وَمِنْهَا المفتقر فِي بَيَانه إِلَى غَيره وَذَلِكَ على حسب عَادَة الْعَرَب فِي خطابها وَعرف أهل اللُّغَة فِي بَيَانهَا إِذْ لم يكن كل خطابهم جليا بَينا مستغنيا عَن بَيَان وَتَفْسِير وَلَا كُله خفِيا مستحيلا يحْتَاج إِلَى بَيَان وَتَفْسِير من غَيره
فَإِذا كَانَت دَلَائِل الْعقل الله تَعَالَى على مَا فطر عَلَيْهَا الْعُقُول منقسمة فَكَذَلِك دَلَائِل السّمع منقسمة
وكما لم يعْتَرض مَا خَفِي من دَلَائِل على مَا تجلى مِنْهَا حَتَّى يسْقط دَلَائِل الْعُقُول راسا فَكَذَلِك مَا خَفِي من دَلَائِل السّمع لَا يعْتَرض على مَا تجلى مِنْهَا وَإِنَّمَا أَرَادَ الله ﷿ أَن يرفع الَّذين أُوتُوا الْعلم بخصائص رَفعه ودرجات فِيهَا يبين حَالهم بهَا عَمَّن لم ينعم عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا فَإِذا كَانَت دَلَائِل الْعُقُول صَحِيحَة مَعَ تفاوتها فِي الْجَلِيّ والخفي عِنْد أَكثر الملحدة فَكَذَلِك دَلَائِل الله ﷿ فِيمَا دلّت عَلَيْهِ من الْأَحْكَام والأوصاف ونعوت الْخَالِق والخلق وَكَذَلِكَ كَون تنويع دَلَائِل السّمع الَّذِي هُوَ السّنَن متنوعة لَا يُبْطِلهَا جهل الْجَاهِل بمعانيها
وَهَذِه الْمُقدمَة تكشف لَك عَن جَهَالَة المبتدعة فِي إعتراضهم أهل النَّقْل عَن أَصْحَابنَا فِي نقل هَذِه الْأَخْبَار فتوضح لَك أَن قَود هَذِه الْمقَالة يجر الْقَائِل بِهِ وَالْقَائِل لَهُ إِلَى أبطال الْكتاب بِمثل مَا أبطل بِهِ السّنة
1 / 43