69

منادلوجیا

المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي

اصناف

أنه قد تمت البرهنة عليه) يكشف عن عظمة الله ويضعها في الضوء الصحيح. ولقد عرف السيد «بايل» هذا، عندما أثار في قاموسه (مادة روراديوس)

93

عدة اعتراضات عليه، انساق فيها إلى الاعتقاد بأنني أنسب إلى الله أكثر مما ينبغي، بل أكثر مما يمكن نسبته إليه. غير أنه قد عجز عن تقديم أي سبب يمكن أن يبرر استحالة ذلك الانسجام الكوني الشامل الذي يجعل كل جوهر يعبر تعبيرا دقيقا عن سائر الجواهر الأخرى عن طريق العلاقات التي تربطه بها. (60)

هذا وتتبين مما سبق الأسباب القبلية التي تجعل الأمور تسير على هذا النحو دون غيره؛ لأن الله عندما دبر نظام الكل قد وضع في اعتباره كل جزء على حدة، كما وضع في اعتباره بوجه خاص كل مونادة على حدة، وهي بطبيعتها كائن متصور،

94

فليس ثمة ما يقصرها على تصوير جزء واحد من الأشياء، وإن كان من الصحيح مع ذلك أن هذا التصور، فيما يتصل بالأشياء الجزئية

95

الموجودة في العالم، تصور مشوش (مختلط)، ولا يمكن أن يتضح إلا في جزء ضئيل من الأشياء، أعني تلك التي تكون أقربها أو أكبرها بالنسبة لكل مونادة،

96

وإلا لكانت كل مونادة إلها. وإذن فالحدود «التي تقيد» المونادات لا تتمثل في الموضوع، وإنما تتمثل في أسلوب المعرفة المختلف بالموضوع.

نامعلوم صفحہ