منادلوجیا
المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي
اصناف
ولعل أندريه روبينيه،
2
الذي نشر أعمال ليبنتز وحققها وصدرت في باريس سنة 1954م أن يكون محقا في قوله في مقدمة هذه النشرة أنها أشبه شيء بالوصية،
3
ولعل أحد مؤرخي الفلسفة الأعلام، وهو كورت هيلد برانت
4
في كتابه عن ليبنتز ومملكة النعمة أو الفضل الإلهي، أن يكون على حق كذلك في إشارته إلى منزلة هذين الكتابين الصغيرين من مذهب ليبنتز العام. فهو يقول إنهما يعبران عن أكمل صيغة وصل إليها ليبنتز في ذروة نضجه الفكري، كما يتوجان هذا الفكر من ناحية المضمون، ولذلك فهما مختلفان عن معظم أعماله التي تتناول مجالات أخرى، وتعبر عن وجهات نظر جزئية.
ولا يقتصر الأمر في شأن هذين الكتابين - أو إن شئت الكتيبين - على زمن التأليف أو شكله، وإنما يتجاوزه إلى ما بينهما من صلة عميقة من ناحية المحتوى والمضمون. فالفيلسوف يعرض فيها أفكاره الأساسية، وإن كان قد توخى في المبادئ أن تخرج إلى الناس بأسلوب أبسط ولغة أيسر؛ لأنه لم يتوجه بها إلى زملائه الفلاسفة كما فعل في المونادولوجيا،
5
ومع ذلك فإن من الخير دائما أن تقرأ المبادئ مع المونادولوجيا أو بالأحرى قبلها؛ لتكون تمهيدا لها أو تعليقا عليها. ومن الخير أيضا ألا تقلل من قيمة هذه المبادئ التي يشير صاحبها في رسالته المذكورة إلى أهميتها ومكانتها من مذهبه كله.
نامعلوم صفحہ