فقال الصغير: «اتفقنا. لن أبوح لهما بكلمة. سنرى ما سنتوصل إليه. والآن أعتقد أنه من الأفضل أن أذهب إلى المنزل. قد يكون الدكتور جرايسون اتصل بأبي. وقد يكون في انتظاري. وربما تود أمي رؤيتي. وربما أيضا أنهم لم يأخذوه بعيدا بعد.»
فقال له جيمي: «إنني آسف. إنني في غاية الأسف، لكنني عرفت أنهم أخذوه. لا ينبغي أن تعلق أي آمال حيال ذلك. فقد عرفت أنه قد ذهب.»
ظل الصغير واقفا يحدق بشدة في حوض زهور الزينيا، محاولا جهده الحفاظ على شفتيه دون ارتعاش وعينيه دون دموع. ثم حدث المعتاد من تغييره الموضوع بسرعة البرق.
إذ قال الكشافة الصغير: «إنني أرجو، أرجو بحق ألا يكون لدى سيد النحل مال كثير في البنك. أرجو ألا يكون هناك إلا القليل منه.»
سأله جيمي: «لماذا؟»
فقال الكشافة الصغير: «أوه، إنني لا أرى فائدة في امتلاك الناس الكثير من المال. فهي لا تفعل سوى جلب الكثير من المتاعب كما يبدو. فقد ظللت أشاهد المواقف طوال سنوات عديدة، ويبدو لي أن أغلب المشاجرات والمشاحنات والدعاوى القضائية وتدهور العلاقات تحدث بين الناس الذين لديهم ثروات طائلة. لم لا يمكن للناس الاكتفاء بمبالغ معقولة من المال؟»
فقال جيمي، سعيدا بتغيير الموضوع: «حسنا، وما المبلغ الذي تعتقد أنه كاف؟ ما المبلغ المناسب لنا في نظرك؟»
جعل الكشافة الصغير يفكر بإمعان ثم أفصح بحسم: «أرى أن أي شخص لديه الفدان الشرقي أو الغربي من هذا المكان، وصف طويل من قفائر النحل والكثير من أشجار الفاكهة والزهور والمزيد والمزيد من الزهور، ورمال وبحر، وبيت صغير يهتف بصوت واضح على الطريق قائلا: «فلتتفضل بالدخول!» أرى أن من أسعده الحظ بامتلاك ذلك، والحصول على خبز وزبد ومياه غازية بنكهة الفراولة وسجق، لا يحتاج إلى شيء آخر في العالم، والملابس بالطبع، نسيت أن أقول ملابس كافية لتستره.»
قال جيمي: «ألم تنس أن يكون لديه حصان؟» «أوه، حسنا، بالطبع أردت أن أذكر الحصان. أردت أن أذكر الحصان أولا قبل أي شيء آخر ما عدا مكان للاحتفاظ به. لا يمكن أن تربي حصانا من دون مكان لتضعه فيه. ظلت تلك مشكلتي طيلة سنوات. كان بإمكاني امتلاك حصان متى أردت. لكن لم يكن هناك أي إصطبل له ولا أي برسيم أو شوفان أو أي شخص للحفاظ على نظافة الإصطبل. كانت تلك مشكلتي طوال الوقت. الحصان ضروري بالتأكيد!»
فقال جيمي مقترحا: «وقارب بالطبع. فلا فائدة من المحيط من دون قارب، أليس كذلك؟»
نامعلوم صفحہ