قَالَ بَعضهم وَيُمكن الْجمع بَينهمَا بِأَن بداية الرِّضَا مكتسبة فَهُوَ من المقامات ونهايته غير مكتسبة فَهُوَ من الْأَحْوَال وَإِلَى هَذَا الْقسم مَعَ التَّنْبِيه على أَنه من المقامات وَإِن الْقسم الأول أساسه أَشَارَ النَّاظِم بقوله وعَلى مركوزته أَي لَا على غَيرهَا فعج أَي فاعطف يُقَال عجت الْبَعِير أعوجه عوجا ومعاجا إِذا عطف رَأسه بزمامه. . أَي لكَون الرِّضَا حَقِيقا على كل مُؤمن أَو لكَونه أجل مطالبه فاعطف على أَعْلَاهُ وأشرفه الَّذِي هُوَ فِي شرفه ومدار صِحَة الْإِيمَان عَلَيْهِ والتوصل إِلَيْهِ من جَمِيع جهاته وأسبابه كمركز الدائرة وَبِهَذَا علم أَنه شبة الرِّضَا بالدائرة وَأَعلاهُ وأشرفه بمركزها وَرشح هَذِه الِاسْتِعَارَة باستعارة العوج الَّذِي هُوَ الْعَطف للطلب الْكَائِن من جَمِيع الْجِهَات والأسباب وَفِي الْبَيْت الْمُنَاسبَة اللفظية من رضَا وحجا بوزنه والاتساع وَهُوَ أَن يَأْتِي الشَّاعِر بِبَيْت يَتَّسِع فِيهِ التَّأْوِيل
1 / 72