تقول ذات الخال ... لي يا خلي البسال
فقلت حاشاك من ... أن يكون حالك حالي
أعرضت عني لما ... أوقعتني في الحبال
أن الخلي هو الغافل ... الذي لا يبالي
لإبراهيم من كتاب عن حبش فيه لحن، وذكر إبن المكي أنه رمل ومنها قال:
أما تعلم ذات الخال فوق الشفة العليا
بأني لست أهوى غيرها شيئًا من الدنيا
وإني عن ميع الناس إلا عنهم أعمى
وإني لو سقيت الدهر من ريقك لا أروى
الشعر والغناء لإبراهيم رمل بالوسطى عن عمرو وإبن المكي وغيرهما وقد روى أما تعلم يا ذا الخال وهذا هو الصحيح ومنها قوله في المرقص: قال:
يا ليت شعري كيف ذات الخال ... أم كيف تحسب حالها من حالي
هل أنسيا منها وضمت مرة ... رأسي إليها ثم قالت مالي
الذلة أقصيتني نفسي فدا ... ؤك أم أطعت مقالة العذالي
والله ما إستحسنت شيئًا مونقًا ... ألتذه إلا خطرت ببالي
الشعر والغناء لإبراهيم وله فيه لحنان هزج بالأصابع كلها عن إبن المكي وثقيل أول بالوسطى عن حبش ومنها قال:
يا ليت شعري والنساء غوادر ... خلف العدات وفاؤهن قليل
هل وصل ذات الخال يومًا عائد ... فتزول لوعاتي وحر غليلي
أم قد تناست عهدنا وأخالها ... عن ذاك ملك حال دون كان خليلي
الشعر والغناء لإبراهيم من كتابه ثقيل أول بالبنصر عن إبراهيم وإبن المكي والهشامي إنقضت أخبارها
أن من غرّه بشيء ... بعد هند لجاهل مغرور
حلوة القول واللسان ومرّ ... كل شيء أجنّ منها الضمير
كل أنثى وإن بدا لك منها ... آية الحب حبها خيتعور
الشعر لحجر بن عمرو آكل المرار والغناء لحنين ثاني ثقيل بالبنصر عن الهشامي وفيه أول بالوسطى عن حبش وفيه رمل له أخبار عبد الله بن عجلان مع الجارية هند // هو عبد الله بن العجلان بن عبد الأجب بن عامر بن كعب بن صباح بن نهد إبن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة شاعر جاهلي أحد المتيمين من الشعراء ومن قتله الحب منهم، وكان له زوجة يقال لها هند فطلقها ثم ندم على ذلك فتزوجت زوجًا غيره فمات أسفًا عليها.
أخبرني محمد بن مزيد قال: حدثنا حماد بن إسحق عن أبيه عن الهيثم بن عدي قال: كان عبد الله بن العجلان النهدي سيدًا في قومه وإبن سيد من ساداتهم وكان أبوه أكثر بني هد مالًا، وكانت هند امرأة عبد الله بن العجلان التي يذكرها في شعره امرأة من قومه من بني نهد وكانت أحب الناس إليه وأحظاهم عنده فمكثت معه سنين سبعًا أو ثمانيًا لن تلد فقال له أبوه لا ولد لي غيرك ولا ولد لك وهذه المرأة عاقر فطلقها وتزوج غيرها، فأبى ذلك، فآلى أن لا يكلمه أبدًا حتى يطلقها فأقام على أمره ثم مد إليه يومًا وقد شرب الخمر حتى سكر وهو جالس مع هند فأرسل إليه أن صر إليّ فقال له هند: لا تمض إليه والله ما يريدك لخير وإنما يريدك بلغه أنك سكران فطمع فيك أن يقسم عليك فتطلقني، فنم مكانك ولا تمضِ إليه، فأبى وعصا فتعلقت بثوبه فضربها بمسواك فأرسلته وكان في يدها زعفران أثر في ثوبه مكان يدها ومضى إلى أبيه فعاوده في أمرها وأنبه وضعفه وجمع عليه مشيخة الحي وفتيانهم فتناولوه بألسنتهم وعيروه بشغفه بها وضعف حزمه، ولم يزالوا به حتى طلقها، فلما أصبح خبر بذلك وقد علمت به هند فأحتجبت عنه وعادت إلى أبيها وأسف عليها أسفًا شديدًا، فلما رجعت إلى أبيها خطبها رجل من بني نمير فزوّجها أبوها منه فبنى بها عندهم وأخرجها إلى بلده، فلم يزل عبد الله بن العجلان دنفًا سقيمًا يقول فيها الشعر ويبكيها حتى مات أسفًا عليها، وعرضوا عليه فتيات الحي جميعًا فلم يقبل واحدة منهن.
وقال في طلاقه إياها:
فارقت هندًا طائعًا ... فدمت عند فراقها
بالعين تذري دمعة ... كالدر من آماقها
متحليًا وق الردا ... ء يجول من رقراقها
خود رداح طفلة ... ما الفحش من أخلاقها
ولقد ألذ حديثها ... واسر عند عناقها
وفي هذه القصيدة يقول:
1 / 48