ملحق الأغاني
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
تحقیق کنندہ
علي مهنا وسمير جابر
ناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
پبلشر کا مقام
لبنان
أرسل إلي سليمان بن أبي سهل بن نوبخت أن أبا نواس عندنا فصر إلينا فإني أحسبك لا تراه بعد اليوم فلم ألبث أن جاء أبو نواس فدخل وعليه دراعة وشي كوفي وقلنسوة ما رأيت أحسن منها وإذا العلة قد بلغت به فهو في آخر رمقه فلم يجد أوسع من الموضع الذي أنا فيه فجلس إلى جانبي فقلت له يا أبا علي ما رأيتك لبست مثل هذا اليوم فقال لي وما تعرف قصته قلت لا والله وما هي قال أمر الرشيد الكسائي أن يختلف إلى محمد بعد ما ولاه العهد وأمره أن يلزمه وأن يحضرني إذا حضر لأنشد محمدا الشعر النادر وأحدثه الغريب فكنت أفعل وكان خادم من قبل الرشيد موكل بمحمد فجرى بين الخادم وبين محمد يوما كلام وأنا حاضر فقال محمد يا أبا نواس اهج هذا الخادم ابن الفاعلة قال فقلت نعم يا سيدي وقلت في نفسي قد وقعت في بلية إن هجوت الخادم خفت أن يغتابني عند الرشيد فيقتلني وإن لم أفعل خفت محمدا أن يقتلني فانصرفت على أن أهجو الخادم فلم أرجع أياما فما علمت إلا والكسائي قد وافاني فقال لي ويلك إن محمدا الأمين يتهددك بالقتل إن لم تهج الخادم فقلت يا أبا الحسن ما يحتال لي في هذا غيرك فقال أنا صائر إليه ومصلح بين الخادم وبينه فإذا فعلت أخبرته أنني لقيتك الساعة منصرفا من دار العباس بن موسى الهادي وأنك عند خروجك من عندنا لقيك فأخذك أسيرا فمضى بك إلى منزله فلم يدعك إلا في هذا اليوم فإنه سيبعث إليك فيحضرك فلا تبرح من منزلك فمضى الكسائي فأصلح بينه وبين الخادم وخبره بما قال لي فبعث إلي محمد فصرت إليه وقلت له مثل ما قال الكسائي قلت وبلغني أنك تهددني بالقتل فقال نعم فلما بلغك أني تهددتك بالقتل ما قلت في ذلك فحضرني على المكان
( بك أستجير من الردى
وأعوذ من سطوات باسك )
( وحياة رأسك لا أعود
لمثلها وحياة راسك )
( فإذا قتلت أبانواسك
من يكون أبا نواسك )
فتبسم ثم قال لا يكون يا غلام اذهب إلى فلان الخادم فقل له ابعث بالتخت الذي بعثت به البارحة سيدتي أم جعفر فذهب الغلام فجاء بالتخت فدفعه لي وانصرفت فكان فيه ثوبا وشي هذا أحدهما والاخر احتجت إلى ثمنه فبعته وقطعت هذه الدراعة والقلنسوة واحتجت إلى أن رهنت الدراعة فلما بلغت من العلة إلى ما ترى قلت أنعم نفسي بلبس هذه الدراعة فافتككتها ولبستها وفارقته في ذلك اليوم فما رأيته بعده
صفحہ 169