مسند السراج
للإمام شيخ الإسلام
محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي النيسابوري
المتوفى ٣١٣ هـ
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
الأستاذ إرشاد الحق الأثري
الناشر
إدارة العلوم الأثرية فيصل آباد - باكستان
1 / 1
كلمة الْمُحَقق
إِن الْحَمد لله نحمده، ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله.
يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته وَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ.
يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وَبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام إِن الله كَانَ عَلَيْكُم رقيبًا.
يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَقُولُوا قولا سديدًا يصلح لكم أَعمالكُم وَيغْفر لكم ذنوبكم وَمن يطع الله وَرَسُوله فقد فَازَ فوزًا عَظِيما، وَبعد:
لَا خلاف بَين أَئِمَّة الْمُسلمين فِي أَن القرنين، الثَّالِث وَالرَّابِع من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة يعتبران الْعَصْر الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام، إِذْ فِيهِ دونت عُلُوم الْقُرْآن الْكَرِيم، وَدون الحَدِيث النَّبَوِيّ الشريف، وَالْفِقْه الإسلامي ونشطت فِيهِ حَرَكَة الْعُلُوم الإسلامية.
وَفِي هَذَا الْعَصْر الذَّهَبِيّ نَشأ أَعْلَام الْمُحدثين أَبُو الْعَبَّاس السراج مُحدث خُرَاسَان ﵀.
اسْمه ومولده
وَهُوَ الإِمَام الْحَافِظ شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان بن عبد الله بن الْعَبَّاس السراج الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم النَّيْسَابُورِي، ولد سنة سِتّ عشرَة
1 / 3
وَمِائَتَيْنِ كَمَا ذكره الذَّهَبِيّ وَغَيره.
وَقَالَ الْخَطِيب: قَرَأت فِي كتاب أبي الْحسن الدَّارقطني بخطة أخبرنَا إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن يحيى قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج: ولدت فِي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ.
والسراج بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف جِيم، هَذِه النِّسْبَة إِلَى عمل السُّرُوج وَهُوَ الَّذِي يُوضح على الْفرس، واشتهر بِهَذِهِ النِّسْبَة جمَاعَة، قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ من أجداد الإِمَام أبي الْعَبَّاس من يعْمل السُّرُوج.
شُيُوخه وتلامذته
سمع من إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وقتيبة بن سعيد وَمُحَمّد بن بكار وَبشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ وهناد بن السّري وَأحمد بن سعيد الدِّرَامِي وَعقبَة بن مكرم وسوار بن عبد الله وَأحمد بن منيع وَأحمد بن الْمِقْدَام وَعَمْرو بن زُرَارَة وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَأبي حَاتِم الرَّازِيّ وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَمُحَمّد بن سهل بن عَسْكَر وَمُحَمّد بن رَافع وَالْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي وسوار بن عبد الله الْعَنْبَري وأخيه إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق وَخلق كثير سواهُم من أهل خُرَاسَان وبغداد والكوفة وَالْبَصْرَة والحجاز والري، وَقَالَ الخليلي: أَنه كتب عَن ألف وَخمْس مائَة وَزِيَادَة.
وَحدث عَنهُ الإِمَام البُخَارِيّ وَمُسلم بِشَيْء يسير خَارج الصَّحِيحَيْنِ، وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ أحد شُيُوخه، وَأَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا، والحافظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَالْحسن بن سُفْيَان وَعُثْمَان بن السماك وَأَبُو حَاتِم ابْن حبَان وَابْن خُزَيْمَة وَابْن عدي وَأَبُو أَحْمد الْحَاكِم وَالْقَاضِي يُوسُف بن قَاسم الميانجي وَعبد الله بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَعمر بن زارة الْكلابِي وَخلق سواهُم وأخرهم موتا سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مئة الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْخفاف الْقَنْطَرِي رَاوِي بعض مُسْنده عَنهُ.
ثَنَاء الْأَئِمَّة عَلَيْهِ وأخلاقه وفضائله
اتّفق الْحَافِظ وَالْأَئِمَّة على توثيقه، قَالَ الْخَطِيب: ورد السراج بِبَغْدَاد قَدِيما
1 / 4
وحديثًا وَأقَام بهَا دهرًا طَويلا ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسابور وَاسْتقر بهَا إِلَى حِين وَفَاته، وَكَانَ قد حدث بِبَغْدَاد شَيْئا يَسِيرا، وَكَانَ من المكثرين الثِّقَات الصَّادِقين الاثبات عَنى بِالْحَدِيثِ وصنف كتبا كَثِيرَة وَهِي مَعْرُوفَة مَشْهُورَة، وَذكر الْخَطِيب فِي تَارِيخه (ج١٠ ص١١٣) أَنه دخل بِبَغْدَاد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد: ثِقَة مُتَّفق عَلَيْهِ من شَرط الصَّحِيح. وَقَالَ أَبُو سهل الصعلوكي الأوحد فِي فنه والأكمل فِي وَزنه قَالَ: وَكُنَّا نقُول: السراج كالسراج. وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: كَانَ من المكثرين الثِّقَات، وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم: السراج صَدُوق ثِقَة، وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمُزَكي: كَانَ السراج مجاب الدعْوَة.
وَكَانَ ﵀ أمارا بِالْمَعْرُوفِ ونهاء عَن الْمُنكر، قَالَ إِسْمَاعِيل بن نجيد: رَأَيْت أَبَا الْعَبَّاس السراج يَرك حِمَاره وعباس الْمُسْتَمْلِي بَين يَدَيْهِ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر يَقُول: يَا عَبَّاس غير كَذَا واكسر كَذَا، وَقَالَ أَبُو عمر والخفاف للْإِمَام السراج: لَو دخلت على الْأَمِير ونصحته، قَالَ: فجَاء وَعِنْده أَبُو عَمْرو، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَذَا شَيخنَا وأكبرنا، وَقد حضر ينْتَفع الْأَمِير بِكَلَامِهِ فَقَالَ السراج: أَيهَا الْأَمِير! إِن الْإِقَامَة كَانَت فرادي وَهِي كَذَلِك بالحرمين، وَهِي فِي جامعنا مثنى مثنى، وَإِن الدَّين خرج من الْحَرَمَيْنِ، قَالَ فَخَجِلَ الْأَمِير وَأَبُو عَمْرو وَالْجَمَاعَة، إِذا كَانُوا قصدُوا فِي أَمر الْبِلَاد، فَلَمَّا خرج، عاتبوه، فَقَالَ: استحييت من الله أَن اسْأَل أَمر الدُّنْيَا، وأدع أَمر الدَّين.
