مقنع
Al-Muqniʿ min Akhbar al-Muluk wa-l-Khulafaʾ wa-Wulat Makka al-Shurafaʾ
اصناف
ميمون النقيبة لم تكسر له راية قط وقلل في ولايته الجور وبنى دار الحديث الأشرفية بدمشق وتولى عوضه بدمشق أخوه الملك الصالح عماد الدين أبو الجيش إسماعيل ثم انتزعها منه أخوه الكامل بعد تعب وحصار واستمرت معه شهرين حتى مات وإلهي أمر السلطنة بديار مصر واليمن لأنه ولي أمرها بعد موت ولده الملك المسعود وغيرها من البلاد الشمالية وكان موت الكامل في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة خمس وثلاثين وستمئة عن نحو ستين سنة وكانت ولايته لمصر أربعين سنة عشرين في حياة أبيه وعشرين بعد موته وكانت مكة في ولايته وأنفذ إليها جيوشا كثيرة غير مرة وانتزعها كرات من صاحب اليمن الملك المنصور عمر بن علي بن رسول ومما عيب من أفعاله تسليمه بيت المقدس للأنترور ملك الافرنج في سنة ست وعشرين وستمئة ولما مات الكامل تسلطن بدمشق الملك الجواد مظفر الدين يونس بن ممدود بن العادل أبي بكر بن أيوب وبمصر الملك العادل أبو بكر بن الملك الكامل ثم إن الجواد ضعف عن سلطنة دمشق لمحقه الخزاين فقايض بها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل وأعطاه الصالح سنجار وعانة فخسرت صفقته وقدم الصالح لدمشق مبادرا فدخلها في دست الملك والجواد حامل للغاشية بين يدين ثم أكل يديه ندما وكان المصريون قد ألحوا عليه في أن يترك لهم دمشق ويعوضه بالإسكندرية ومات في سنة إحدى وأربعين وستمئة وكان جوادا كاسمه ثم إن الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل اجتهد حتى ملك دمشق في صفر من سنة سبع وثلاثين
صفحہ 68