وجاعلُ بردِ العصبِ فوقَ جبينهِ ... يقي حاجبيه ما تثيرُ قنابلُهْ
وليلةٍ نجوى يعتري الغيُّ أهلَها ... كفينا وقاضِي الأمرِ منا وفاصِلُهْ
ويومَ الرَّحى سُدْنا وجيشَ مخرمٍ ... ضربناهُ حتى اتكأتهُ شمائلُهْ
ويومَ أبي يكسومَ والناسُ حُضَّرٌ ... على حلبانٍ إذ تقضَّى محاصلُهْ
فتحنا لهُ بابَ الحصيرِ وربُّهُ ... عزيزٌ تمشَّى بالحرَابِ أراجلُهُ
عليهِ معدٌّ حولَنا بينَ حاسدٍ وذي حنَقٍ تغلي علينا مراجلُهْ
وإذ فتكَ النعمان بالناسِ محرمًا ... فملئ من عوفِ بن كعبٍ سلاسلُهْ
فككنا حديدَ الغلِّ عنهم فسرحُوا ... جميعًا وأحظَى الناسِ بالخير فاعلُهْ
وقلنا لهُ لا تنسَ صهركَ عندنا ... ولا تنسَ منْ أخلاقنا ما نجاملهْ
فما غيرَتْنا بعدُ من سوءِ صرْعةٍ ... ولا شيمةٍ ما بَوَّأ الخلقَ حابلُهْ
فتِلكَ مساعينا وبدرٌ مخلفٌ ... على كتفيهِ ربقُهُ وحبائلُهْ
لعمرُكَ إنَّ الزبرقانَ لدائمٌ ... على الناسِ يغدو نوكُهُ ومجاهلُهْ
شرى محمرًا يومًا بذودٍ فخالهُ ... نماهُ إلى أعلى اليفاعِ أوائلُهْ
رأى مجدَ أقوامٍ صرًى في حياضهُم ... وهدمَ حوضَ الزبرقانِ غوائلهْ
أتيتَ أمرأً أحمى على الناسِ عرضَهُ ... فما زلتَ حتى أنتَ مقْعٍ تناضلُهْ
فأقْعِ كما أقعى أبوك على استهِ ... رأى أنَّ ريمًا فوقَهُ لا يُعادِلُهْ
فقبلَكَ بدْرٌ عاشَ حتى رأيتهُ ... يدبُّ ومولاهُ عن المجدِ شاغِلُهْ
وينفِسُ مما ورَّثَتْنِي أوائلِي ... ويرغَبُ عما أورثتْهُ أوائلُهْ
فإنْ كنتَ لم تصبحْ بحظكَ راضيًا ... فدعْ عنكَ حظي إنني عنك شاغِلُهْ
وأنكحتَ هزالًا خليدةَ بعدما ... زعمتَ برأْسِ العينِ أنَّكَ قاتِلُهْ
يُلاعِبُها تحتَ الخباءِ وجارُكمْ ... بذي شبرُمانَ لم تزيلْ مفاصلُهْ
وأنكحتهُ رهوًا كأنَّ عجانَها ... مشقُّ إهابٍ أوسعَ السَّلخَ ناجِلُهْ
عوف بن عطية
وقال عوف بن عطية بن الخرعِ التيمي من تيم الرباب وهي مفضلية وقرأتها على شيخي أبي محمد بن الخشاب رحمة الله عليه: المتقارب
أمِن آلِ ليْلى عرفتَ الديارا ... بحيثُ الشقيقُ خلاءُ قفارا
كأنَّ الظباءَ بها والنَّعَا ... جَ أُلبِسْنَ من رازِقِيٍّ خِمارا
وقفتُ بها أصلًا ما تبينُ ... أسائلها القولَ إلا سرارا
كأنِّي اصطبحتُ عقاريةً ... تصعَّدُ بالمرءِ صرفًا عقارا
سلافَةَ صهباءَ ماذيَّةٍ ... يفضُّ المُسابيءُ عنها الجرارا
وقالتْ كبيشةُ من جهلها ... أشيبًا قديمًا وجهلًا معارا
فما زادني الشيبُ إلا ندًى ... إذا استروحَ المرضعاتُ القتارا
أحيِّي الخليلَ وأُعطي الجزي ... لَ حياءً وأفعلُ فيهِ اليسارا
وأمنعُ جارِي من المجحفاتِ ... والجارُ ممتنعٌ حيثُ صارا
وأعدَدْتُ للحربِ ملبُونَةً ... تردُّ على سائسِيها الحمارا
كميتًا كحاشيةِ الأتحميِّ ... لم يدعِ الصُّنْعُ فيها عوارا
لها شعبٌ كأريادِ الغبيطِ ... فضضنَ عنهُ البناةُ الشجارا
لها رُسُغٌ مكرَبٌ أيدٌ ... فلا العظمُ واهٍ ولا العرقُ فارا
لها حافرٌ مثلَ قعبِ الوليدِ ... يتخذُ الفارُ فيهِ مغارا
لها كفلٌ مثلَ متنِ الطرافِ ... مدَّ فيهِ البناةُ الحتارا
فأبلغْ رياحًَا على نأيها ... وأبلغْ بني دارِمٍ والجمارا
وأبلغْ قبائلَ لمْ يشهدُوا ... طحا بهمِ الأمْرُ ثمَّ استدارا
غزوْنا العَدُوَّ بأبياتِنا ... وراعي حنيفةَ يرعى الصفارا
فشتانَ مختلفٌ بالُنا ... نرعِّي الخلا ونبغي الغوارا
بعوفِ بن كعبٍ وجمعِ الربا ... بِ أمرًا قويًا وجمعًا كُثارا
فيا طعنةً ما تسوءُ العَدوَّ ... وتبلغُ في ذاكَ أمرًا قرارا
فلولا علالَةُ أفراسِنا ... لزادكُمُ القومُ خزيًا وعارا
إذا ما احتبينا حبًا منهمُ ... شببنا لحربٍ بعلياءَ نارا
نؤمُّ البلادَ لحبِّ اللقاءِ ... ولا نتقي طائرًا حيثُ طارا
1 / 34