وَكَانَ ﵀ شَدِيدا على أهل الْبدع والهواء وَكَانَ لَا يحدث أَوْلَاد الْكلابِيَّة، قَالَ الْحَاكِم: سَمِعت أَبَا سعيد بن أبي بكر يَقُول: لما وَقع من أَمر الْكلابِيَّة مَا وَقع بنيسابور كَانَ السراج يمْتَحن أَوْلَاد النَّاس، فَلَا يحدث أَوْلَاد الْكلابِيَّة، فأقامني
1 / 5
فِي الْمجْلس مرّة فَقَالَ: قل: أَنا أَبْرَأ إِلَى الله تَعَالَى من الْكلابِيَّة، فَقلت: إِن قلت هَذَا لَا يطعمي أبي الْخبز، فَضَحِك، وَقَالَ: دعوا هَذَا.
وَقَالَ الإِمَام أَبُو عبد الله الْحَاكِم: سَمِعت أبي يَقُول: لما ورد الزغفراني وَأظْهر خلق الْقُرْآن سَمِعت السراج يَقُول: العنوان الزغفراني - فيضج النَّاس بلعنته، فنزح إِلَى بخاري، وَكَانَ ﵀ يَقُول: من لم يقر بِأَن الله تَعَالَى يعجب ويضحك وَينزل كل لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول: "من يسألني فَأعْطِيه" فَهُوَ زنديق كَافِر يُسْتَتَاب، فَإِن تَابَ وَإِلَّا ضربت عُنُقه، وَلَا يصلى عَلَيْهِ، وَلَا يدْفن فِي مَقَابِر الْمُسلمين.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَقد كَانَ السراج ذَا ثروة وتجارة وبر ومعروف، وَله تعبد وتهجد إِلَّا أَنه كَانَ منافرًا للفقهاء أَصْحَاب الرَّأْي وَالله يغْفر لَهُ، قلت: سَبَب المنافرة بَينه وَبَين أهل الراي ظَاهر لِأَن أَكثر أهل الراي قد اصبحوا فِي هَذَا الْعَصْر معاونين لأهل الْبِدْعَة بل اخْتَار بَعضهم الْبِدْعَة مثل الْمُعْتَزلَة والجهمية والمرجئة وَغَيرهم.
وَكَانَ الإِمَام السراج ذَا ثروة وتجارة كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ، وَقد قَالَ نَفسه، حِين سَالَ عَنهُ الْخفاف يَا أَبَا الْعَبَّاس من أَيْن جمعت هَذَا المَال؟ فَقَالَ بغيبة دهر أَنا وأخواي إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، غَابَ أخي إِبْرَاهِيم أَرْبَعِينَ سنة وَغَابَ أخي أَرْبَعِينَ سنة، وغبت أَنا مُقيما بِبَغْدَاد أَرْبَعِينَ سنة أكلنَا الجشب، ولبسنا الخشن، فَاجْتمع هَذَا المَال.
وجدير بِالذكر أَن الإِمَام الذَّهَبِيّ ذكر عَن الإِمَام السراج أَنه قَالَ: ولدت سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ وختمت عَن رَسُول الله ﷺ اثْنَتَيْ عشر ألف ختمة وضحيت عَنهُ أثني عشر ألف أضْحِية، قلت لم يرد بِهِ الْأُضْحِية فِي أَيَّام التَّشْرِيق كَمَا زَعمه الذَّهَبِيّ وَغَيره بل المُرَاد بِهِ الصَّدَقَة الْعَامَّة وَقد ذكر الذَّهَبِيّ نَفسه عَن مُحَمَّد بن أَحْمد الدقاق أَنه قَالَ: رَأَيْت السراج يُضحي كل أُسْبُوع أَو أسبوعين أضْحِية عَن رَسُول الله ﷺ ثمَّ يَصِيح بأصحاب الحَدِيث فَيَأْكُلُونَ، وَبِهَذَا يظْهر كَظهر الشَّمْس نصف النَّهَار أَنه لم يرد بِهِ الْأُضْحِية الْمَعْرُوفَة، على أَن الإِمَام السراج قد توفى سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة وَله ٩٦ سنة فَكيف يُمكن أَن يُضحي عَنهُ صلى الله
1 / 6
عَلَيْهِ وَسلم اثْنَتَيْ عشر ألف أضْحِية؟ وَلَو سلمنَا أَنه كَانَ يُضحي فِي أَيَّام التَّشْرِيق أَيْضا فلاحجة فِيهِ وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع التَّفْصِيل.
وَكَانَ للْإِمَام السراج أخوانان أَحدهمَا إِسْمَاعِيل وَالثَّانِي إِبْرَاهِيم، وَإِسْمَاعِيل كَانَ ثِقَة عَالما مُخْتَصًّا بِأَحْمَد بن حَنْبَل توفّي سنة ٢٨٦، وَكَذَا أَخُوهُ إِبْرَاهِيم كَانَ شَيخا إِمَامًا ثِقَة نزل بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته، وَهُوَ أكبر أخوانه توفّي سنة ٢٨٣، وَكَانَ الإِمَام السراج أَيْضا بِبَغْدَاد، وَلما توفّي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم رَجَعَ إِلَى نيسابور، وَقد ذكر الْخَطِيب وَغَيره عَن أبي الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس السراج يَقُول: وَا أسفا على بَغْدَاد. فَقيل لَهُ: مَا الَّذِي حملك على الْخُرُوج مِنْهَا؟ قَالَ: أَقَامَ بهَا أخي إِسْمَاعِيل خمسين سنة، فَلَمَّا توفى وَرفعت جنَازَته سَمِعت رجلا على بَاب الدَّرْب يَقُول للْآخر: من هَذَا الْمَيِّت؟ قَالَ: غَرِيب كَانَ هَاهُنَا، فَقلت: إِنَّا لله، بعد طول مقَام أخي بهَا، واشتهاره بِالْعلمِ وَالتِّجَارَة يُقَال: غَرِيب كَانَ هَاهُنَا، فحملتني هَذِه الْكَلِمَة على الِانْصِرَاف إِلَى الوطن، وَمَعَ ذَلِك كَانَ ﵀ يذكر بغدادًا وَيَقُول عِنْد حركاته إِذا قَامَ أَو قعد: يَا بَغْدَاد! وَا أسفي على بَغْدَاد، مَتى يقْضى لي الرُّجُوع إِلَيْك.
