[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المبتدى خلقه بالنعم، وايجادهم بعد العدم، والمصطفى منهم من شاء فى الامم، حججا على سائر الامم، وبمحمد (صلى الله عليه وآله) ختم، وبالائمة من بعده النعمة أتم، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، صلى الله عليهم وسلم وكرم، فجعلهم الله تبارك وتعالى من حججه الماضين أبد الابدين، وضرب لهم فى كتابه أمثالا فقال جل اسمه: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا وقال: فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وقال: بعثنا منهم اثني عشر نقيبا ثم قرنهم رسول الله بكتاب ربه، جعلهم قرنائه، وعليه امناءه،
فقال : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
، فجعل حكمهما فى الطاعة وفى الاقتداء بهما واحدا، ثم أعلمنا (صلى الله عليه وآله) اسماءهم (عليهم السلام) وانبائهم ووقفنا على اعيانهم وازمانهم، وجعل ثانى عشرهم قائمهم (عليه السلام) كما كان هو للانبياء خاتمهم، فمن حاول انتقاصا من مددهم او زيادة فى عددهم فقد الحد فى دين الله، و باء بغضب من الله ، وهو كالزايد فى كتاب الله والمنتقص منه، اذ كان حكمهم والقرآن واحدا لا منتقصا منه ولا زائدا صلى الله عليهم وسلم.
وقد ذكرت فى كتابى هذا من مقتضب الآثار ما ادته الينا رواة الحديث من مخالفينا من النص على ائمتنا (عليهم السلام) من الروايات الصحيحة والتوقيف على اسمائهم وأعيانهم وأعدادهم موافقا لرواياتنا، فنقلته
صفحہ 1
عنهم نقل متاولة بالقبول، لشهادتهم لنا بتصديقنا ووجودنا فى روايتهم ذكر ائمتنا (عليهم السلام) كما كان اسم نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) موجودا عند أهل الكتب فى التوراة والانجيل، فكتبت فى ذلك جزءا مفردا وهو هذا.
وتلوته بجزء ثان (1) يشتمل على شواهد الاشعار والاخبار السالفة على الزمان والاعصار فى اسماء الائمة (عليهم السلام) وأعدادهم؛ وذلك قبل كمال عددهم ومددهم، ليكون ذلك دليلا ظاهرا وبرهانا باهرا متواخيا، ووصلتهما بجزء ثالث متوخيا متضمنا لرواياتنا خاصة، وأوضح عن صحيح الرواية وصريحها، والكشف عن ادغال من ادغل فيها، متوخيا فى جميع ذلك رضا الله جل اسمه والقربة اليه والزلفة لديه، وحسبى الله وأتوكل عليه وهو حسبى ونعم الوكيل .
صفحہ 2
[الجزء الأول]
بسم الله الرحمن الرحيم* ما رواه عامة أصحاب الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فى اعداد الائمة الاثنى عشر (عليهم السلام) وأسمائهم.
(من ذلك ما روى فى اعدادهم خاصة عنه صلى الله عليه وآله عبد الله بن مسعود الهذلى.)
قال: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، ومحمد بن عبد الله بن عتاب، ومحمد بن ثابت الصيلنابى (1) ثلاثتهم قالوا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي، قال: حدثنا حماد بن يزيد، عن مجاهد عن الشعبي عن مسروق، قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كم يملك أمر هذه الأمة من خليفة بعده؟ فقال له عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق! سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل (2)
(قال انس بن مالك الانصارى)
حدثني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد الأزدي، قال: حدثني أبي
صفحہ 3
قال: حدثني محمد بن مروان، قال حدثني عبد الله بن أمية مولى بني مجاشع عن يزيد الرقاشي عن انس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لن يزال الدين قائما إلى اثني عشر من قريش، فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها (1) .
(قال جابر بن سمرة الاحمسى)
حدثنا محمد بن عمر بن المفضل بن غالب الحافظ، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا علي بن جعد عن زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني؛ قال: سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش؛ فقالوا له ثم يكون ما ذا؟ قال: ثم يكون الهرج (2) .
