قلت (لأبي سليمان الدمشقي) : بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج , وقوله في الخبر ((...وضع يده بين كتفي, فوجد بردها )), وذكر الحديث(¬1) فقال لي : هذا إيمان ونية , لأنه أريد مني روايته , وله عندي معنى غير الظاهر
قال : وأنا لا أقول مسه
فقلت له : وكذا تقول في آدم لما خلقه بيده
قال : كذا أقول : إن الله عز وجل لا يمس الأشياء
فقلت له : سويت بين آدم وسواه , فأسقطت فضيلته , وقد قال الله تعالى : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } (ص: من الآية75)
قلت له : هذا رويته لأنه أريد منك على رغمك , وله عندك معنى غير ظاهره , وإلا سلمت الأحاديث التي جاءت في الصفات , ويكون لها معاني غير ظاهرها , أو ترد جميعها
فقال لي : مثل أي شيء ؟
فقلت له : مثل الأصابع , والساق , والرجل , والسمع , والبصر , وجميع الصفات التي جاءت في الأخبار الصحاح , حتى إذا سلمتها كلمناك على ما ادعيته من معانيها التي هي غير ظاهرها
فقال لي منكرا لقولي : من يقول رجل ؟
فقلت : أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : من عن أبي هريرة ؟
فقلت : همام
فقال : من عن همام ؟
فقلت معمر فقال من عن معمر ؟
فقلت: عبد الرزاق
فقال لي : من عن عبد الرزاق ؟
فقلت له : أحمد بن حنبل
فقال لي : عبد الرزاق كان رافضيا
فقلت له : من ذكر هذا عن عبد الرزاق
فقال لي : يحيى بن معين
فقلت له : هذا تخرص على يحيى, إنما قال يحيى : كان يتشيع, ولم يقل رافضيا(¬1)
فقال لي : الأعرج عن أبي هريرة بخلاف ما قاله همام
قلت له : كيف ؟
صفحہ 4