وَكَانَ ﵀ طلابًا للْعلم وَقد قيل لَهُ وَهُوَ يكْتب فِي كهولته عَن يحيى بن أبي طَالب: إِلَى كم هَذَا؟ فَقَالَ: أما علمت أَن صَاحب الحَدِيث لَا يصبر.
مصنفات الإِمَام السراج
وَقد صنف الإِمَام السراج كتبا كَثِيرَة كَمَا قَالَ الْخَطِيب، لَكِن الأسف لم نطلع على مصنفاته أَكثر من عشرَة كتب مِنْهَا:
(١) كتاب التَّارِيخ: ذكره الْخَطِيب والذهبي وَغَيرهمَا وَقَالَ السخاوي فِي الإعلان (ص٣٠٦): إِنَّه فِي الْكَلَام فِي أَحْوَال الروَاة. وَقد يذكر الْحَافِظ كثيرا عَنهُ وفيات الْمُحدثين ورواة الحَدِيث كَمَا لَا يخفى على من طلع التَّهْذِيب والإصابة، بل وَيذكر عَنهُ أَحْيَانًا وَالتَّعْدِيل، وَقد اقتبس عَنهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخه ٢٣٦ موضعا،
1 / 7
وَكَذَا اقتبس مِنْهُ أَبُو نعيم فِي الحليلة فِيمَا يزِيد على مِائَتَيْنِ نَص. ويتناول هَذَا الاقتباسات على تواريخ وفياتهم وَأَحْيَانا سني موالدهم ومكانتهم وجرحهم وتعديلهم وَكُنَاهُمْ وألقابهم وأخلاقهم وأقوالهم كَمَا ذكره تَفْصِيلًا الدكتور أكْرم ضِيَاء الْعمريّ فِي موارد الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي تَارِيخه (ص ١٩٢، ٣٦١، ٣٦٢، ٥٥٨) فليراجعه من شَاءَ التَّفْصِيل.
وَقد اهتم إِمَام الْمُحدثين البُخَارِيّ بتاريخ الإِمَام السراج واستفاد مِنْهُ، قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمُزَكي: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس السراج يَقُول: نظر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فِي كتاب التَّارِيخ تصنيفي وَكتب مِنْهُ بِخَطِّهِ أطباقًا وقرأتها عَلَيْهِ، وَبِه يعلم أهمية كتاب التَّارِيخ للسراج ﵀، لَكِن الأسف أَنه مَفْقُود لم نطلع على أَيَّة نُسْخَة مِنْهُ فِي الْمكَاتب الْمَعْرُوفَة والفهارس المتداولة، وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا، وَلَو أحد من خدام الْعلم جمع كَلَام الإِمَام السراج من الْمَوَارِد الْمُخْتَلفَة لَكَانَ فِي مُجَلد ضخم.
وَأعلم أَن هُنَا الْمُزَكي آخر غير أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى الْمُزَكي النَّيْسَابُورِي، قَالَ الْخَطِيب: روى بِبَغْدَاد مصنفات أبي الْعَبَّاس السراج مثل كتاب التَّارِيخ وَكتاب الْإِخْوَة وَالْأَخَوَات، وَغَيرهمَا من كتبه، وروى أَيْضا تَارِيخ البُخَارِيّ الْكَبِير وعدة من كتب مُسلم بن الْحجَّاج، وَقد روى الْخَطِيب عَن البرقاني عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمُزَكي عَن تَارِيخ السراج فِي غير وَاحِد من الْمَوَاضِع فِي تَارِيخه، وَكَذَا روى أَبُو نعيم فِي الحليلة عَن الْمُزَكي عَن السراج أَيْضا كَمَا ذكرنَا.
(٢) كتاب الْأَخْبَار: ذكره ابْن النديم فِي الفهرست ١٥٥، وَقَالَ: روى فِيهِ أَخْبَار الْمُحدثين والوزراء والولاة وَغير ذَلِك من سَائِر الْبلدَانِ وَجعله رجلا رجلا، لَكِن يُمكن أَن "كتاب الْأَخْبَار" هُوَ نفس كتاب التَّارِيخ، وَالله أعلم.
(٣) كتاب رسائل: ذكره ابْن النديم أَيْضا.
(٤) كتاب الْأَشْعَار المختارة والصحيحة مِنْهَا والمعارة: ذكره ابْن النديم أَيْضا.
1 / 8
وَقد روى الْخَطِيب فِي تَارِيخه (ج١٠ ص٣٢٥) عَن البرقاني أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المزكى أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السراج قَالَ أَنْشدني عبد عبيد الله بن جرير بن جبلة هَذِه الأبيات:
مَا لَا يكون فَلَا يكون حِيلَة ... أبدا وَمَا هُوَ كَائِن سَيكون
سَيكون مَا هُوَ كَائِن فِي وقته ... وأخو الْجَهَالَة مُتْعب محزون
(٥) كتاب الْإِخْوَة والاخوات: ذكره الْحَاكِم فِي معرفَة عُلُوم الحَدِيث (ص١٥٣) وَذكره الْخَطِيب وَقَالَ: روى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمُزَكي كَمَا مر آنِفا.
(٦) حَدِيث البيتوتة الصَّغِيرَة: ذكره السَّمْعَانِيّ فِي التحبير (ج٢ ص٦٩) قَالَ فِي تَرْجَمَة أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد البسطامي: كتبت عَنهُ بنيسابور وَمن جملَة مَا كتبت عَنهُ كتاب البيتوتة الصَّغِيرَة لأبي الْعَبَّاس السراج بروايته عَن الْمُحب عَن الْخفاف عَنهُ، وَسَماهُ الْأُسْتَاذ سزكين فِي تَارِيخ التراث الْعَرَبِيّ (ج١ ص٣٤١) الْجُزْء الْمَعْرُوف بالبيتوتة من حَدِيث أبي الْعَبَّاس من شُيُوخه، وَقَالَ: يُوجد فِي مخطوط كوبريلي.
(٧) الْمُسْتَخْرج على مُسلم: أَشَارَ إِلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي السّير، وَذكر عَن الإِمَام ابْن الأخرم أَنه قَالَ: اسْتَعَانَ بن السراج فِي التَّخْرِيج على صَحِيح مُسلم.