(قال عبد الله بن ابى اوفى الاسلمى)
اخبرنا أبو العباس، أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا عبد الله بن مستورد (3) قال حدثنا مخول، قال: حدثنا محمد بن بكر، عن
صفحہ 4
زياد بن منذر، قال: حدثنا عبد العزيز بن خضير، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش؛ ثم تكون فتنة دوارة! قال: قلت: أنت سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال وإن على عبد الله بن أبي أوفى يومئذ برنس خز (1) .
(قال عبد الله بن عمرو بن العاص السهمى)
حدثنا أبو الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي الحربي؛ قال:
حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين؛ قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن خالد بن يزيد؛ عن سعد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، قال: كنا عند سيف الأصمعي، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة (2) .
قال بعض الرواة: هم مسمون كنينا عن اسمائهم، وذكر ربيعة بن سيف قوما لم نجدهم فى غير روايته، قال الشيخ ابو عبد الله احمد بن محمد بن عياش: فاذا كانت هذه العدة المنصوصة عليها لم توجد فى القائمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا فى بنى امية، لان عدة خلفاء بنى امية تزيد على الاثنى عشر، ولا فى القائمين من بعدهم الا زايدة عليهم، ولم تدع فرقة من فرق الامة هذه العدة فى ائمتها غير الامامية دل ذلك على ان ائمتهم المعنيون بها
صفحہ 5
(ومن ذلك ما رواه عن رسول الله (ص) من اسمائهم واعدادهم معا سلمان الفارسى (رضوان الله عليه) (1))
حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن رعيدة قال:
حدثني الحسين بن حميد بن الربيع، قال: حدثنا الأعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن زاذان عن سلمان قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فلما نظر إلي قال: يا سلمان إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا، قال: قلت له: يا رسول الله! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، قال: يا سلمان فهل عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم! قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره، ودعاني فأطعته وخلق من نوري نور علي (عليه السلام) فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه، فسمانا الله عز وجل بخمسة أسماء من أسمائه، فالله محمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، والله فاطر وهذه فاطمة، والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين، ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله عز وجل سماء مبنية، أو أرضا مدحية، أو هواء وماء وملكا أو بشرا، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه
صفحہ 6
ونسمع له ونطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان! من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم، فوالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن، قال: قلت: يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان، فقلت: يا رسول الله فأنى لي لجنابهم؟ قال: قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين: علي بن الحسين؛ ثم ولده: محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله العسكري، ثم ابنه حجة الله فلان سماه باسمه ابن الحسن المهدى، والناطق القائم بحق الله.
قال سلمان: فبكيت، ثم قلت: يا رسول الله فأنى لسلمان بإدراكهم؟
قال: يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم بحقيقة المعرفة، قال سلمان: فشكرت الله كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله! إني مؤجل إلى عهدهم قال: يا سلمان اقرأ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا @HAD@ قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي وقلت: يا رسول الله! بعهد منك؟ فقال: إي والذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني وبعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة، وكل من هو منا ومظلوم فينا، إي والله يا سلمان، ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار والتراث [الثارات ولا يظلم ربك أحدا
صفحہ 7
هذه الآية ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون @HAD@ قال سلمان (رضي الله عنه): فقمت من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه.
قال الشيخ: ابو عبد الله بن عياش: سألت ابا بكر محمد بن عمر الجعابى الحافظ عن محمد بن خلف الطاطرى؟ فقال: هو محمد بن خلف بن موهب الطاطرى ثقة مأمون، وطاطر سيف من أسياف البحر تنسج فيها الثياب، تسمى الطاطرية كانت تنسب اليها.
قال: وما رواه سلمان ايضا من وجه آخر بلفظ غير هذا وان كان المعنى موافقا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن عبد العزيز الخراساني المعدل، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن بن يزيد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن آدم، عن أبيه آدم، عن شهر بن حوشب، عن سلمان الفارسي (1) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه
صفحہ 8
وقال له: يا أبا عبد الله أنت سيد من سادة؛ وأنت إمام ابن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم.
