142

منتقى من حديث هشام بن عمار

منتقى من حديث هشام بن عمار الدمشقي، عن سعيد بن يحيى اللخمي - مخطوط

اصناف

كان يظن السلطان فيه ولم يدر انه بدوي، وأمثاله لا يعرفون مراسم التشريفات .. والحكومة أساسا لا تعرف تقاليد العرب وعاداتها فلا يستغرب من السلطان ان يعتقد فيه ما اعتقد وهو بعيد عن البداوة، ولم يتعود التجول، ولا السياحات الوطنية على الأقل ... ولا بيده من كتب العشائر ما يبصره بأوضاعهم ... وقد رأينا من المغفور له الملك فيصل الأول ملك العراق صبرا عظيما من جفاء العشائر وخشونتها وهو يسمع جميع هوساتها ... ويتلقاها بكل سعة صدر وارتياح، لانه عارف بهم وبضروب طباعهم وأحوالهم.

ثم انه توسط له الشريف مرة ثانية في الدخول فوافق السلطان. ولكنه حينما جاء إلى الصدر الاعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وان لا يرفع بصره ولا يلتفت إلى جهاته ... فقال لا ادخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ ارجح البقاء لأني سوف أذهب إلى قبائلي واحدثهم اني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا ... ولو قلت لهم اني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئا فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق انك دخلت ..

فاوصل خبر ذلك إلى السلطان فاستأنس بما قصه. وسمح له ان يدخل واذن السلطان له بمشاهدته وان يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات (الوزارات ) وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار .. (1)

عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى ان قبيلته معتادة الغزو والنهب ولا يمكن تعيين أي السببين قد دعا لقيامه على الحكومة مرة أخرى زمن الوالي نجيب باشا (2).

صفحہ 154