(٨) حَدِيث السراج: يُوجد مِنْهُ نُسْخَة فِي الظَّاهِرِيَّة فِي ٢١١ ورقة، وَهِي مَكْتُوبَة فِي الْقرن السَّادِس الهجري، جمعه أَبُو الْقَاسِم زَاهِر بن طَاهِر الشحامي عَن مشائخه عَن السراج، وَقد قَامَ بتخريج أَحَادِيثه وتصحيحه فَضِيلَة الْأُسْتَاذ الشَّيْخ مُحَمَّد أكْرم السندهي الْأُسْتَاذ فِي الجامعة السلفية بباكستان وَحصل الدكتورة عَلَيْهِ من كُلية الْمَدِينَة المنورة، وَقد كتب مِنْهُ أَحَادِيث السَّمْعَانِيّ كَمَا ذكره فِي التحبير (ج١ ص٢٠٧) .
(٩) التَّفْسِير: ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة أبي خلف وسَاق إِسْنَادًا وَقَالَ أخرجه أَبُو الْعَبَّاس السراج فِي تَفْسِيره. التَّعْجِيل ص٤٨١.
(١٠) الْمسند الْكَبِير: ذكره الذَّهَبِيّ فِي السّير والتذكرة، والسمعاني فِي الْأَنْسَاب وَغَيرهمَا، وهما الَّذِي نَحن بصدده بعون الله ﷿ وَحسن توفيقه.
والمسند فِي اصْطِلَاح الْمُحدثين ﵏ مَا دونت فِيهِ الْأَحَادِيث مرتبَة على
1 / 9
حُرُوف الهجاء فِي أَسمَاء الصَّحَابَة صَحِيحا كَانَ أَو حسنا أَو ضَعِيفا أَو على الْقَبَائِل أَو الأوطان أَو السَّابِقَة فِي الْإِسْلَام أَو الشرافة النسبية وَغير ذَلِك، وَقد يقْتَصر فِي بَعْضهَا على أَحَادِيث صَحَابِيّ وَاحِد أَو أَحَادِيث جمَاعَة مِنْهُم كمسند الْأَرْبَعَة أَو الشعرة، أَو طَائِفَة مَخْصُوصَة جمعهَا وصف وَاحِد كمسند المقلين ومسند الصَّحَابَة الَّذين نزلُوا مصرا، وَكَذَا مُسْند الشاميين إِلَى غير ذَلِك، وَالْمَسَانِيد كَثِيرَة جدا أشهرا وأعلاها مُسْند الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل، ومسند أبي يعلى - وَقد طبع بتحقيق مُنْذُ سنوات وَالْحَمْد لله على ذَلِك - ومسند الإِمَام بَقِي بن مخلد، ومسند الطَّيَالِسِيّ، ومسند الْحميدِي ومسند إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَغَيرهَا من المسانيد.
وَقد يُسمى "الْمسند" لكَون أَحَادِيثه مُسندَة، كَمَا سمى الإِمَام البُخَارِيّ كِتَابه بالمسند، وَكَذَا سمى الإِمَام السراج كِتَابه بالمسند الْكَبِير وَهُوَ مُرَتّب على الْأَبْوَاب، وَجمع فِيهِ أَحَادِيثه ومروياته المرفوعة فِي بَاب بَاب على تَرْتِيب أَبْوَاب الْفِقْه عِنْد الْمُحدثين ﵏، وَلَا يخفى على طَالب السّنة المطهرة أَن تتبع الْأَحَادِيث وتخريجها من الْمسند لَيْسَ بسهل، وَلذَا قَامَ الإِمَام السراج فَجمع هَذَا الْمسند على الْأَبْوَاب، وَجمع فِيهِ طَرِيق المسانيد وَكتب الْجَوَامِع وَالسّنَن الَّتِي دون على الْأَبْوَاب ليسهل التناو مِنْهُ، وَصَارَ حِينَئِذٍ مُسْنده انفع من أَكثر الْكتب من السّنَن وَالْمَسَانِيد فجزاه الله أحسن الْجَزَاء.
ولابد من الذّكر بِأَن "الْمسند الْكَبِير" للسراج غير "الْمُسْتَخْرج على مُسلم" على حد علمي، لِأَن الْحَافِظ الذَّهَبِيّ ذكر هَذَا الْكتاب وَقَالَ: "الْمسند الْكَبِير على الْأَبْوَاب كَذَا فِي السّير (ج١٤ ص٣٨٩) وَكَذَا سَمَّاهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح (ج٧ ص٤١٩): بالمسند المبوب، وَالنُّسْخَة الَّتِي بَين أَيْدِينَا يَرْوِيهَا الْخفاف عَن الإِمَام السراج، وَقد يذكر الْحَافِظ فِي الْفَتْح وَفِي التغليق أَحَادِيث مُسْند السراج من طَريقَة عَن الْخفاف بِهِ، وَلم يقل فِي مَوضِع وَاحِد رَوَاهُ السراج فِي الْمُسْتَخْرج، والكتب فِي المستخرجات مَعْرُوفَة مَعْلُومَة عِنْد أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن وَلم يقل أحد أَن الْمُسْتَخْرج للسراج، هُوَ الْمسند الْكَبِير على الْأَبْوَاب على وَأَن السراج نَفسه لم يشر فِي مَوضِع وَاحِد فِي الْمسند، أَنه
1 / 10
خرجه على مُسلم، خلاف مُسْند أبي عوَانَة، انْظُر (ج١ ص٢٣٥، ٢٣٦، ج٤ ص٤٨٩، ج٥ ص١٥، ٧١) والمسند الْمُسْتَخْرج لأبي نعيم وَغَيرهمَا من المسندات المستخرجات، وَقد فرق بَينهمَا منيرة نَاجِي سَالم أَيْضا فِي تَحْقِيقه على التحبير فِي المعجم الْكَبِير (ج١ ص٢٠٧) وَالله أعلم.
وصف نُسْخَة الْمسند
وصلت إِلَيْنَا نُسْخَة وَاحِدَة من الْمسند الْكَبِير وَهِي مصورة من المكتبة الظَّاهِرِيَّة بِدِمَشْق، وَهِي مَكْتُوبَة فِي الْقرن السَّادِس أَو السَّابِع الهجرية، كتبه الإِمَام الْهمام شيخ الْإِسْلَام ضِيَاء الدَّين مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي ﵀ لَكِن الأسف على أَن هَذِه النُّسْخَة نُسْخَة نَاقِصَة مُشْتَمِلَة على تِسْعَة أَجزَاء مُخْتَلفَة فَقَط بأجزاء أبي عَمْرو الْخفاف، فَمِنْهَا: آخر الْجُزْء الأول، والجزء الثَّالِث، وَالرَّابِع، ثمَّ الْجُزْء الثَّانِي من الْجُزْء الثَّانِي ثمَّ الْجُزْء التَّاسِع والعاشر وجزء بعض الْحَادِي عشر، وَالثَّانِي عشر، وجزء.
