[مقدمة المؤلف فى نسب قريش وآبائهم]
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب المنمّق في أخبار قريش لمحمد بن حبيب البغدادي أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس الحنبلي قال: أخبرنا محمد بن حبيب قال: أول ما ذكر من أحاديث قريش ما خصها الله به من الفضل والمن به على سائر الخلق وأنه بعث منها نبي الرحمة وأنزل عليه القرآن بلسانها، قال الله تعالى: وَما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ١٤: ٤ [١]، فلغة قريش أفصح اللغات ونسبها أصح الأنساب، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه قال: «ما افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما» وقوله الحق، وذلك أن الناس من لدن آدم إلى نوح عليهما الصلاة والسلام انقرضوا فكان النسل بعد لنوح، وافترقت بنو نوح فرقا شتى، وفضّل الله سام بن نوح على إخوته وجعل العرب من ولده والأنبياء أجمعين إلا إدريس، ثم افترقت بنو سام فرقا، ففضل الله أرفخشذ [٢] بن سام على إخوته لما جعل في نسله من الأنبياء، فمنهم خليل الله [٣] والذبيح [٤] ونجي الله [٥] وروح الله [٦] وكلمته، وحبيب الله [٧] صلى الله
_________
[١] سورة ١٤، آية ٤.
[٢] أرفخشذ بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الفاء وسكون الخاء وفتح الشين بعدها ذال معجمة.
[٣] خليل الله لقب إبراهيم ﵇.
[٤] ذبيح الله لقب إسماعيل ﵇.
[٥] نجي الله لقب موسى ﵇.
[٦] روح الله لقب عيسى ﵇.
[٧] حبيب الله لقب سيدنا ونبينا محمد ﵊.
1 / 19