فصامَ شوكُ السفا يرمي أشاعرهُ ... نيطتْ بأرساغِهِ منهُ أضاميمُ
ورادُ نقعٍ على ما كانَ من وحلٍ ... لا يُستهدُّ إذا ما صوَّتَ البومُ
وقال تميم أيضًا: المتقارب
دعتنا عتيبةُ من عالجٍ ... وقدْ حانَ منا رحيلٌ فشالا
فقمنا إلى قلصٍ ضمرٍ ... نشدُّ بأجوازهنَّ الرِّحالا
دنتْ دنوةً لحبالِ الصبَى ... فهابتْ وداعَكَ إلا سؤالا
ورقرقتِ الدمعَ في رقبةٍ ... فلما ترقرقَ عادَ انْفتالا
وهلْ عاشقٌ رُدَّ عنْ حاجةٍ ... كذي حاجةٍ أمكنتهُ فقالا
وطافتْ بنا مرشِقٌ حرةٌ ... بهرجابَ تنتابُ سدرًا وضالا
ترعاهُ حتى إذا أظلمتْ ... تأوتْ فأزجتْ إليها غزالا
غزالُ خلاءٍ تصدى لهُ ... لترضعهُ درةً أو عُلالا
بخلِّ بزوجةَ إذْ ضمَّهُ ... كثيبا عويرٍ فغمَّا الحبَالا
فليسَ لها مطلبٌ بعدما ... مررْنٍ بفرتاجَ خوصًا عجالا
جعلنَ القناةَ بأيمانِها ... وساقًا وعرفةَ ساقٍ شمالا
على حينَ أوفتْ على ساعةٍ ... ترى النومَ أمكنَ فيها كلالاَ
بهادٍ تجاوبُ أصداؤُهُ ... يشقُّ بأيدي المطيِّ الرمالا
كأنَّ مصاعيبَ أنقائِهِ ... جمالٌ هجانٌ تسامِي جمالا
تسوفُ النواعجُ خلاتهِ ... كسوفِ الجمالِ الغيارَى مبالا
فأوردَهَا منهلًا آجنًا ... تعاجلُ حلًاّ بهِ وارتحالا
فأفرغتُ من ماصعٍ لونهُ ... على قلُصٍ ينتهبنَ السجالا
تقسَّمُ أذنبةً بينهَا ... فنرسلهَا عركًا أو رِسالا
كأنَّ حناتِمَ حاريَّةٍ ... جماجمها إذْ مسسْنَ ابتلالا
يصابينهَا وهي مثنيةٌ ... كثنيِ السيور حُذِينَ المثالا
ويومٍ تقسَّمَ ريعانُهُ ... رؤوسَ الإكامَ تغشينَ آلا
تَرى البيدَ تهدجُ من حرهِ ... كأنَّ على كلِّ حزمٍ بغالاَ
بغالًا عقارَى تغشينهُ ... فكلٌّ تحملَ منهُ فزالا
وقافيةٍ مثلِ وقعِ الزنادِ ... لم تتركْ لمجيبٍ مقالا
رميتُ بها عن بني عامرٍ ... وقدْ كانَ فوتُ الرِّجالِ النضالا
وخودٍ خرودِ السرَى طفلةٍ ... تنقذتُ منها حديثًا حلالا
منَ الشمسِ العربِ من ذاتها ... يدانينَ حالًا وينأينَ حالا
فلما تلبسَ ما بيننَا ... لبستُ بها منْ حبالي حبالا
وعَنْسٍ ذمُولٍ جماليَّةٍ ... إذا ما الجهامُ أطاعَ الشَّمَالا
عرضتُ لها السيفَ عنْ قدرةٍ ... وما أحدثَ القينُ فيهِ صقالا
نقسَّمُ في الحيِّ أبدَأَهَا ... وبعضُ الحديثِ يكونُ انتحالا
وغيثٍ تبطنتُ قريانَهُ ... ترى النبتَ مكنَ فيه اكتهالا
بنهدِ المراكِلِ ذي ميعَةٍ ... إذا احتفلَ الشدُّ زادَ احتفالا
شديدِ الدَّسِيعِ رفيعِ القذَا ... لِ يرفعُ بعدَ نقالٍ نقالا
منَ الماتحاتِ بأعراضِهَا ... إذا الحالبانِ أرادا اغتسالا
يشدُّ مجامعَ أرْآدِهِ ... بذي شأوَةٍ لمْ تعتبْ سُعالًا
فأخرجتُ منْ جوزهِ مقصرًا ... أقبَّ لطيفًا ممرًا جلالا
وكمْ منْ قرومٍ لها سأقةٌ ... يردنَ إذا ما التقينَ الصيالا
تعرضُ تصرفُ أنيابَها ... ويقذفِنَ فوقَ اللحِيِّ التُّفالا
حلمتُ عليها فشردتُهَا ... بسامي اللبَانِ يبذُّ الفِحالا
كريمِ النجارِ حمَى ظهرهُ ... فلمْ ينتقصْ بركوبٍ زبالا
وقال تميم أيضًا: الطويل
هلْ أنتَ محييِّ الربْعَ أمْ أنتَ سائلهُ ... بحيثُ أحالتْ في الركاءِ سوائلُهْ
وكيفَ يُحيَّى الرَّبْعُ قدْ بادَ أهلُهُ ... فلمْ يبقَ إلاَّ أُسُّهُ وجنادلُهْ
وقدْ قلتُ من فرطِ الأسَى إذ رأيتهُ ... وأسبلَ دمعِي مستهلًا أوائلهُ
ألا يا لقومٍ للديارِ ببدوةٍ ... وأنَّى مراحُ المرءِ والشيبُ شاملُهْ
وللدارِ منْ جنبيْ قرورَى كأنَّها ... كتابُ وحيٍّ تبعتهُ أناملُهْ
صحَا القلبُ عنْ أهلِ الركاءِ وفاتهُ ... على مأسلٍ خلانُهُ وحلائلُهْ
أخُو عبراتٍ سيقَ للشَّامِ أهلُهُ ... فلاَ اليأْسُ يسلِيهِ ولا الحُزْنُ قاتلهْ
1 / 25