قاطعته مارجريت كاميرون: «فبالطبع، ستبلغ بك الحماقة أن تهم بالمغادرة وتترك ما يحق لك شرعا!».
فقال جيمي: «إذا استطاعت إقناعي بأن لها حقا في المكان فعلا، فسوف أغادر، بالطبع، مهما كان حبي له.» ثم أضاف: «لكنني لم آت للحديث عن المغادرة. لقد جعلت حجرة المعيشة رائعة، يا مارجريت، بما وضعته فيها من زهور كثيرة. فلتخبريني بحق، هل أنت من وضع الزهور في غرفة نومي؟»
أدارت مارجريت كاميرون نحوه وجها مندهشا اندهاشا حقيقيا.
وقالت: «لا، لم أفعل. فإنني لا أحب مطلقا أن تكون حجرة النوم مكتظة بالزهور. فلا يروقني النوم مع عطر زهور أقوى من الذي يأتي من النوافذ. لا أعتقد أنه من الصحي الاستلقاء طوال الليل في جو معبأ. إنني لم أضع أي زهور في غرفة نومك.»
فقال جيمي: «حسنا، إذن، لو أنك لست من وضعهم، فإنك الوحيدة التي لديها مفاتيح الغرفة وتملكين دخولها. وباستطاعتك إخباري من فعل ذلك.»
فقالت مارجريت كاميرون: «ذلك ليس باستطاعتي مطلقا؛ فلا دراية لي به البتة.»
سألها جيمي: «هل جاء الكشافة الصغير إلى هنا؟»
فأجابته مارجريت كاميرون: «على حد علمي لا.» وتابعت: «إنني بالطبع لا أدعي أنني أراقب ذلك الصغير في ذهابه ومجيئه، لكنني لن أنفي أن النافذة قد تشكل مدخلا أنسب من الباب. تعلم أن ثمة بوابة بيننا، وتعلم أنك لم تر الكشافة الصغير قط إلا قافزا من فوق السياج.»
ابتسم جيمي. «أعلم. إنه جزء من نظام التدريب. لقد أصبحت معرفتي بالكشافة الصغير قوية. أولا: الصغير ليس مغرما بجمع الزهور. وثانيا: هذه الزهور قصت بعناية شديدة بمقص أو سكين، وثالثا: لقد نسقت بذوق وجمال لم يبلغهما الصغير بعد. بعض السيقان طويلة والبعض الآخر قصير، وبعض الرءوس منتصب والبعض الآخر، الذي لديه أوراق أقل، تدلى على حافة الوعاء وخرج إلى مفرش المنضدة، وهي إجمالا بديعة بدرجة كافية لإرضاء ذوق أشد فناني اليابان تدقيقا في تنسيق الزهور. إن كان الكشافة الصغير من جمعها كانت ستحشر في حزمة ضيقة وتلقى عشوائيا في الوعاء بأبسط طريقة. ألا تعتقدين ذلك؟»
أجابته مارجريت كاميرون قائلة: «أعتقد أنه محتمل جدا.»
نامعلوم صفحہ