وَقد ذكر الشَّيْخ الكتاني فِي الرسَالَة المستطرفة (ص٦٤) أَن مُسْند الإِمَام السراج مرت على الْأَبْوَاب وَلم يُوجد مِنْهُ إِلَّا الطَّهَارَة وَمَا مَعهَا فِي أَرْبَعَة عشر جُزْءا وَهَكَذَا فِي بعض مسموعات هَذِه النُّسْخَة كَمَا ذكره فِي ورق ٥٢ سَمِعت وَهُوَ أَرْبَعَة عشر جُزْءا وَالله أعلم، وَعَلِيهِ سماعات الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحجَّاج يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْمزي، وَالْإِمَام شمس الدَّين الذَّهَبِيّ وَغَيرهمَا من الْحفاظ.
وجدير بِالذكر بِأَن فِي الْجُزْء الْعَاشِر أَحَادِيث مكررة أَكثر من مائَة حَدِيث، وَهِي مَوْجُودَة فِي الْجُزْء الرَّابِع، انْظُر رقم: ١٠٧٩إِلَى ١١٩٥. وَلَا يبعد أَن يكون هَذَا الِاخْتِلَاف والتكرار فِي الرِّوَايَة عَن الْخفاف وَالله ﷾ أعلم.
وَهَذِه الْأَجْزَاء التِّسْعَة رَوَاهَا عَنهُ الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن عمر بن الْخفاف وَعنهُ أَصْحَابه، ولنذكر أَولا إِسْنَاد هَذِه الْأَجْزَاء ثمَّ نذْكر تراجمهم إِن شَاءَ الله.
1 / 11
سَنَد الْجُزْء من آخر الْجُزْء الأول
فقد رَوَاهُ الإِمَام الْمَقْدِسِي عَن الشَّيْخ الإِمَام أبي المظفر عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ عَن الشَّيْخ أبي الأسعد هبة الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم الْقشيرِي عَن جده أبي الْقَاسِم عبد الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي عَن أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْخفاف عَن الإِمَام السراج.
أما سَنَد الْجُزْء الثَّالِث
فَرَوَاهُ الإِمَام الْمَقْدِسِي عَن الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدَّين أبي بكر الْقَاسِم بن عبد الله الصفار عَن أبي بكر وجيه بن طَاهِر الشحامي عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وابي بكر يَعْقُوب بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَالْحَاكِم أبي الْحسن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالُوا: ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْخفاف.
وَأما سَنَد الْجُزْء الرَّابِع
فَرَوَاهُ عَن الْحَافِظ شمس الدَّين أبي الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل الدِّمَشْقِي عَن أبي الْقَاسِم يحيى بن أسعد بن يحيى الْأَزجيّ عَن أبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد عَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحريصي عَن الْخفاف.
وَأما سَنَد الْجُزْء الثَّانِي من الثَّانِي
فَرَوَاهُ عَن الإِمَام أبي المظفر عبد الرَّحِيم السَّمْعَانِيّ عَن الشحامي وابي سعد سعيد بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الريوندي قَالَا: أَنا أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُحب عَن الْخفاف.
وَأما سَنَد الْجُزْء التَّاسِع والعاشر
فَرَوَاهُ عَن أبي المظفر عَن أبي الأسعد هبة الرَّحْمَن الْقشيرِي عَن جدة أبي
1 / 12
الْقَاسِم الْقشيرِي عَن الْخفاف.
وَأما سَنَد بعض الْجُزْء الْحَادِي عشر
فَرَوَاهُ عَن أبي المظفر السَّمْعَانِيّ عَن أبي سعد سعيد بن الْحُسَيْن الريوندي وَأبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الشحامي عَن أبي الْقَاسِم الْفضل بَين عبد الله بن الْمُحب عَن الْخفاف.
وَأما سَنَد الْجُزْء الثَّانِي عشر
فَرَوَاهُ عَن أبي المظفر السَّمْعَانِيّ عَن أبي سعد سعيد بن الْحُسَيْن الريوندي وَأبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الشحامي عَن أبي الْقَاسِم الْفضل بن عبد الله بن الْمُحب عَن الْخفاف.
وَأما سَنَد الْجُزْء الثَّانِي عشر
فَرَوَاهُ عَن أبي المظفر عَن أبي سعد سعيد بن الْحُسَيْن الريوندي عَن أبي الْقَاسِم بِهِ، وَقد ذكر فِيهِ إِسْنَادًا آخر: عَن أبي المظفر عَن أبي الأسعد هبة الرَّحْمَن عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي عَن الْخفاف - انْظُر رقم: ١٣٣٣.
وَأما سَنَد الْجُزْء (الثَّالِث عشر)
فَرَوَاهُ عَن أبي بكر الْقَاسِم بن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار عَن أبي بكر وجيه بن طَاهِر الشحامي عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي عَن الْخفاف.
وَهَذِه الْأَسَانِيد تدل على أَن إِسْنَاد الْمسند الْكَبِير للسراج مُخْتَلفَة عَن الْخفاف كَمَا ذكرنَا أَولا.
تَرْجَمَة الْخفاف
هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد العابد مُسْند خُرَاسَان أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر النَّيْسَابُورِي الْخفاف الْقَنْطَرِي قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم: كَانَ مجاب الدعْوَة، سماعاته صَحِيحَة بِخَط أَبِيه، من أبي الْعَبَّاس السراج وأقرانه، وَبَقِي وَاحِد عصره فِي علو الْإِسْنَاد وَقد حدث عَنهُ الْحَاكِم وَأَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَالْفضل بن عبد الله الْمُحب وَأحمد بن عبد الرَّحِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ يَعْقُوب بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَخلق سواهُم، قَالَ الْحَاكِم: توفّي فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مئة، وَله ثَلَاثَة
1 / 13
وَتسْعُونَ سنة وَصليت أَنا عَلَيْهِ.
السّير (ج١٦ ص٤٨١) تَارِيخ الْإِسْلَام ٣١٢، العبر (ج٣ ص٥٨) الشذرات (ج٣ ص١٤٥) الْأَنْسَاب ق (٢٠٤/٢) مرْآة الْجنان (ج٢ ص٤٤٧) كتاب التَّقْيِيد (ج١ ص١٩٨) .
أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي
هُوَ الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة الْقشيرِي الْخُرَاسَانِي النَّيْسَابُورِي صَاحب "الرسَالَة القشيرية" ولد سنة سِتّ وَسبعين وَثَلَاث مئة، سمع من الْخفاف وابي نعيم الأسفر أييني وَأبي الْحسن الْعلوِي وَعبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْمُزَكي وَأبي بكر بن فورك وتفقه على أبي بكر مُحَمَّد بن أبي بكر الطوسي وَأبي إِسْحَاق الأسفراييني وَحدث عَنهُ أَوْلَاده عبد الله وَعبد الْوَاحِد، وَأَبُو نصر عبد الرَّحِيم وَعبد الْمُنعم وزاهر الشحامي، وَأَخُوهُ وجيه، وحفيده أَبُو الأسعد هبة الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن الْفضل الفراوي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبُحَيْرِي وَآخَرُونَ.
قَالَ القَاضِي أَن خلكان: كَانَ أَبُو الْقَاسِم عَلامَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَالْأَدب وَالشعر وَالْكِتَابَة، وصنف التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ من أَجود التفاسير وصنف الرسَالَة فِي رجال الطَّرِيقَة، وَحج مَعَ الإِمَام أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ والحافظ ابي بكر الْبَيْهَقِيّ، فَسمع مَعَهم الحَدِيث بِبَغْدَاد والحجاز، وَقَالَ الْخَطِيب: كتبناعنه وَكَانَ ثِقَة، وَكَانَ حسن الْوَعْظ مليح الْإِشَارَة يعرف الاصول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ، وَالْفُرُوع على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: لم يرد الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم مثل نَفسه فِي كَمَاله وبراته، وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة.
انْظُر: تَارِيخ بَغْدَاد (ج١١ ص٨٣) السّير (ج١٨ ص٢٢٧) وفيات الْأَعْيَان (ج٣ ص٢٠٥) الْكَامِل (ج١٠ ص٨٨) الْبِدَايَة (ج١٢ ص١٠٧) وطبقات الشَّافِعِيَّة
1 / 14
للسبكي (ج٣ ٢٤٣) والأنساب ق ٤٥٣/٢، وَلكنه سَمَّاهُ عبد الله، مرْآة الْجنان (ج٣ ص٩١) التَّقْيِيد (ج٢ ص١٣١) وشذرات (ج٣ ص٣١٩) وَغَيرهَا من الْكتب.
أَبُو الأسعد الْقشيرِي
هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْخَطِيب مُسْند خُرَاسَان أَبُو الأسعد هبة الرحمان بن عبد الْوَاحِد ابْن شيخ الْإِسْلَام أبي الْقَاسِم الْقشيرِي ولد سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مئة، وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مئة.
سمع من جده أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَمن أَبِيه وعميه أبي سعد وَأبي مَنْصُور، وَمن أبي سهل الفحصي صَاحب الْكشميهني سمع مِنْهُ فِي سنة ٤٦٥ صَحِيح البُخَارِيّ، وَسمع من نصر بن عَليّ الحاكمي سنَن أبي دَاوُد، وَمن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن الْبُحَيْرِي مُسْند أبي عوَانَة، وَحدث عَنهُ ابْن عَسَاكِر وابو سعيد السَّمْعَانِيّ وَأَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بن السَّمْعَانِيّ وَالقَاسِم بن عبد الله الصفار وَخلق كثير.
قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: سَمِعت أَصْحَابنَا يَقُولُونَ: أَنه ادّعى سَماع الرسَالَة من جده، وَمَا ظهر لَهُ عَن جده إِلَّا أَجزَاء أبي الْعَبَّاس السراج، ومجالس أملاها أَبُو الْقَاسِم، وَكتاب عُيُون الأجوية فِي فنون الأسولة وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: سَمِعت مِنْهُ خَمْسَة أَجزَاء ضخمة من حَدِيث أبي الْعَبَّاس السراج، عَن جده عَن الْخفاف عَن السراج. قَالَ السُّبْكِيّ: كَانَ أسْند من بَقِي بخراسان فِي زَمَانه.
انْظُر: السّير (ج ٢٠ ص١٨٠) التحبير (ج٢ ص٣٦٨، ٣٧١) التَّذْكِرَة (ج٤ ص١٣٠٩) شذرات (ج٤ ص١٤٠) العبر (ج٤ ص١٢٥) مرْآة الْجنان (ج٣ ص٢٨٤) لِسَان (ج٦ ص١٨٧) التقيد (ج٢ ص٢٩٨) الْمُسْتَفَاد من ذيل تَارِيخ بَغْدَاد (ج١٩ ص٢٥١) طَبَقَات الشَّافِعِيَّة (ج٤ ص٣٢٢) لكنه سَمَّاهُ هبة الله، وَقَالَ: توفّي سنة ٥٤٨، دوَل الْإِسْلَام (ج٢ ص٤٤) .
1 / 15
أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ
هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي الْمُحدث فَخر الدَّين أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بن الْحَافِظ الْكَبِير أبي سعد عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد السَّمْعَانِيّ الْمروزِي، ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة، واعتنى بِهِ أَبوهُ اعناء كليلًا ورحل بِهِ، وأسمعه مَالا يُوسُف كَثْرَة، سمع من الرئيس أسعد بن عَليّ المهروي ووجيه الشحامي وَأبي الأسعد هبة الرَّحْمَن الْقشيرِي وَأبي سعد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمقري وَأبي طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخَطِيب وَالْحسن بن عَليّ الشحامي وَأبي الْوَقْت السجْزِي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْكشميهني وَغَيرهَا من المشائخ ببخاري وسمرقند وهراة ونيسابور ومرو وَمَا وَرَاء النَّهر وأماكن عدَّة، وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَازِمِي وَابْن الصّلاح والضياء الْمَقْدِسِي وَابْن النجار وَغَيرهَا من الْأَعْيَان، وَسمع بعلو الْجَامِع الصَّحِيح للْإِمَام البُخَارِيّ وَالسّنَن لأبي داؤد وَالْجَامِع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَالسّنَن للنسائي ومسند ابي عوَانَة والتاريخ للْإِمَام الْفَسَوِي، وَسمع الْحِلْية ومسند الْهَيْثَم بن كُلَيْب وصحيح مُسلم وَكَثِيرًا من مُسْند السراج، وَخرج لَهُ أَبوهُ معجمًا فِي ثَمَانِيَة عشر جزاءًا، وَاللِّسَان: ثَلَاثَة عشر جزاءًا، وعوالي فِي مجلدين، واشتغله بالفقه والْحَدِيث وَالْأَدب حَتَّى حصل من كل وَاحِد طرفا صَالحا وانتهت إِلَيْهِ رياسة أَصْحَاب الشَّافِعِي بِبَلَدِهِ، وَكَانَ فَاضلا جَلِيلًا نبيلًا متدينًا محبًا لرِوَايَة الْعلم ذَا أَخْلَاق حَسَنَة وسيرة جميلَة قَالَه ابْن النجار، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ فَقِيها مفتيًا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَله أنس بِالْحَدِيثِ خرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا، توفّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَذكر ابْن النجار أَنه مَاتَ بمرو مَا بَين سنة أَربع عشرَة أَو سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
انْظُر: السّير (ج٢٢ ص١٠٧) تَارِيخ الْإِسْلَام ص٣١٣، والمستفاد من ذيل تَارِيخ بَغْدَاد (ج١٩ ص١٥٧) وَالتَّقْيِيد (ج٢ ص١١٩) والعبر (ج٥ ص٦٨) وشذرات (ج٥ ص٧٥) وَاللِّسَان (ج٤ ص٦) وطبقات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ شُهْبَة (ج٢ ص٦٨) .
