موسیقی شرقی اور عربی گانا
الموسيقى الشرقية والغناء العربي
اصناف
أبو العلا محمد
بدأ حياته بقراءة القرآن ثم تدرج إلى فن الغناء شيئا فشيئا ونبغ نبوغا تاما في إلقاء القصائد على طريقة المرحوم عبده الحمولي الذي عني بتقليده فيها، وفي سائر أغانيه الساحرة، وقد تخرجت عليه الآنسة أم كلثوم في القصائد مثل: وحقك أنت المنى والطرب. وقد عبئت له عدة اسطوانات في بعض الشركات، ومنها شركة الجراموفون التي عبأت له في سنة 1912 قصائد كثيرة مثل:
غيري على السلوان قادر. وأفديه إن حفظ الهوى. ومواليا وخلافها. ويا مليح الحلى.
لم يعزف على العود قط وكان غناءه بادئ بدء مقصورا على أصدقائه في منازلهم وفي بعض الحفلات، ولما اشتهر اسمه بعد تعبئة الشركات لاسطواناته اشتغل بالغناء على التخت، وقفا إثر عبده غريد الشرق سيد المطربين في بعض ألحانه.
الفصل الرابع والعشرون
الموسيقى فن سماوي
الحمد لله الذي خلق الإنسان خلقا سويا وسخره لتسبيحه وجعله موسيقيا بارعا، وجعل الكون بمثابة أرغن يحتوي على أنابيب قوية، ومزارد مكونة من الفضاء الفسيح اللانهائي والزمن والأبدية، وحسبك ما أنشأه مبدع الكائنات في الطبيعة من تناسب في المسموع كالسلم الموسيقي المؤلف عادة من سبع نغمات تتوالى من القرار إلى الجواب، وتلذ السمع وفي المنظور كالألوان السبعة الأساسية لقوس القزح التي تبهج النظر ولا تصل إلى محاكاتها مقدرة الفن، وتقسيم الزمن على قياس مضبوط، وجعل أيام الأسبوع سبعة معدودة، والأغرب أن الإنسان إذا بدرت من صوته نغمة ما تلقفتها الطبيعة وتمهلت ونقرتها بأصبعها لتختبرها هل هي من الغث أم من السمين؟ ولا ترد صداها موزونة متناسبة إلا بعد تنقيحها وتصحيحها، وحسبك الإنسان المخترع المبتدع الذي يعد أجمل المخلوقات صورة وأنضرها شبابا وأعدلها خلقا وأصغرها حجما وأحلاها صوتا والذي استولى على مقاليد الطبيعة الطافحة بالأنغامآ وحاكى على ضعف جسمه وصغر حجمه مالها من قدرة وجلال، وجعل الأثير رسول خواطره وبريد نغماته وانفعالاته، وأصبح خدنا لها ومتسلطا على جوها وبرها وبحرها حتى إذا وضع أنامله الصغيرة على مفاتيح الأرغن قصفت في العالم على أصوات متجانسة متناسبة ومتتابعة رعود متعددة تثير في الخليقة كلها ضجيجا حماسيا يفضي بها في النهاية إلى حاد الهتاف وحار التسبيح باسم ربك الأعلى.
وإثباتا لما قاله كارليل في أن الموسيقى مركبة للنبوة أبادر إلى إيراد قصة النبي إليشع التي تدل صريحا على أن المواهب النبوية يصحبها غالبا هياج جسدي وعقلي هو من القوة بمكان ويعهد إلى الموسيقى وحدها في إنتاجه؛ وذلك أنه لما دعاه ملوك إسرائيل الحلفاء ويهوذا وإيدوم ليتخلصوا من مخاطر الحرب الناشبة بينهم وبين ميشا طلب منهم أن يأتوا له بموسيقي ليعزف أمامه على آلته الموسيقية استحضارا لروح الإلهام النبوي، وقد شوهد ذلك جليا بما ثارت في نفس إليشع من نزوة الإيحاء النبوي عندما سمع صوت الموسيقى التي بواسطتها تمت لهم جميعا أسباب النجاة من ويلات تلك الحرب الضروس.
ومما لا شك فيه أن سفر التوراة يعد أعظم الأسفار الشعرية طلاوة وأصفاها ديباجة في عالم البديع وأكثرها احتواء على الموسيقى صوتية كانت أو وترية، وحسبك ترنيمة الانتصار والشكر التي رنمت على ضفة البحر الأحمر (إصحاح 15 خروج من 1 إلى 21) وهي الترنم للرب لأنه تغلب على فرعون وجنوده حينئذ رسم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبيحة للرب، وقالوا «أرنم للرب فإنه قد تعظم الفرس وراكبه طرحهما في البحر» ولا يعزب عن البال أن سفر العهد الجديد يحتوي على مثل هذه الثروة الفنية على حد ما جاء في رومية 15: 11 «سبحوا الرب يا جميع الأمم» من أفواه الأطفال والرضع قد هيأت تسبيحا «سبحوا الرب بالمزمار والقيسارة».
وقد جاء في القرآن الكريم ما يأتي
نامعلوم صفحہ