١ - وَقَالَ بَعضهم الْحسن الحَدِيث الَّذِي فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل
قلت كَأَنَّهُ عَنى بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ ٢ فَإِنَّهُ قَالَه فِي مَوْضُوعَاته وَفِيه نظر أَيْضا والضعف الْقَرِيب لَيْسَ مضبوطا بضابط يتَمَيَّز بِهِ الْقدر ٣ الْمُحْتَمل من غَيره وَإِذا اضْطربَ هَذَا الْوَجْه لم يحصل الْوَصْف الْمُمَيز للْحَقِيقَة
قَالَ الشَّيْخ ٤ وكل هَذَا مستبهم لَا يشفي الغليل وَلَيْسَ فِيمَا ذكره الْخطابِيّ وَالتِّرْمِذِيّ مَا يفصل الْحسن من ٥ الصَّحِيح وَقد أمعنت النّظر فِي ذَلِك والبحث جَامعا بَين أَطْرَاف كَلَامهم ملاحظا مواقع استعمالهم ٦ فتنقح لي واتضح أَن الْحسن قِسْمَانِ
أَحدهمَا مَا لَا يَخْلُو إِسْنَاده من مَسْتُور لم تتَحَقَّق أَهْلِيَّته ٧ وَلَيْسَ مغفلا كثير الْخَطَأ وَلَا هُوَ مُتَّهم بِالْكَذِبِ فِي الحَدِيث وَلَا ظهر مِنْهُ سَبَب يفسق بِهِ وَيكون ٨ متن الحَدِيث مَعْرُوفا بِرِوَايَة مثله أَو نَحوه من وَجه آخر أَو أَكثر وَكَلَام التِّرْمِذِيّ ينزل على ٩ هَذَا
قلت فِي هَذَا نظر لِأَن الْأَصَح أَن رِوَايَة المستور الَّذِي لم تتَحَقَّق أَهْلِيَّته مَرْدُودَة فَكيف ١٠ يَجْعَل مَا يرويهِ من قسم الْحسن وَينزل عَلَيْهِ كَلَام التِّرْمِذِيّ وَلَيْسَ فِي كَلَامه مَا يدل عَلَيْهِ ١١ لكَون الِاحْتِجَاج لم يَقع بِهِ وَحده
1 / 85