ومثلها لا يشتغل بها، وبعدها بيت منفرد وهو:
إِذا لمْ تَجدْ ما يَبْتُرُ الفقْرَ قاعدًا ... فَقُم فأطلب الشَّيء الَّذي يبتر العُمرا
وهذا بيت جيد وفيه مطابقة بين القيام والقعود وفيه من ترديد اللفظ في يبتر ما يستحسن ولكن لا أحب لشاعر قادر على الكلام محكم في النظام أن يعمل بيتًا مفردًا بغير ثانٍ فإذا فعل هذا فينبغي أن يكون البيت باهرًا ومعناه نادرًا كما حكي عن الرقاشي أنه قال:
لَوْ قيل من رجلٍ طالتْ بلبته ... لاستعجلت غيرتي حتى أقول أنا
قال بعض الأدباء: لقيته فقلت له ما أحسن ما قلت لو جئت له بثان قال: فعمل نحو الأربعين بيتًا ليس فيها بيت يلحقه ثم قال:
وَلوْ قضى حزنًا مستهتر كَلف ... لكنتَ أول محزون قَضى حُزْنَا
وما كان يعجزه مع قدرته على أن الشعر أن يكون لهذا البيت أبيات تليه في معناه ومن مفردات قوله:
في الصدقِ مندوحة عن الكذب ... والجدُّ أولى بِنا من اللعبِ