موسیقی اور گانا عربوں کے ہاں
الموسيقى والغناء عند العرب
اصناف
نطقا لنا بلطافة وتوافق
فكأنما نطقا بصوت واحد (1) الغناء عند الفقهاء
وقد عقد مؤلف كتاب «غذاء الألباب» فصلا عن الغناء وما يتعلق به من أحكام، قال: أما الإمام مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب، وسئل مالك عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وأما الإمام أبو حنيفة النعمان، فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة: سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه، قال الإمام ابن القيم في «إغاثة اللهفان»: مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها، كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد به الشهادة، وقالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، ويجب على المسلم أن يجتهد في ألا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره.
وقال أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: الدار التي يسمع منها صوت المعازف والملاهي يجوز دخولها بغير إذن؛ لأن النهي عن المنكر فرض، فلو لم يجز الدخول بغير إذن؛ لامتنع الناس من إقامة الفروض.
أما الإمام الشافعي فقال في كتاب «أدب القضاء»: إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال، من استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته، وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه، وأنكروا من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ، قال الشيخ أبو إسحاق في «االتنبيه»: الإجارة لا تصح على منفعة محرمة كالغناء والزمر وحمل الخمر. ولم يذكر فيه خلافا.
وأما مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقد تقدمت الإشارة إليه، وقد أفتى في أيتام ورثوا جارية مغنية فأرادوا بيعها، فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة، فقالوا: إذا بيعت مغنية ساوت عشرين ألفا أو نحوها، وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين! فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة. فلو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوت هذا المال على الأيتام. (2) الخلفاء والغناء
وفي «الأغاني» (ج8، ص149) أن الغناء العربي لم يكن معروفا زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إلا ما كانت العرب تستعمله من الحداء ونحوه. قال: المنسوب إلى الخلفاء من الأغاني والملصق بهم منها لا أصل لجله ولا حقيقة لأكثره، لا سيما ما حكاه ابن خرداذبة فإنه بدأ بعمر بن الخطاب رضى الله عنه فذكر أنه تغنى بقول الشاعر: كأن راكبها غصن بمروحة. ثم والى بين جماعة من الخلفاء واحدا بعد واحد، كأن ذلك عنده ميراث من مواريث الخلافة، أو ركن من أركان الإمامة لا بد منه ولا معدل عنه، يخبط خبط العشواء ويجمع جمع حاطب الليل، فأما عمر بن الخطاب فلو جاز هذا أن يروى عن كل أحد لبعد عنه؛ وإنما روي أنه تمثل بهذا البيت وقد ركب ناقة فاستوطأها، لا أنه غنى به، وما كان الغناء العربي قد عرف في زمانه إلا ما كانت العرب تستعمله من النصب والحداء، وذلك جار مجرى الإنشاد إلا أنه يقع بتطريب وترجيع يسير، ورفع للصوت، والذي صح من ذلك عن رواة هذا الشأن فأنا ذاكر منه ما كان متقن الصنعة، لاحقا بجيد الغناء قريبا من صنعة الأوائل، وسالكا مذاهبهم، لا ما كان ضعيفا سخيفا، وجامع منه ما اتصل به خبر له يستحسن، ويجري مجرى هذا الكتاب وما تضمنه، فأول من رويت له صنعة منهم عمر بن عبد العزيز، فإنه ذكر عنه أنه صنع في أيام إمارته على الحجاز سبعة ألحان، فيها كلها ذكر سعاد، فبعضها عرفت الشاعر القائل له فذكرت خبره، وبعضها لم أعرف قائله فأتيت به كما وقع إلي، فإن مر بي بعد وقتي هذا أثبته في موضعه وشرحت من أخباره ما اتصل بي، وإن لم يقع لي ووقع إلى بعض من كتب هذا الكتاب، فمن أقل الحقوق عليه أن يتكلف إثباته ولا يستثقل تجشم هذا القليل، فقد وصل إلى فوائد جمة تجشمناها له ولنظرائه في هذا الكتاب، فحظي بها من غير نصب ولا كدح، فإن جمال ذلك موقر عليه إذا نسب إليه، وعيبه عنا ساقط مع اعتذارنا عنه إن شاء الله ...
ومن الناس من ينكر أن تكون لعمر بن عبد العزيز هذه الصنعة، ويقول إنها أصوات محكمة العمل لا يقدر على مثلها إلا من طالت دربته بالصنعة، وحذق الغناء ومهر فيه وتمكن منه، ولم يوجد عمر بن عبد العزيز في وقت من الأوقات، ولا حال من الحالات اشتهر بالغناء ولا عرف به ولا بمعاشرة أهله، ولا جالس من ينقل ذلك عنه ويؤديه، وإنما هو شيء تحسن المغنون نسبته إليه، وروي من غير وجه خلاف ذلك، وإثبات لصنعته إياها، وهو أصح القولين لأن الذين أنكروا ذلك لم يأتوا بحجة أكثر من هذا الظن والدعوى، ومخالفوهم قد أيدتهم أخبار رويت ...
وذكر النويري في «نهاية الأرب» (ج5، ص220) بعض من غنى من الخلفاء وأبنائهم، أو نسبت لهم أصوات من الغناء ونقلت عنهم، وذكر ما أورده أبو الفرج الأصفهاني في كتابه المترجم بالأغاني ونسبته أصواتا لجماعة منهم عمر بن عبد العزيز، ثم قال: ومنهم من أنكر ذلك، ولعل ما نقل عنه كان منه قبل الخلافة، وكان رحمه الله من أحسن الناس صوتا، فكان مما نسب إليه من الغناء:
نامعلوم صفحہ