَعْرِفةِ الصَّحَابةِ) (١)، مَعَ إضَافةِ فَوَائِدَ كَثِيرَةً مِنْ غَيْرِه.
وقد حَدَّدَ مَفْهُومَ الصُّحْبَةِ نَقْلًا عَن الإمامِ عَلِيِّ بنِ المَدِينيِّ، فقالَ: أَخْبَرنا عَبْدُ الصَّمَدِ العَاصِمِيُّ، أَخْبَرنا إبْرَاهِيمُ بنُ أحْمَدَ المُسْتَمْلِيُّ، حدَّثني أَبو مُحمَّدٍ السِّجْزِيُّ أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ اللَّيْثِ، حدَّثني إبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ حَمَّادٍ العَسْكَرِيُّ السِّجِسْتَانِيُّ، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ قالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَتِيكٍ يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِينِيّ: (مَنْ رأَى النبيَّ ﷺ أَو صَحِبَهُ ولَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَهُو مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ ﷺ) (٢).
والذِي دَعَاهُ إلى جَمْعِ الصَّحَابةِ الكَرِامِ والاهْتِمَامِ بِهم، هُو فَضْلُهم، وعُلُوُّ مَكَانَتِهِم عَنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ، وأنَّ الله تَعَالىَ خَصَّهُم بِخَصِيصَةٍ لَيْسَتْ لأَحَدٍ مِنَ البَشرِ، هِي خَصِيصَةُ العَدَالةِ، والتي ثَبْتَتْ بأَقْوَى مَا ثَبَتَتْ بهِ عَدَالةُ أَحَدٍ، إذ أَنَّها ثَبْتَتْ بالقُرْآنِ، والسُّنَّةِ، والإجْمَاعِ، ودِلَالةِ الوَاقِعِ، والعَقْلِ، ولا
_________
(١) وسيأتى ذكر الكتاب في موارده.
(٢) المستخرج الورقة (١١١ ب).
المقدمة / 116