٣٧ - أخبرنا أبو محمد بن عتاب، عن أبيه، قال: ثنا ابن نبات، عن أبي زكرياء يحيى بن مالك، قال: ثنا أبو بكر السلمي، قال: أملى علينا أبو بكر بن دريد، قال: أنا عبد الأول بن مزيد: ثنا جماعة عمن حدثنهم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ﵁ أنه قال: عجبت لمن بلي بأربع كيف يغفل عن أربع؛ عجبت لمن ابتلي بالغم، كيف لا يقول: «لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين»، والله يقول: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٨] .
وعجبت لمن ابتلي بالخوف، كيف لا يقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، والله ﷿ يقول: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ [آل عمران: ١٧٤] .
وعجبت لمن مكر به، كيف لا يقول: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ [غافر: ٤٤]، والله ﷿ يقول: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ [غافر: ٤٥] الآية.
وعجبت لمن رغب في شيء، كيف لا يقول: «ما شاء الله لا قوة إلا بالله»، والله ﷿ يقول: ﴿وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ﴾ [الكهف: ٣٩.
٣٨ - قال أبو زكرياء بن عائذ: ثنا أبو عثمان عبد الرحمن بن إسماعيل الخشاب، قال: ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، قال: حدثني محمد بن عبد الوارث، قال: كنا جلوسا عند الحارث بن مسكين، فأتاه علي بن القاسم بن محرز الكوفي المقرئ فقال له: رأيت في النوم كأن الناس مجتمعون في المسجد الجامع، فقلت: «ما اجتماعكم؟» .
1 / 44