1 / 16
رجال إِسْنَاد الْجُزْء الثَّالِث
وَقد رَوَاهُ الإِمَام الْمَقْدِسِي عَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم شهَاب الدَّين أبي بكر الْقَاسِم ابْن عبد الله بن عمر الصفار عَن أبي بكر وجيه بن طَاهِر الشحامي عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي عَن أبي بكر يَعْقُوب بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَالْحَاكِم أبي الْحسن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالُوا: ثَنَا الْخفاف.
تَرْجَمَة الْإِسْمَاعِيلِيّ
هُوَ الإِمَام الْوَاعِظ الْمعدل أَبُو الْحسن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الْإِسْمَاعِيلِيّ النَّيْسَابُورِي الْحَاكِم، حدث عَن الْخفاف وَيحيى بن إِسْمَاعِيل الْحَرْبِيّ، وَأبي الْعَبَّاس السليطي وابي عَليّ الرُّوذَبَارِي وَجَمَاعَة، وَحدث بسنين ابي داؤد عَن الْحسن بن دَاوُد السمر قندي صَاحب ابْن داسة، وَحدث عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَأَخُوهُ وجيه وَعبد الغافر بن إِسْمَاعِيل، وثقة عبد الْغفار والسمعاني وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة - السّير (ج١٨ ص٢٥٠)
الصَّيْرَفِي
هُوَ الشَّيْخ الرئيس الثِّقَة الْمسند أَبُو بكر يَعْقُوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي سمع أَبَا مُحَمَّد المخلدي وَأَبا الْحُسَيْن الْخفاف وَأَبا نعيم أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَزْهَرِي وَأَبا عبد الله الْحَاكِم، وَحدث عَنهُ مُحَمَّد بن الْفضل الفراوي وزاهر بن طَاهِر وَأَخُوهُ وجيه وَهبة الرَّحْمَن بن الْقشيرِي وَآخَرُونَ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ صَحِيح الْأُصُول محتشمًا.
انْظُر: السّير (ج١٨ ص٢٤٥) والتذكرة (ج٣ ص١١٦٠) والعبر (ج٣ ص٢٦٢) وشذرات (ج٣ ص٣٢٥) .
1 / 17
أَبُو بكر الشحامي
هُوَ الشَّيْخ الْعَالم الْعدْل مُسْند خُرَاسَان أَبُو بكر وجيه بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أخوزاهر الشحامي النَّيْسَابُورِي، ولد سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع أَبَا الْقَاسِم الْقشيرِي وابا حَامِد الْأَزْهَرِي وَأَبا المظفر الشجاعي وَإِسْمَاعِيل بن مسْعدَة وَأَبا صَالح الْمُؤَذّن وَعلي بن يُوسُف الْجُوَيْنِيّ وَغَيرهم، وَحدث عَنهُ ابْن عَسَاكِر والسمعاني وَمُحَمّد بن أَحْمد الطبسي، وَمُحَمّد بن فضل الله السالاري وَالقَاسِم بن عبد الصفار وَخلق، قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه: كتبت عَنهُ الْكثير وَكَانَ يملي فِي الْجَامِع الْجَدِيد بنيسابور كل جُمُعَة، وَكَانَ كخير الرِّجَال متواضعًا متوددًا ألوفًا دَائِم الذّكر كثير التِّلَاوَة، وصُولا للرحم، توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة. وقدروى الذَّهَبِيّ حَدِيثا فِي السّير عَن أَحْمد بن هبة الله أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم. وَالصَّوَاب الْقَاسِم بن عبد الله أخبرنَا وجيه بن طَاهِر بِهِ عَن السراج حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا بكر عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة أَو رَسُول ﷺ كَانَ إِذا صلى فرج بَين يَدَيْهِ الحَدِيث، وَهُوَ فِي الْمسند رقم: ١٣٤٨.
انْظُر: السّير (ج٢٠ ص١٠٩) التقيد (ج٢ ص٢٨٧) المنتظم (ج١٨ ص٥٣) شذرات (ج٤ ص١٣٠) العبر (ج٤ ص١١٣) الْبِدَايَة (ج١٢ ص٢٦٢) .
ابْن الصفار
هُوَ الإِمَام الْفَقِيه الْمسند الْجَلِيل شهَاب الدَّين قَاسم بن الشَّيْخ أبي سعد عبد الله بن الْفَقِيه عمر بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي مفتي خُرَاسَان ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة، سمع من جده وَعَن وجيه الشحامي وَعبد الله بن الفراوي وَمُحَمّد بن مَنْصُور وَهبة الرَّحْمَن الْقشيرِي وعدة، وَحدث عَنهُ البرزالي والضياء الصيريفيني وَابْن الصّلاح والبكري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيرهم، وَقَالَ الإِسْفِرَايِينِيّ: مَا رَأَيْت فِي
1 / 18
خُرَاسَان من المشائخ مثل شهَاب الدَّين حلمًا وعلمًا وَمَعْرِفَة الْمَذْهَب توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وست مائَة.
انْظُر: السّير (ج٢٢ ص١٠٩) تَارِيخ الْإِسْلَام ص٣٧٤، التَّقْيِيد (ج٢ ص٢٣٠) العبر (ج٥ ص٧٤) شذرات (ج٥ ص٨١، ٨٢) وَقد مر تَرْجَمَة الْخفاف والقشيري رحمهمَا الله.
رجال إِسْنَاد الْجُزْء الرَّابِع
قَالَ: أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ شمس الدَّين أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي قَالَ: أَنا أَبُو الْقَاسِم يحيى بن أسعد بن يحيى بن يُوسُف الأرجي أَنا أَبُو طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الحريضي أَنا أَبُو الْحسن الْخفاف.
