مشکلہ العلوم الانسانیہ
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
اصناف
E. Husserl (1891-1938) التي تصادر منذ البداية على استحالة شق طريق العلوم الطبيعية، وإحراز ما أحرزته من تقدم؛ أي تواجه مشكلة العلوم الإنسانية، بواسطة التسليم بها كأمر واقع لا سبيل البتة إلى تجاوزه. والفينومينولوجيا شأنها شأن سائر التيارات الفلسفية التي خرجت من أعطاف القرن العشرين، منهج أكثر منه مذهبا، وأسلوب للبحث أكثر منه تشييدا لبناء. فقد كانت جهدا مستميتا لإزالة الهوة بين العلوم الطبيعية والإنسانية، مدعية أنها تصلح من شأن الأخيرة، مهما كانت نظرتنا لطبيعة الظاهرة الإنسانية. وهي كما ذكرنا تصادر على أن هذه الهوة من صميم طبائع الأمور وليست مشكلة. وهي بهذا التطرف في تأكيد الوضع أو المشكلة تقابل الاتجاهات الإمبيريقية كالوضعية والسلوكية في تطرفها بمواجهة المشكلة عن طريق نفيها، وإنكار خصوصية الظاهرة الإنسانية.
وراحت الفينومينولوجيا في محاولة دءوبة لاستكشاف الشعور، تيار الشعور الزماني؛ لذلك اعتنى هوسرل في كتابه «دراسات منطقية
Logische Untersuchungen » عناية بالغة بالوعي الباطن بالزمان، والتوصيف الفينومينولوجي له.
16
وكانت فينومينولوجيته في هذا «تحاول البحث عن بعد إنساني خاص بعلوم الإنسان يتمثل في التصورات العقلية كما كانت الحال عند العقليين ابتداء من ديكارت حتى آخر ممثليهم، وهو برنشفيج
Brunschvick
ولا يتمثل في التجارب الحسية كما كان عند التجريبين، ابتداء من بيكون حتى الوضعية بكل صورها.»
17
ومع هذا كانت الفينومينولوجيا طريقا ثالثا لضم المثالية والمادية - طريقا شقه دلتاي. «فهي دعوة للحياة التي لا يمكن وضعها في نطاق العقل ولا في نطاق المادة.»
18
نامعلوم صفحہ