منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
اصناف
8
نفسه لن يستطيع أن يهبه القدرة (344أ) على البصر. وصفوة القول أن من لا يشعر نحو الموضوع بصلة القرابة الحميمة فلن تقربه منه سهولة التعلم ولا قوة الذاكرة؛ لأنه (أي الموضوع) لا يمد جذوره أبدا في طبائع غريبة عنه.
9
ولهذا فإن الذين لا تربطهم صلة القرابة أو الشبه بالعدالة والجمال بكل صوره وأشكاله مهما يبدوا من موهبة وقوة ذاكرة في أمور أخرى، والذين تتوفر لهم القرابة الطبيعية «بالموضوع»، ولكن تنقصهم الموهبة وقوة الذاكرة؛ كلا الفريقين لن يستطيع أحد منهما أن يتوصل إلى المعرفة الممكنة بحقيقة الخير والشر.
10 «وقد أضفت الشر»؛ لأنه يجب عليهم أن يعرفوهما معا كما يعرفون المظهر والحقيقة في الطبيعة كلها
11 (344ب)، ويبذلوا في سبيل ذلك من الجهد والوقت بقدر ما ذكرت في بداية حديثي. وعندما يتم احتكاك الأسماء والتعريفات والتمثلات والانطباعات الحسية بعضها ببعض
12
وتخضع جميعها لبحث تسوده السماحة وتبادل الأسئلة والأجوبة بغير حسد «أو لؤم»؛ عندئذ فقط تسطع شرارة الفهم والبصيرة لتضيء الموضوع قيد البحث، ويتوهج ضوءها بقدر ما في طاقة الإنسان. ولهذا السبب لن يفكر أي إنسان جاد في الكتابة عن الموضوعات الجادة حتى لا يجعل (344ج) الحقيقة نهبا لحسد الناس وغبائهم. والنتيجة التي نستخلصها مما سبق هي أننا إذا رأينا مؤلفا دونت فيه أفكار أحد الناس، سواء كان مؤلفا في القانون لأحد المشرعين أو في أي موضوع آخر، فيجب أن نعلم - إذا كان الكاتب إنسانا جادا - أن هذا الذي دونه لا يعبر عن أفكاره الجادة بحق، وإنما تظل «هذه الأفكار» كامنة في أجمل مكان في أعماقه.
13
وإذا صح أنه كان جادا بحق في تدوين فكره، فلا بد في هذه الحالة أن يكون الناس، (344د) لا الآلهة، هم الذين سلبوه عقله.
نامعلوم صفحہ