وقال: «لقد كان لي في تلك الحديقة ذات الزرقة السماوية، يا أيها الشاب، أيام أنعم علي فيها الله بالراحة، حيث سقطت من ذاكرتي لوهلة صورة طفلة ذهبية الشعر، وحيث انمحى لبعض الوقت ألم الخطيئة التي ارتكبتها في حق المرأة التي أحببتها. وما دامت استطاعت أن تفعل ذلك برجل يحمل العبء الذي كان من نصيبي، فهناك فرصة أن يجد شاب مثلك صحيح البدن وبقلب خال من الأسرار النعمة الكبرى نفسها بفعل الخير يوميا.»
نظر جيمي إلى سيد النحل وانقبض. ظل برهة جالسا وشفتاه مفتوحتان ولسانه مستعد لصياغة الكلمات، ثم تبين أنه ليس من حقه أن يحدث بسر إلا إذا كان سره وحده. فليس من حقه أن يتحدث عن امرأة العاصفة. ليس من حقه أن يخبر أي رجل بطفل الخطيئة الذي تستر عليه باسمه. إن كان في المعروف الذي فعله أي شيء نبيل، فسوف يفقد سمته الطيبة، وما قد يحمل من جمال، إن تكلم عنه. إن عاش، فربما تفضي تلك المرحلة من مغامرته إلى شيء آخر. وإن مات، فسوف يواجه خالقه رجلا بحق إن ظل متكتما بخصوص الموضوع الذي ساق امرأة غاية في النبل مثل السيدة التي تزوجها إلى المسار الذي اتخذته.
قال سيد النحل: «حين تأتي المرة القادمة، ليكن يوم السبت، وأحضر قائد الكشافة معك. إنني شغوف بذلك الكشافة الصغير بشدة حتى إنني مشتاق إلى عبق الخيل، والرائحة النفاذة للكلاب وكل روائح الطبيعة التي تنتشر أينما ذهب قائد الكشافة.»
مال جيمي إلى الأمام بابتسامة عريضة على وجهه.
وقال: «هل تستطيع أن تعطيني أي معلومة دقيقة بشأن جنس قائد الكشافة، وليكن سرا بيننا؟»
مال سيد النحل إلى الوراء.
وقال: «لا تزيد معلوماتي عن استنتاجاتي الخاصة.» ثم أضاف: «وليس من الإنصاف تجاه قائد الكشافة أن يعامل بالتخمين. هل سبق أن تحدثت معه مطلقا في هذا الموضوع؟»
قال جيمي: «لقد سألته سؤالا مباشرا.»
استفهم سيد النحل قائلا: «وماذا قال لك؟» «قال إنني ما دمت لا أستطيع أن أعرف، فلا يوجد أي فرق.»
عاد سيد النحل برأسه إلى الوسائد متقلبا عليها. وراح يضحك حتى جاءت الممرضة مسرعة. وبينما كان يجفف عينيه بالمنديل الذي أعطته إياه، قال: «حسنا، حقا إذن، أليست تلك الحقيقة؟ هل يحدث ذلك أدنى فرق؟»
نامعلوم صفحہ