(29) -[27] أخبرنا أبو مسعود بن أبي عبد الله، بهراة، أنبا عبد الرحمن بن أبي شريح، ثنا يحيى، هو ابن محمد بن صاعد، ثنا عمرو بن علي، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد "
المعتمر بن سليمان بن طرخان أبو محمد من أهل البصرة ثقة من ثقات أتباع التابعين، كان مولده سنة ست أو سبع ومائة، ومات في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة. عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن مولى بني حنظلة من أهل مرو، عن إسماعيل بن أبي خالد، وحميد الطويل، وعاصم الأحول، روى عنه المسيب بن واضح، كان مولده سنة ثماني عشرة ومائة، ومات في رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة، وقبره بهيت، مدينة على الفرات، مشهور يزار، وكان اجتمع فيه خصال محمودة لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا، كان فقيها ورعا عالما بالاختلاف، حافظا يعرف السنن، رحالا في جمع العلم، شجاعا ينازل الأقران ويكاتف الأبطال، أديبا يقول الشعر، سخيا بما يملك من الدنيا، سمعت الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: سمعت أبي قال: سمعت أبا المظفر الترمذي يقول: كان من قصة عبد الله بن المبارك أن رئيسا من رؤساء مرو اشترى غلاما، فسماه المبارك، وكان له ابنة يخطبها رئيس بمرو لابنه، وهو يفضلها، وكان المبارك حسن الصلاة كثير الاجتهاد، فقال رجل من أهل مسجده للمبارك: ما بال سيدك لا يكسوك ثيابا خيرا من ثيابك التي عليك وأنت مع صلاتك وجهدك؟ فقال: وأنتم لا تدرون أنا آخذ من السيد الأصغر، وأعطيه السيد الأكبر، فعجبوا من ذلك، قال: فما كان إلا قليل حتى زوجه سيده ابنته وأخذ الناس فيه يعدلون وهو لا يزيد على أن يقول: إن المبارك حسن الصلاة، فمات سيده عن قريب، وولد للمبارك ابن فسماه عبد الله، وأتى إليه المال وأمره بطلب العلم وارتحل، فلما رجع إلى مرو اتخذوا القباب وهيئوا الثياب فلما بلغوا قريبا من مرو رأى في مقلمته قلما كان استعاره من رجل ببغداد، فرجع إلى بغداد ورده فلما آب إلى مرو وسئل عن ذلك، فقال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليوقف في حبة خمسين ألف سنة ".وكان القلم يساوي نصف حبة فدفعت عن نفسي برجوعي إلى بغداد خمسا وعشرين ألف سنة أقفها غدا. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، يروي عن حميد الطويل، روى عنه ابن المبارك والمسيب بن واضح، مولده بواسط، وابتدأ في كتابة الحديث، وهو ابن ثمان وعشرين سنة وكان من فقهاء أتباع التابعين والعباد ثقة في الحديث، مات سنة ست أو خمس وثمانين ومائة. المسيب بن واضح بن سرحان الحمصي، من أهل تلمس قرية بحمص، كنيته أبو محمد عن ابن المبارك، وحفص بن ميسرة روى عنه الحسن بن سعيد وأبو عروبة الحراني، مات سنة ست وأربعين ومائتين، وكان وهو من ثقات تبع الأتباع، أبو عروبة الحراني إمام ديار مصر شيخ ثقة كبير صاحب التواريخ وأبو الفوائد يروي عن الأئمة الكبار. ثابت بن أسلم أبو محمد البناني البصري من زهاد تابعي البصرة وعبادهم صحب أنسا أربعين سنة، وبنانة الذي ينسب إليه هو بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب، كان لا يدع الصلاة بالليل على كل حال، وكان إذا فرغ من صلاته خر ساجدا، ثم يقول: يا حي يا حليم يا علي يا عظيم يا عزيز يا حكيم، أسألك بحق محمد وآل محمد، إن كنت أعطيت أحدا من هذه الأمة الصلاة في قبره فأعطينيها، وقال: يا بنية تعلمي هذه الدعوة، وعلميها من لقيت من المؤمنين، فإن أنس بن مالك حدثنيهن عن رسول الله، مات سنة سبع وعشرين ومائة وهو ابن ست وثمانين سنة، وقد قيل: إنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائة، ويقال: سنة ست وعشرين ومائة، وقال أحمد بن حنبل: بلغني أن أنس بن مالك قال لثابت البناني: ما أشبه عينيك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يبكي حتى عمشت عيناه، وقال أنس بن مالك: " إن للخير مفاتيح وإن ثابتا البناني من مفاتيح الخير. حماد بن سلمة بن دينار بن ربيعة بن مالك بن حنظلة أبو سلمة البصري شيخ جليل ثقة متقن إمام في الدين والسنة، من علماء البصرة، وكنية والده أبو صخرة الحنظلي مولى حمير بن كراثة من تيم، ويقال: مولى قريش، عن ثابت وقتادة وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس، روى عنه شعبة والثوري وعفان وهدبة بن خالد، مات في ذي الحجة لإحدى عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين ومائة، وكان من العباد المجابي الدعوة، وكان ابن أخت حميد الطويل، وقال سوار بن عبد الله، عن أبيه، قال: كان حماد بن سلمة يخرج إلى سوقه فيفتح بابه ويخرج سقطه، فكان يبيع الخمر، يعني: المقانع، فكان يبيع الحبة والحبتين، ثم يغلق بابه وينصرف، قال: فكنا نرى أنه قوته، وأما سلمة والد حماد، وهو أبو صخرة الحنظلي التميمي سمع أبا حرة حنيفة الرقاشي، روى عنه ابنه حماد وحميد بن كراثة شيخ ثقة من التابعين كنيته أبو عبد العزيز، يروي المراسيل، روى حماد بن سلمة، عن أبيه عنه، وكان حميد ممن افتتح الأيلة. هدبة بن خالد بن هدبة القيسي من بني قيس بن ثوبان بن شهميل بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر أبو خالد، شيخ فاضل ثقة من تبع الأتباع، من أهل البصرة، مات سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين بالبصرة، يروي عن حماد بن سلمة وهمام بن يحيى، روى عنه أبو داود السجستاني والبخاري ومسلم والحسن بن سفيان وأبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي والحارث بن أبي أسامة والناس. عبد العزيز بن صهيب أبو حمزة البناني مولى أنس بن مالك، روى عنه شعبة وإسماعيل بن إبراهيم، مات سنة ثلاثين ومائة، وكان هو وأبوه مملوكين وأجاز إياس بن معاوية شهادة عبد العزيز وحده، وهو من ثقات التابعين، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عبد العزيز بن صهيب البناني، فقال: ثقة ثقة. إسماعيل بن إبراهيم بن سهم بن مقسم، من أهل البصرة أمه علية، وكنيته إسماعيل أبو بشر، روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وشجاع بن مخلد، وروى شعبة عنه حديثين، ولد إسماعيل سنة عشر ومائة، ومات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومائة في ذي القعدة، وهو من ثقات أتباع التابعين. أحمد بن منيع البغدادي أبو جعفر أصله من بقشور شيخ كبير ثقة من تبع الأتباع، يروي عن ابن المبارك وإسماعيل بن إبراهيم مات يوم الأحد لثلاث بقين من شوال سنة أربع وأربعين ومائتين.
صفحہ 30