150

من ثم أسكنا النحل الذي غادر قفائره، وتفحصا القفائر الأخرى لإزالة الملكات القديمة وتدمير خلايا الملكات والبحث عن أنسجة عثة على الأقراص، وحين أصبح كل شيء في موضعه المناسب عاد جون كاري إلى منزله، وأخذ جيمي جاروفا وبدأ إصلاح التلف في حوض المخملية. ثم ذهب لينظف منزل مارجريت كاميرون، واستعاد بعض أغراضه بقلب مفعم بالامتنان حتى إنه تذكر فجثا على ركبتيه وشكر الله.

حين استيقظ الكشافة الصغير في منتصف وقت ما بعد الظهر، كان جيمي في انتظار إعادة أغراضه إلى خزانة الأدراج وخزانة الملابس. ثم ذهبا إلى المطبخ وجمعا أغراض سيد النحل، التي كان الهواء البارد الجاف قد أتى أثره عليها، فأعاداها بحرص إلى الصندوق، وأعادا الخشب المهشم في مكانه، وقيما التلفيات. خطر لجيمي أنه قد يعثر على رجل يستطيع إصلاحه بمهارة شديدة فلا يدرك أحد أن ذلك الصندوق الجميل كان قد تحطم. ثم ذهب إلى حجرته ليعلق ملابسه ويعيد أشياءه إلى خزانة الأدراج.

لم يعهد أحد يوما قائد الكشافة الصغير وهو يضيع أي وقت. فلم يكن في هذا الجسد الصغير ذرة كسل. ومن ثم حصل جيمي على مساعدة في تطبيق الأوراق ووضعها في الصندوق. وكذلك أيضا في إعادة قمصانه وملابسه الداخلية وجواربه في أماكنها الصحيحة. وحين بلغا الصرة الصغيرة، محكمة الربط، دس قائد الكشافة يديه الصغيرتين تحتها ورفعها، ثم نظر إلى جيمي بعينين متسائلتين. «تبدو مثل متعلقات نسائية.»

ابتسم جيمي للتعليق. «إنها «متعلقات نسائية». إنها أشياء تخص أم جيمي الصغير.»

وقف الكشافة الصغير ساكنا جدا وهو يحمل الصرة نحو جيمي، ورأى جيمي شفتيه تفتران فعرف أنه سيسأله على النحو التالي: «هل يمكنني أن أرى ما بداخلها؟» لكن بطريقة ما لم يشعر أنه يطيق لمس تلك الأشياء. فمد يده وقال على عجالة: «سوف أسمح لك يوما ما برؤية ما بداخل تلك الصرة.» ولم يخطر للكشافة الصغير أن جيمي نفسه لا يعرف ما بداخلها. ومن ثم أعادا الصرة داخل الدرج وغطياها بالملابس، ثم ذهبا إلى بقالة الزاوية واشتريا ما أسماه الكشافة الصغير «لوازم الاحتفال».

وبعد أن فرغا من «الاحتفال»، وأخبر جيمي بكل تفاصيل ما حدث في الصباح، نهض الصغير عن الطاولة وساعده في رفع الطعام ومسح الصحون.

تساءل جيمي: «والآن ماذا نفعل؟»

فقال الصغير: «حسنا، إنني لا أدري ما الذي ستفعله، لكنني أعلم ماذا أنا فاعل. سوف أذهب إلى المنزل لأمي وجيمي. فقد كنت أرعاه كثيرا في الأيام القليلة الماضية حتى إنه بات يألفني أكثر مما يألف أي شخص آخر، ويحبني أكثر أيضا. وأصبحت الآن أعرف كيف أجهز زجاجته، وأجعل حرارة الحليب مناسبة له مستخدما ميزان الحرارة وسائر تلك الأشياء. وأستطيع الاعتناء به بنفسي في الأمور الأخرى إذا اضطررت إلى ذلك. لقد اقتربت جدا من ذلك، على أي حال.»

فأشار جيمي قائلا: «لكن ذلك من عمل الفتيات.»

فقال الكشافة الصغير: «أجل، أعلم ذلك، ولأنه العمل الذي يجدر بالفتيات أن يقمن به بالفعل، فمن الغريب نوعا ما أنني أرغب في القيام به، لكنني أريد حقا الاعتناء بجيمي. فأنا أرغب بشدة في رعايته حتى إنني بالكاد أطيق أن أرى أمي تلمسه. إنه شيء غريب جدا. كنت أظن أنني أحب الخيل أكثر من أي شيء آخر في العالم، لكنني لست كذلك الآن. فإنني أحب جيمي شقيقي أكثر من الخيل، وأحب جيمي ابنك كما أحب شقيقي. أعتقد أنني أحبه مثله بالضبط، ولا أكترث البتة من يراني وأنا أعتني به. وذلك أمر غريب أيضا. فإن الفتيات لا يثرن اهتمامي. وليس بيني وبينهن شيء مشترك. ولا أستطيع أبدا أن أفكر في شيء لأقوله لهن. ولا أعرف كيف ألعب معهن، ولا تروق لي الأشياء التي يفعلنها على أي حال. إنهن واهنات جدا. ولسن مفعمات بالحماس. فلا يحدوهن حماس ولا نشاط. ولا يلعبن لعبة الهنود أو اللصوص أو رجال الشرطة أو الكشافة.»

نامعلوم صفحہ