ق ١٣٠٨ (ب)
زائرًا كلمه سليمان ﵇ في الرجل، قال: كنت أديم أنظر إليه لأني كنت أمرت بقبض روحه عن قريب من صفة حاله أن يكون تحت ظل شجرة كذا على شط كذا بأقصى الهند فلما أبصرته في مجلسك تأملت فيه ثم إني قبضته حيث صادفته في اللوح عشية ذلك اليوم في الزمان الذي هو أمده وأجله، فتعجب لذلك سليمان ﵇، فقال: ﷾ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
١٦- أخبرنا أبو محمد عبد العزيز الحلواني، ثنا الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي، أنبأ أبو الفضل محمد بن نعيم بن علي، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن مالك، ثنا جدي، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، يحيى بن أبي بكير، ثنا عبد الله بن الفضل التميمي قال: أحسن خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن ما في أيديكم من هذه الدنيا أسلاب الهالكين وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، أما ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديًا أو رائحًا إلى الله ﷿ ثم تغيبونه في صدع من الأرض ثم في بطن صدع غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأنساب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب، فقير إلى ما قدم أمامه غني عن ما ترك بعده، أما والله إني لأقول لكم هذه الحالة وما أحد من الناس أعرف منه أكثر مما أعرف من نفسي، ثم وضع ثوبه على وجهه، ثم بكى، ثم نزل فما خرج حتى أخرج إلى حفرته.
1 / 12