منتقیٰ من قسمت انبیاء

نور الدین صابونی d. 580 AH
123

منتقیٰ من قسمت انبیاء

اصناف

============================================================

نور الدين الصابونيي قال المصنف ياله: وهكذا عادتي في دعائي عند طلب الحوائج أني أقدم سؤال المغفرة فأقول: "اللهم اغفر لي ذنبي واسرافي في أمري"، ثم أسأل حاجتي. ولكن1 لا ينبغي أن تسأل المغفرة لأجل رجاء الإجابة فتجعل المغفرة وسيلة لحاجتك، كما نقول في الشكر: إنه لا يقصد به نيل الزيادة لكنه يرى الشكر فرضا عليه فيشتغل به /77هو] إقامة لحق العبودية. والزيادة وعد من الله تعالى بفضل) الربوبية، وكذا كل وعد من الله تعالى بفضل الربوبية،4 وكذا كل طاعة لا يقصد بها نيل الثواب ولكن يؤدي لحقء الأمر. والثواب وعد من الله فضلا وكرما فينبغي أن يسأل المغفرة، لأنها أوجب شيء وأهم وهو أحوج إليها من غيرها فيقدم الأهم، كما قال سليمان ظيا: رب أغفر لى وهت لى ملكا لا يلبغى لأحد من بعدى وقال أبو مسلم الخولاني:1 مهما قصدث طلب الحاجة استقبلني ذكر النار، فأقول: هو أعظم مما أقصد طلبه فأصرف دعائي إلى الخلاص من النار وأترك ذلك المقصود فتقضى حاجتي من غير سؤال. وما يروى في بعض الأحاديث أن الله تعالى قضى له كذا وكذا حاجة أدناها المغفرة، فالمراد من ذلك الدنو يعني أقربها المغفرة لا الدنائة التي هي عبارة عن الخساسة، إذ المغفرة أعظم الحوائج وأهمها.

قال الشيخ أبو منصور تحاله: سؤال المغفرة من الأنبياء سؤال الستر واستدامة العصمة، وهو معنى قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ننيك وما تأخر1 يعني سترت قبل الوحي وبعده فلم تذنب.

2في النسختين: كما تقول.

م: لكن.

3م: لفضل.

م- وكذا كل وعد من الله تعالى بفضل الربوبية.

سورة ص، 3538.

5ل: بحق: هو عبد الله بن ثوب الخولاتي، تابعي، فقيه عابد راهد، نعته الذهبي بريحانة الشام.

أصله من اليمن. أدرك الجاهلية، وأسلم قبل وفاة النبي ولم يره، فقدم المدينة في خلافة أبي بكر، وهاجر إلى الشام. وفاته بدمشق وقبره يداريا. توفي سنة 62ه/682م.

انظر: الأعلام للزركلي، 203/4.

1سورة الفتح، 2/48. قارد بما ورد في تأويلات القرآن للماتريدي، 2/4.

صفحہ 123