وكان ابتداء صلة أبي نواس بوالبة بن الحباب الأسدي أن والبة جاء من الأهواز إلى البصرة إلى سوق العطارين يشتري حوائج وبخورا فاشترى منها عودا هنديا وأبو نواس كان يبري العود وهو غلام فاحتيج إليه في بري ذلك العود وتنقيته فلما رآه والبة بن الحباب كاد عقله يذهب فلم يزل يختدعه حتى صار إليه فحمله إلى الأهواز وقدم به الكوفة بعد منصرفهم فشاهد معه أدباء أهل الكوفة في ذلك الوقت فتأدب بأدبهم
أول شعر قاله بالكوفة
وكان أول شعر قاله في الكوفة إذ دخل معه إلى منزل محمد بن سيار ابن مقرن وكان لمحمد ابن جميل وله قيان يخرجهن إلى ندمائه فاتفق أن أخرجهن وجلس ابن محمد في صفهن فقال أبو نواس حينئذ
( يا ظبي آل سيار
وزين صف القيان )
( لينعتنك وهمي
إن كل عنك لساني )
( خلقت في الحسن فردا
فما لحسنك ثاني )
( كأنما أنت شيء
حوى جميع المعاني )
( ويلي لقد كنت عنكم
بمعزل ومكان )
( علقت من جل عني
وشأنه عز شاني )
( من ليس يطمع فيه
إلا فلان الفلاني )
اتصاله بوالبة بن الحباب
صفحہ 15