قال: ومما روته العامة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما رووه عن جابر بن عبد الله الأنصاري عنه (صلى الله عليه وآله).
حدثني محمد بن عثمان بن محمد الصيداني (1) وغيره قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي، قال: حدثنا حماد بن زيد (2) عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان، واختارني وعليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين حجة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم (3) .
قال الشيخ: وقد روى أصحابنا هذا الحديث من طريقهم موافقا.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي، قال: حدثنا أبو العباس: عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن هلال قال:
حدثنا محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين قال: حدثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) (4) قال: قال رسول الله
صفحہ 9
(صلى الله عليه وآله): إن الله اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر؛ واختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا؛ واختار من علي الحسن والحسين؛ واختار من الحسين الأوصياء، ينفون عن التنزيل تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم، وهو أفضلهم.
(قال: وما رووه عن ابى سلمى راعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه من اسماء الائمة وأعدادهم.)
حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي المعدل، قال: أخبرني أحمد بن محمد الخليلي الآملي، قال: حدثنا محمد بن صالح الهمداني، قال:
حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرني الريان بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت سلام بن أبي عمرة قال: سمعت أبا سلمى (1)
صفحہ 10
راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسرى بي إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه @HAD@ قلت:
والمؤمنون @HAD@ ، قال: صدقت يا محمد! من خلفت لأمتك؟ قلت: خيرها، قال:
علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، قال: يا محمد! إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسما من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا وذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت فاخترت منها عليا؛ وشققت له اسما من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من سنخ نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرضين، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد! لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتكم، ما غفرت له أو يقر بولايتكم يا محمد! تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فقال لي: التفت عن يمين العرش فالتفت وإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن على؛ وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي فى ضحضاح من نور (1) قياما يصلون، وهو في وسطهم- يعني المهدي- كأنه كوكب دري فقال: يا محمد! هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي.
(قال: وما رووه من اعدادهم واسمائهم مما وجد فى ارض الكعبة فى كتاب مكتوبا)
حدثنا (2) أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن
صفحہ 11
أحمد بن عيسى المنصوري الهاشمي بسرمنرأى؛ سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني عم أبي موسى بن عيسى [بن أحمد بن عيسى بن المنصور] (1) قال: حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني عتيق بن يعقوب قال: حدثني عبد الله بن ربيعة رجل من أهل مكة، قال: قال لي أبي إني محدثك الحديث فاحفظه عني واكتمه علي ما دمت حيا أو يأذن الله فيه بما يشاء: كنت مع من عمل مع ابن الزبير فى الكعبة، حدثني أن ابن الزبير أمر العمال أن يبلغوا في الأرض، قال: فبلغنا صخرا أمثال الإبل، فوجدت على بعض تلك الصخور كتابا موضوعا، فتناولته وسترت أمره، فلما صرت إلى منزلي تأملته فرأيت كتابا لا أدري من أي شيء هو؟ ولا أدري الذي كتب به ما هو؟