الحريضي
هُوَ الشَّيْخ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحريضي بن أُخْت أبي مَنْصُور بكر بن مُحَمَّد سمع أَبَا الْحُسَيْن الْخفاف وَمُحَمّد بن أَحْمد الْمُزَكي وَمُحَمّد بن الْحسن الْعلوِي وَغَيرهم، وَقَالَ الْخَطِيب: قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا فكتبنا عَنهُ، وَكَانَ صَدُوقًا خيرا صَالحا، قَالَ: وَسَأَلت الحريضي عَن مولده فَقَالَ: ولدت سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَكَانَ أَقَامَ بِبَغْدَاد مُدَّة ثمَّ خرج مُتَوَجها إِلَى نيسابور فَبَلغنَا أَنه مَاتَ بهمذان فِي إِحْدَى الجمادين من سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة، وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَدُوقًا صَالحا، وقدروى الْخَطِيب عَنهُ حَدِيثا من مُسْند السراج، وَهُوَ حَدِيث رقم: ٦٦١.
انْظُر: تَارِيخ بَغْدَاد (ج٢ ص٣٢٤)، الْأَنْسَاب ق (١٦٦/١) اللّبَاب (ج١ ص٣٦١)
1 / 19
أَبُو طَالب اليوسفي
هُوَ الشَّيْخ الْأمين الثِّقَة الْعَالم الْمسند أَبُو طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ اليوسفي، ولد سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة، سمع المصنفات الْكِبَار من أبي عَليّ بن الْمَذْهَب وَأبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَأبي بكر بن بَشرَان وَأبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي، وعدة، وَتفرد فِي وقته حدث عَنهُ السلَفِي وَأَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار وَهبة الله الصائن وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر وَعبد الْحق اليوسفي وَأَبُو الْقَاسِم يحيى بن أسعد الْأَزجيّ وَأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الدقاق وَخلق كثير، قَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخ صَالح ثِقَة دين متحر فِي الرِّوَايَة، كثير السماع، انتشرت عَنهُ الرِّوَايَات فِي الْبلدَانِ، وَقَالَ السلَفِي: كَانَ كَامِل الْفضل، حسن الْجُمْلَة ثِقَة متحريًا إِلَى غَايَة، مَا عَلَيْهَا مزِيد، قل من رَأَيْت مثله، وَكَانَ أَبوهُ أزهد خلق الله، توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَقَالَ ابْن النقطة: كَانَ من الثِّقَات المأمونين المكثرين.
... انْظُر: السّير (ج١٩ ص٣٨٦) التَّقْيِيد (ج٢ ص١١٠) العبر (ج٤ ص٣٨) (شذرات ج٤ ص٤٩) المنتظم (ج١٧ ص٢١١) .
أَبُو الْقَاسِم الْأَزجيّ
هُوَ الشَّيْخ المعمر الرحلة أَبُو الْقَاسِم يحيى أسعد بن يحيى بن مُحَمَّد بن بوش الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ سمع من أبي طَالب بن يُوسُف وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَالْحسن بن مُحَمَّد الباقرحي، وابي سعد ابْن الطيوري، وَأبي غَالب عبيد الله بن عبد الْملك الشهرزوري وَغَيرهم وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من النبلاء مِنْهُم أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل الدِّمَشْقِي وَالشَّيْخ موفق الدَّين والبهاء عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الصَّواف وَمُحَمّد بن عبد الْقَادِر الْبَنْدَنِيجِيّ وَتَمِيم بن مَنْصُور الرصافي ومحيي الدَّين ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهم توفى ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة، وَمن سَمَاعه الْمسند كُله على
1 / 20
ابْن الْحصين، قَالَ ابْن الدبيثي: كَانَ سَمَاعه صَحِيحا وبورك فِي عمره واحتيج إِلَيْهِ وَحدث أَرْبَعِينَ سنة.
انْظُر: السّير (ج٢١ ص٢٤٣) وَالتَّقْيِيد (ج٢ ص٣٠٥) والعبر (ج٤ ص٢٨٣) وشذرات (ج٤ ص٣١٥) التكملة لِلْمُنْذِرِيِّ (ج١ ص٢٩٠) وَغَيرهَا.
يُوسُف بن خَلِيل
هُوَ الإِمَام الْمُحدث الصَّادِق الرّحال النقال شيخ الْمُحدثين رِوَايَة الْإِسْلَام أَبُو الْحجَّاج شمس الدَّين يُوسُف بن خَلِيل الدِّمَشْقِي ولد سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة، سمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن صَدَقَة وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْخرقِيّ وَإِسْمَاعِيل الجنزوي وَأبي طَاهِر الخشوعي وأقرانهم، وَصَحب الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَسمع من أبي مَنْصُور عبد الله بن عبد السَّلَام وَغَيرهم ومشيخته نَحْو الْخمس مائَة، وَحدث عَنهُ جمَاعَة من القدماء، وَكتب عَنهُ الْحَافِظ إِسْمَاعِيل ابْن الانماطي وزكي الدَّين البرزالي وشهاب الدَّين القوصي ومجد الدَّين ابْن الحلوانية وَغَيرهم، وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مرضِي السِّيرَة، خرج لنَفسِهِ الثمانيات وأجزاء عوالي، كعوالي هِشَام بن عُرْوَة وعوالي الْأَعْمَش وعوالي أبي حنيفَة وعوالي أبي عَاصِم وَمَا اجْتمع فِيهِ أَرْبَعَة من الصَّحَابَة وَغير ذَلِك وروى كتبا كبارًا كالحلية، والمعجم الْكَبِير والطبقات لِابْنِ سعد وَسنَن الدَّارقطني والْآثَار للطحاوي ومسند الطَّيَالِسِيّ وَالسّنَن لأبي قُرَّة وَالدُّعَاء للطبراني وَجُمْلَة من تصانيف ابْن أبي عَاصِم وَكثير من تصانيف أبي الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ وَأبي نعيم وَانْقطع بِمَوْتِهِ سَماع أَشْيَاء كَثِيرَة لخراب أَصْبَهَان توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة.
انْظُر: السّير (ج٢٣ ص١٥١) التَّذْكِرَة (ج٤ ص١٤١٠) العبر (ج٥ ص٢٠١) الشذرات (ج٥ ص٢٤٣) الْمُسْتَفَاد (ج١٩ ص٢٦٣) ذيل طَبَقَات الْحَنَابِلَة (ج٢
1 / 21