أخذه البحتري فقال:
كَانتْ بَشاشَتُك الأُولى الَّتي ابْتدأتْ ... بِالبشرِ، ثُمَّ اقْتبلنا بَعْدها النِّعما
كالمُزنِة اسْتُؤنفتْ أولى مُخيلتها ... ثُمَّ اسْتَهلَّتْ بغرب تابع الدِّيَمَا
فكلام أبي نواس أخصر وأعذب من كلام البحتري، ومن ذلك قول أبي نواس:
فَتَمّشَّتْ في مَفَاصِلهمْ ... كَتَمشِّي البُرء في السَّقمِ
فهذا الكلام أكثر ماء وأتم بهاء من قول مسلم إذ يقول:
تَجْري محبتها في قَلْبِ عَاشِقها ... جَرْيَ المعافاة في أعْضاء مُنتكسِ
فهذا مثال كاف في هذا القسم.
ويليه
1 / 131