(36) -[35] أخبرنا القاضي أبو سعد عبيد الله بن الخليل بن أحمد، ثنا والدي، أنبا ابن منيع، ثنا هدبة، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل نبي دعوة دعا بها فاستجيب له، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة "
قتادة: هو ابن دعامة. قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقد قيل: إنه قتادة بن دعامة بن عكاشة بن عزيز بن كريم بن عمرو بن الحارث السدوسي، من أهل البصرة أبو الخطاب، وكان أعمى أكمه، من علماء التابعين وثقاتهم في علم القرآن والفقه، وكان من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما، فقال له سعيد: قم يا أعمى فقد نزفتني، وجالس الحسن ثنتي عشرة سنة، وولد سنة ستين، ومات بواسط سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن ست وخمسين سنة، وكان مدلسا يرى رأي القدر، قال أبو هلال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري، فقلت: قل برأيك، قال: ما قلت برأي منذ أربعين سنة. قال حميد: سمعت أنس بن مالك يقول: " ما رأيت أحدا أشبه شعرا بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعر قتادة "، قال: ففرح قتادة ذلك اليوم فرحا شديدا، وعن بكر بن عبد الله المزني، قال: من سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه فلينظر إلى قتادة، وعن خالد بن قيس، قال: قال قتادة: ما نسيت شيئا ثم قال: يا غلام ناولني نعلي، قال: نعلك في رجلك، وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما من القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء، وقال قتادة: ما أكلت كراثا مذ قرأت القرآن إلا مطبوخا، وقال قتادة: كان يقال: قل ما ساهر الليل منافق، وعن أبي عوانة قال: كان قتادة يكره أن يتعلم الرجل منازل القمر، وعن قتادة قال: باب العلم يحفظ الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل. شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي التميمي المؤدب، أصله من البصرة، سكن الكوفة، عن الحسن وقتادة، عن منصور، عن إبراهيم، روى عنه عبيد الله بن موسى وأبو نعم وعلي بن الجعد، مات سنة أربع وستين ومائة بالكوفة، وهو من ثقات أتباع التابعين. وأما شيبان بن زهير بن ثور أبو العوام السدوسي من أهل البصرة فهو أيضا شيخ ثقة من ثقات أتباع التابعين يروي عن قتادة وعبد الرحمن بن أبي بكرة، روى عنه الحارث بن مرة إلا أن راوي الحديث هو الأول. ورجل آخر في أتباع التابعين، يقال له: شيبان اللحام، يروي عن ابن الحنفية، روى عنه سالم بن أبي حفصة، وهو شيخ ثقة أيضا وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا الماهر. ربيعة الرأي هو أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الرحمن ربيعة بن أبي عبد الرحمن مولى اليمنيين، واسم أبي عبد الرحمن فروخ، يقال له: ربيعة الرأي، كان من فقهاء أهل المدينة من ثقات التابعين، وأخذ مالك عنه الفقه، روى عن أنس، روى عن مالك والثوري، وأبو ضمرة مات سنة ست وثلاثين ومائة. يعيش بن الجهم الحديثي، من الحديثة، عن أبي نعيم، وأبي ضمرة، والحماني، وأهل العراق، روى عنه أبو بكر الهاشمي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وهو ثقة من تبع الأتباع. عبد الله بن عمران العابدي أبو القاسم المخزومي من أهل مكة، عن ابن عيينة، وداود بن عجلان، روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، ويحيى بن صاعد، وهو ثقة من تبع الأتباع إلا أنه يخطئ ويخالف، مات سنة خمس وأربعين ومائتين. أبو طالب زيد بن أبي أجزم الطائي، من أهل البصرة من ثقات تبع الأتباع، عن أبي عاصم، وعامر بن مدرك الحارثي، روى عنه ابن خزيمة، وابن صاعد، والبخاري، وإسحاق بن إبراهيم القاضي وأخوه أبو عبد الله الحافظ محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الحافظ، مات بعد الخمسين والمائتين.
صفحہ 37