إلا أنه ينطوي كما ينطوي الكتب فقرأت فيه باسم الأول لا شيء قبله؛ لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم، ولا تعطوها غير مستحقها فتظلموها، إن الله يصيب بنوره من يشاء والله يهدي من يشاء* @HAD@ والله فعال لما يريد*
كان عرشه على الماء
وجعلهم شعوبا وقبائل @HAD@ وبيوتا لعلمه السابق فيهم، ثم جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سماها قريشا، وهي أهل الإمامة، ثم جعل من تلك القبيلة بيتا خصه الله بالبناء والرفعة، وهم ولد عبد المطلب حفظة هذا البيت وعماره وولاته وسكانه، ثم اختار من ذلك البيت نبيا يقال له محمد ويدعى في السماء أحمد، يبعثه الله تعالى في آخر الزمان نبيا ولرسالته مبلغا، وللعباد إلى دينه داعيا منعوتا في الكتب تبشر به الأنبياء ويرث علمه خير الأوصياء، يبعثه الله وهو ابن أربعين عند ظهور الشرك وانقطاع الوحي وظهور الفتن، ليظهر الله به دين الإسلام
صفحہ 12
ويدحر (1) به الشيطان، ويعبد به الرحمان، قوله فصل، وحكمه عدل، يعطيه الله النبوة بمكة والسلطان بطيبة، له مهاجرة من مكة إلى طيبة وبها موضع قبره، يشهر سيفه ويقاتل من خالفه، ويقيم الحدود في من اتبعه وهو على الأمة شهيد ولهم يوم القيامة شفيع، يؤيده بنصره؛ ويعضده بأخيه وابن عمه وصهره وزوج ابنته ووصيه في أمته من بعده وحجة الله على خلقه، ينصبه لهم علما عند اقتراب أجله، هو باب الله فمن أتى الله من غير الباب ضل يقبضه الله وقد خلف في أمته عمودا بعد أن يبينه لهم، يقول بقوله فيهم، ويبينه لهم هو القائم من بعده والإمام والخليفة في أمته، فلا يزال مبغوضا محسودا مخذولا ومن حقه ممنوعا لأحقاد في القلوب، وضغائن في الصدور، لعلو مرتبته وعظم منزلته وعلمه وحلمه، وهو وارث العلم ومفسره، مسئول غير سائل عالم غير جاهل، كريم غير لئيم، كرار غير فرار، لا تأخذه فى الله لومة لائم يقبضه الله عز وجل شهيدا بالسيف مقتولا وهو يتولى قبض روحه ويدفن في الموضع المعروف بالغري، يجمع الله بينه وبين النبي (صلى الله عليه وآله) ثم القائم من بعده ابنه الحسن سيد الشباب وزين الفتيان، يقتل مسموما يدفن بأرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع، ثم يكون بعده الحسين (عليه السلام) إمام عدل يضرب بالسيف ويقري الضيف، يقتل بالسيف على شاطئ الفرات في الأيام الزاكيات، يقتله بنو الطوامث والبغيات يدفن بكربلا وقبره للناس نور وضياء وعلم، ثم يكون القائم من بعده ابنه علي سيد العابدين وسراج المؤمنين، يموت موتا يدفن فى أرض طيبة فى الموضع المعروف بالبقيع؛ ثم يكون الإمام القائم بعده المحمود فعاله محمد باقر العلم ومعدنه وناشره ومفسره، يموت موتا يدفن بالبقيع من أرض طيبة، ثم
صفحہ 13
يكون بعده الإمام جعفر وهو الصادق بالحكمة ناطق مظهر كل معجزة وسراج الأمة، يموت موتا بأرض طيبة موضع قبره البقيع، ثم الإمام بعده المختلف في دفنه سمي المناجي ربه موسى بن جعفر، يقتل بالسم في محبسه يدفن في الأرض المعروفة بالزوراء؛ ثم القائم بعده ابنه الإمام علي الرضا المرتضى لدين الله إمام الحق، يقتل بالسم في أرض العجم، ثم الإمام بعده ابنه محمد يموت موتا يدفن في الأرض المعروفة بالزوراء، ثم القائم بعده ابنه علي لله ناصر ويموت موتا ويدفن في المدينة المحدثة، ثم القائم بعده ابنه الحسن وارث علم النبوة ومعدن الحكمة يستضاء به من الظلم، يموت موتا يدفن في المدينة المحدثة، ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي (صلى الله عليه وآله) يأمر بالعدل ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه، يكشف الله به الظلم ويجلو به الشك والعمى يرعى الذئب في أيامه مع الغنم، ويرضى عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان فى البحار، يا له من عبد ما أكرمه على الله، طوبى لمن أطاعه وويل لمن عصاه طوبى لمن قاتل بين يديه فقتل أو قتل أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون @HAD@ وأولئك هم المفلحون*
(قال: وما رووه فى مسائل اليهودى الوارد الى المدينة فى ايام عمر ومسائله لامير المؤمنين (ع) وفيها الاثنى عشر ائمة بعد محمد صلى الله عليه وعليهم.)
