مروج الذهب ومعادن الجوهر
مروج الذهب ومعادن الجوهر
والذي يعول عليه من عدد ملوكهم، واتفق على ذلك أهل المعرفة بأخبارهم، أن جميع عدد ملوك اليونانيين أربعة عشر ملكا آخرهم الملكة قلبطرة، وأن جميع عدد سني ملوكهم ومدة أيامهم وامتداد سلطانهم ثلثمائة سنة وسنة واحدة، وكان كل ملك يملك على اليونانيين من بعد الاسكندر ابن فيلبس يسمى بطليموس، وهذا الاسم الأعم الشامل لملكهم، كتسمية ملوك الفرس كسرى، وتسمية ملوك الروم قيصر، وتسمية ملوك اليمن تبع، وتسمية ملوك الحبشة النجاشي، وتسمية ملوك الزنج فليمي، وقد ذكرت جملا من مراتب ملوك العالم وسماتهم واسمهم الأعم الشامل لهم فيما سلف من كتابنا هذا، وسنورد بعد هذا الموضع في الموضع المستحق له من هذا الكتاب جملا عند ذكرنا الملوك والممالك إن شاء الله تعالى.
ذكر ملوك الروم، وما قاله الناس في أنسابهم وعدد ملوكهم، وتاريخ سنيهم؟؟
الاختلاف في نسب الروم
تنازع الناس في الروم، ولأية علة سموا بهذا الاسم، فمنهم من قال: سموا روما لإضافتهم إلى مدينة رومية واسمها روماس بالرومية، وعرب هذا الاسم فسمي من كان بها روما، وكذلك الروم في لغتهم لا يسمون أنفسهم ولا يدعوهم أهل الثغور إلا رومينس، ومنهم من رأى أن هذا الاسم اسم للأب، وهو روم بن سماحلين بن هربان بن عقلا بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، ومنهم من رأى أنهم سموا باسم جدهم، وهو رومي بن ليطن بن يونان بن يافث بن بريه بن سرحون بن رومية بن مربط بن نوفل بن روين بن الأصفر بن النفربن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليمه السلام وقد قيل من الوجوه غير ما ذكرنا، وقد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب في باب اليونانيين نسب الاسكندر واتصاله بهذا النسب، على ما ذكره الناس في ذلك، والله أعلم. وقد ولد للعيص ثلاثون رجلا، فالروم الآخرة بنو الأصفر بن النفر بن العيص بن إسحاق، وقد ذكر جماعة ممن سلف من شعراء، العرب قبل ظهور الإسلام ذلك لاشتهار ما وصفنا فيهم: منهم عدي بن زيد العبادي حيث يقول:
وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم لم يبق منهم مذكور
وقد كان العيص بن إسحاق، وهو عيصو، تزوج من بنات الكنعانيين، فأكثر أولاده منهم، وقد قيل: إن العماليق وهم العرب البادية الذين كانوا بالشام من ولد النفار بن عيصو، وكذاك رعوئيل، بنا عيصو وهذا ما لا ينقاد إليه علماء العرب إلا في الروم دون ما ذكرنا من العماليق وغيرهم، وهذه الأنساب كلها تتعلق بما في التوراة وغيرها من كتب العبرا نيين.
؟؟أول ملوك الروم
قال المسعودي: وغلبت الروم على ملك اليونانيين لأخبار يطول ذكرها ويتعذر في هذا الكتاب شرحها، وكان أول من ملك من ملوك الروم فيها ساطوخاس، وهو جاليوس الأصغر بن روم بن سماحليق، فكان ملكه اثنتين وعشرين سنة، وقد قيل: إن أول من ملك من ملوك الروم قيصر، واسمه غالوس بن كوليوس، ثمان عشرة سنة، وفي نسخة أخرى أن أول من ملك من ملوك الروم بعد اليونانيين توليس، سبع سنين ونصفا، وكانت مدينة رومية بنيت قبل الروم بأربعمائة سنة.
؟؟أغسطس
ثم ملك بعده أغسطس قيصر، ستا وخمسين سنة، وهذا الملك هوأول من سمي من ملوك الروم قيصر، وهو الثاني من ملوكهم، وتفسير قيصر بقر أي شق عنه، وذلك أن أمه ماتت وهي حامل به فشق بطنها فكان هذا الملك يفتخر في وقته بأن النساء لم تلده، وكذلك من حدث بعده من ملوك الروم ممن كان من ولده يفتخرون بهذا الفعل وما كان من أمهم، فصارت سمة لمن طرأ بعده من ملوك الروم، والله أعلم.
مولد المسيح
صفحہ 137