218

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ناشر

دار إحياء التراث القديم

ایڈیشن نمبر

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

اشاعت کا سال

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ومثله قول الشاعر: ضربت صدرها إليَّ وقالت ... يا عديا١ لقد وَقَتْك الأواقي فالأواقي٢ جمع "واقية"، وأصلها: "وواق"٣ فهُمزت الأولى، ولو سميت رجلا "بأوعد، وأوزن" هذين لصرفته في المعرفة؛ لأنه "فَوْعَل" بمنزلة" كوثر". إن كانت ثانية الواوين في أول الكلمة مدة، جاز همز الأولى وعدم همزها: قال أبو عثمان: فإن كانت الواو الثانية مدة، كنت في الأولى بالخيار: إن شئتَ همزتَ الأولى، وإن شئت لم تهمز. نحو: "فُوعِل" من "وَعَدَ" تقول: "وُوعِدَ"، ومثله قوله تعالى: ﴿وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا﴾ ٤ وإن شئت همزت، وليس الهمز من أجل اجتماع الواوين في أول الكلمة. لو كان كذلك لم يجز إلا الهمز، ولكن لضمة الواو يجوز الهمز. ومثل ذلك قوله جل ثناؤه٥: ﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ﴾ ٦، والأصل عندنا٧: "وقتت"؛ لأنها "فُعِّلت" من الوقت، ولكنها أُلزمت الهمز لانضمامها، ولو كانت في غير القرآن لكان ترك الهمز جائزا. قال أبو الفتح: معنى قوله: إن كانت الثانية مدة، يعني أن تكون ساكنة قبلها ضمة، وتكون مع ذلك منقلبة عن ألف أو بمنزلة المنقلبة عن ألف٨.

١ ظ، ش: يا عدي. ٢ ظ، ش: والأواقي. ٣ وأصلها وواق: ساقط من ظ، ش. ٤ من الآية ٢٠ من الأعراف ٧. ٥ ظ، ش: تعالى. وهامش ظ: ﷿. ٦ الآية ١١ من المرسلات ٧٧. ٧ عندنا: ساقط من ش. ٨ ظ، ش: الألف.

1 / 218