حديث الراية
أخبرنا والدي رضي الله عنه، قال: اخبرنا قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحصري بالبصرة حدثنا أبو عمر احمد ابن عبدالجبار العطاردي حدثنا يونس بن بكير الشيباني عن المسيب بن مسلم الأسدي، قال: حدثنا عبدالله بن بريدة ،
عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربما اخذته الشقيقة فيمكث اليوم أو اليومين لا يخرج فلما نزل خيبر اخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس وإن أبا بكر اخذ راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنهض فقاتل قتالا شديدا، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا هو اشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويأخذها عنوة وليس ثم علي، فتطاول لها قريش ورجا كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك، فاصبح وجاء علي على بعير فأناخ قريبا ثم جاء رسول الله وهو ارمد قد عصب عينيه بشقة برد له قطري فقال صلى الله عليه وآله وسلم مالك؟ قال: قد رمدت بعدك، قال: ادن مني فتفل في عينيه فما وجعتا حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بها وعليه جبة ارجوانه حمراء قد اخرج كميها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر وخوذة وقد نقبه مثل البيضة وهو يرتجز:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث اقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات شديد قسورة
اكيلكم بالسيف كيل السندرة
فاختلفا ضربتين فبدره علي عليه السلام فضربه فقد الحلق والمغفر والرأس حتى وقع في الأضراس واخذ المدينة.
وروى هذه القصة الناصر للحق عليه السلام من طرق.
وروى في هذا المعنى
عن حسان بن ثابت أنه انشد في قصيدة له:
فكان علي أرمد العين يبتغي .... دوءا فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة .... فبورك مرقيا وبروك راقيا
فقال سأعطي الراية اليوم صارما .... حساما محبا للرسول مواليا
يحب الأله والإله يحبه .... به يفتح الله الحصون اللواتيا
وهذا الخبر معروف لا ينكره احد وذكره امير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى.
صفحہ 27