حدثني أبو علي الحسن بن علي السلمي قال: حدثنا أحمد بن أيوب بن محمد، قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن عمر بن سلمة (1)
صفحہ 14
قال: شهدت مشهدا ما شهدت مثله كان أعجب عندي؛ ولا أوقع على قلبي منه، قال: فقيل: يا أبا جعفر فما ذاك؟ قال: لما مات أبو بكر أقبل الناس يبايعون عمر بن الخطاب إذ أقبل يهودي (1) قد أقر له بالمدينة يهودها أنه أعلمهم، وكذلك كان أبوه من قبل فيهم، فقال: يا عمر من أعلم هذه الأمة بكتاب الله وسنة نبيه؟ فأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: فأتاه اليهودي فقال: يا علي أنت كما زعم عمر بن الخطاب؟ فقال له وما زعم؟ فقال له: يزعم أنك أعلم هذه الأمة بكتاب الله وسنة نبيه، فقال له: يا يهودي سل عما بدا لك تخبر إن شاء الله تعالى، فقال: إني سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال علي (عليه السلام):
ولم لا تقول سبعا؟ فقال له: لا أقول سبعا ولكن أسألك عن ثلاث! فإن أجبتني فيهن سألتك عما بعدهن، وإلا علمت أنه ليس فيكم عالم ومضيت ؛ فقال له علي (عليه السلام): فإني سائلك بإلهك الذي تعبده إن أجبتك في كل ما سألتني عنه لتدعن دينك ولتدخلن في ديني؟ فقال له اليهودي:
ما جئت إلا للإسلام فقال له علي: سل عما شئت! فقال له: أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي شيء هو؟ وأخبرني عن أول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شجر اهتزت على وجه
صفحہ 15
الأرض أي شجرة هي؟ فقال له علي (عليه السلام): يا هاروني! أما أنتم فتقولون:
أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض حيث قتل ابن آدم أخاه؛ وليس هو كما تقولون، ولكن أقول: أول قطرة قطرت على وجه الأرض حيث طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنها شيثا، قال: صدقت قال له علي (عليه السلام):
أما أنتم فتقولون: إن أول شجرة اهتزت على الأرض الشجرة التي كان منها سفينة نوح وهي الزيتونة؛ وليس هو كما تقولون! ولكنها النخلة التى نزلت مع آدم (عليه السلام) من الجنة وهي العجوة ومنها يتفرق ما ترى من أنواع النخل، قال: صدقت فقال له علي (عليه السلام): أما أنتم فتقولون: إن أول عين فاضت على وجه الأرض عين اليقور [اليقود، وهي العين التي تكون فى بيت المقدس وليس هو كما تقولون، ولكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى بن عمران وفتاه، ومعهم النون المالحة فسقطت فيها فحييت، وكذلك ماء تلك العين لا يصيب شيء منها الا حيي، وكذلك كان الخضر (عليه السلام) على مقدمة ذي القرنين في طلب عين الحياة فأصابها الخضر (عليه السلام) فشرب منها، وجاء ذو القرنين يطلبها فعدل عنها قال: صدقت والذي لا إله إلا هو إني لأجدها فى كتاب أبي هارون بن عمران كتبه بيده وإملاء موسى بن عمران، قال: فأخبرني عن الثلاث الأخر، أخبرني عن محمد كم له من إمام؟ وأي جنة يسكن ومن ساكنها معه في جنته؟
