( بكمال صورتك التي من دونها
يتحير التشبيه والتمثيل )
اجتمع أبو نواس وأبو العتاهية يوما عند إسحاق بن إبراهيم بن ميمون وكل واحد منهما لا يعرف صاحبه قال إسحاق فأخبرت أبا العتاهية بمكان أبي نواس فسلم عليه واستنشده وقال كنت أحب أن أراك فجعل أبو نواس ينشده من سفساف شعره فلما رأى ذلك أبو العتاهية اندفع فأنشده من غير أن يسأله فقال أبو نواس هذا والله المطمع الممتنع فقال أبو العتاهية هذا القول خير من كل ما أنشدت اليوم ثم قال كيف قلت في اعتذارك إلى الرشيد أو قال إلى الفضل بن الربيع قال فأنشده الشعر الذي يقول فيه
( ما من يد في الناس واحدة
كيد أبو العباس مولاها )
( قد كنت خفتك ثم أمنني
من أن أخافك خوفك الله )
فقال أبو العتاهية ما عليك ألا تقول بعد هذا شيئا قد كنت والله أحب أن أكون قد سبقتك إليه
قال عبد الله بن سلمة بن عياش
صفحہ 50