وعن أول حجر هبط إلى الأرض؟ فقال علي (عليه السلام): يا هاروني إن لمحمد (صلى الله عليه وآله ) اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم؛ أرسب في الدين من الجبال الراسيات في الأرض، وإن مسكن محمد (صلى الله عليه وآله) فى جنة عدن التي قال الله عز وجل كن فيها، فكان وفيها انفجرت أنهار الجنة وسكان محمد (صلى الله عليه وآله) فى جنته أولئك الاثنا عشر إمام عدل، وأول حجر هبط فأنتم تقولون: هي الصخرة التي
صفحہ 16
في بيت المقدس وليس كما تقولون، ولكنه الذي في بيت الله عز وجل الحرام هبط به جبرئيل إلى الأرض وهو أشد بياضا من الثلج، فاسود من خطايا بني آدم فقال له اليهودي: صدقت والذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتاب أبي هارون وإملاء موسى، فقال اليهودي: وبقيت واحدة! وهي أخبرني عن وصي محمد كم يعيش وهل يموت أو يقتل؟ فقال له علي: يا يهودي وصي محمد أنا أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما واحدا ولا أنقص يوما واحدا، ثم ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربني ضربة هاهنا في قرني، فيخضب لحيتي، قال: وبكى علي (عليه السلام) بكاء شديدا؛ قال: فصاح اليهودي وأقبل يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد يا علي أنك وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنه ينبغي لك أن تفوق ولا تفاق وأن تعظم ولا تستضعف، وأن تقدم ولا يتقدم عليك، وأن تطاع فلا تعصى وأنك لأحق بهذا المجلس من غيرك، وأما أنت يا عمر فلا صليت خلفك أبدا فقال له علي: كف يا هاروني من صوتك، ثم أخرج الهاروني من كمه كتابا مكتوبا بالعبرانية، فأعطاه عليا (عليه السلام) فنظر فيه علي (عليه السلام) فبكى، فقال له الهاروني: ما يبكيك؟ قال له علي (عليه السلام): يا هاروني: هذا فيه اسمي مكتوبا، فقال له: يا علي! اقرأ اسمك في أي موضع هو مكتوب فإنه كتاب بالعبرانية وأنت رجل عربي؟! فقال له علي (عليه السلام): ويحك يا هاروني! هذا اسمي أما في التوراة اسمي هابيل وفي الإنجيل حيدار فقال له اليهودي: صدقت والذي لا إله إلا هو، إنه لخط أبي هارون وإملاء موسى بن عمران توارثته الآباء حتى صار إلي، قال: فأقبل علي يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني فى صحف الأبرار، ثم أخذ علي (عليه السلام) بيد الرجل فمضى إلى منزله، فعلمه معالم الخير وشرائع الإسلام.
(قال وما روته ام سليم صاحبة الحصاة
صفحہ 17
وليست بحبابة الوالبية ولا بام غانم صاحبتى الحصاة هذه ام سليم غيرهما واقدم منهما من طريق العامة.)
حدثنا أبو صالح سهل بن محمد الطرطوسي القاضي- قدم علينا من الشام في سنة أربعين وثلاثمائة- قال: حدثنا أبو فروة زيد بن محمد الرهاوي قال: حدثنا عمار بن مطر، قال: حدثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة، عن عبيدة بن عمرو السلماني، قال: سمعت عبد الله بن خباب بن الأرت قتيل الخوارج يقول: حدثني سلمان الفارسي والبراء بن عازب قالا: قالت أم سليم.
ومن طريق أصحابنا حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن ملك الفزاري، قال: حدثني الحسين بن أحمد المنقري التميمي، قال: حدثني الحسن بن محبوب، قال: حدثني أبو حمزة الثمالي عن زر بن حبيش الأسدي، عن عبد الله بن خباب بن الأرت قتيل الخوارج عن سلمان الفارسي والبراء بن عازب، قالا: قالت أم سليم وبين الحديثين خلاف في الألفاظ وليس في عدد الاثني عشر خلاف إلا أني سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب، قالت أم سليم: كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل، فعرفت أوصياء الأنبياء وأحببت أن أعرف وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلفت الركاب مع الحي فقلت له: يا رسول الله ما من نبي إلا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده؛ وكان خليفة موسى (عليه السلام) في حياته هارون فقبض قبل موسى، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون، وكان وصي عيسى في حياته كالب بن يوفنا فتوفي كالب في حياة عيسى ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصيا واحدا في حياتك
صفحہ 18
وبعد وفاتك؛ فبين لي بنفسي أنت يا رسول الله من وصيك؟ فقال رسول الله: إن لي وصيا واحدا في حياتي وبعد وفاتي؛ قلت له: من هو؟ فقال: ايتيني بحصاة، فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ثم فركها بيده كسحيق الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه، فبدا النقش فيها للناظرين، ثم أعطانيها وقال: يا أم سليم من استطاع مثل هذا فهو وصيي؛ قالت: ثم قال لي: يا ام سليم وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن، فنظرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائما لا ينحني فى حالة واحدة إلى الأرض؛ ولا يرفع نفسه بطرف قدميه، قالت: فخرجت فرأيت سلمان يكنف عليا ويلوذ بعقوته دون من سواه من أسرة محمد (صلى الله عليه وآله) (1) وصحابته على حداثة من سنه، فقلت في نفسي:
هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي صاحب الأوصياء وعنده من العلم ما لم يبلغني، فيوشك أن يكون صاحبي، فأتيت عليا فقلت: أنت وصي محمد؟ قال: نعم وما تريدين؟ قلت له: وما علامة ذلك؟ فقال: ايتيني بحصاة؛ قالت: فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه؛ ثم فركها بيده، فجعلها كسحيق الدقيق؛ ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، ثم ختمها فبدا النقش فيها للناظرين، ثم مشى نحو بيته فاتبعته لأسأله عن الذي صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالتفت إلي ففعل مثل الذي فعله فقلت:
من وصيك يا أبا الحسن؟ فقال: من يفعل مثل هذا، قالت أم سليم: فلقيت الحسن بن علي (عليه السلام) فقلت: أنت وصي أبيك؟ هذا وأنا أعجب من صغره وسؤالي إياه، مع أني كنت عرفت صفتهم الاثني عشر إماما وأبوهم سيدهم وأفضلهم، فوجدت ذلك في الكتب الأولى، فقال لي: نعم أنا وصي أبي فقلت
صفحہ 19
وما علامة ذلك؟ فقال ايتيني بحصاة، قالت: فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ثم سحقها كسحيق الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم ختمها فبدا النقش فيها ثم دفعها إلي فقلت له: فمن وصيك؟ فقال من يفعل مثل هذا الذي فعلت، ثم مد يده اليمنى حتى جاوزت سطح المدينة وهو قائم؛ ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غير أن ينحني أو يتصعد، فقلت في نفسي: من يرى وصيه؟ فخرجت من عنده فلقيت الحسين (عليه السلام) وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده أوصياء بصفاتهم، غير أني أنكرت حليته لصغر سنه؛ فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد (1) فقلت له: من أنت يا سيدي؟ قال: أنا طلبتك يا أم سليم أنا وصي الأوصياء وأنا أبو التسعة الأئمة الهادية؛ أنا وصي أخي الحسن وأخي وصي أبي علي وعلي وصي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعجبت من قوله فقلت: ما علامة ذلك؟ فقال: ايتيني بحصاة، فرفعت إليه حصاة من الأرض قالت أم سليم: فلقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه؛ فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء؛ فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها ثم دفعها إلي وقال لي: انظري فيها يا أم سليم، فهل ترين فيها شيئا؟ قالت أم سليم: فنظرت فإذا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين وتسعة أئمة (صلوات الله عليهم) أوصياء من ولد الحسين (عليه السلام)؛ قد تواطئت أسماؤهم إلا اثنين منهم أحدهما جعفر والآخر موسى، وهكذا قرأت في الإنجيل فعجبت ثم قلت في نفسي: قد أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي؛ فقلت يا سيدي أعد علي علامة أخرى! قالت: فتبسم وهو قاعد ثم قام فمد يده اليمنى إلى السماء فو الله لكأنها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني وهو قائم لا يعبأ بذلك ولا يتحفز؛ فأسقطت وصعقت
صفحہ 20