بدمائهم.
ومن ذلك أيضا ما ذكره الطوسي من علمائهم في كتابه المسمى بالشافي من أنه لما بلغ عليا قول من يبغض أبا بكر وعمر فغضب من ذلك غضبا شديدا وخرج إلى المسجد وصعد المنبر فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش وأبوي المسلمين بما أنا بريء منه ومنزه عنه وعلى ما يقولون معاقب، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر شقي، صاحبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووزيراه، ثم قال في آخر الخطبة: فمن أبغضني فليبغضهما فأنا منه بريء، ألا وإن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم الله أعلم بالخير أين هو. انتهى.
فانظر إلى هؤلاء الكافرين كيف اتفقوا على الكفر العنيد والضلال البعيد مخالفين لكلام أئمتهم وعلمائهم المتقدمين بمجرد العصبة في معاداة أصل الدين.
المقالة الثالثة في إفتاء العلماء بكفرهم
قد أفتى بذلك الإمام الشافعي والإمام مالك رضي الله عنهما ووافقهما كثيرون من أئمة المسلمين كما سبق في المقالة الثانية نقلا عن ابن حجر. ونقل القاضي عياض عن الإمام مالك كيفية عقوبتهم من القتل وغيره. وذلك مفصل في كتابه المسمى بالشفاء.
ووقع في الفتاوى البزازية القول بكفرهم لقولهم برجعة الأموات إلى الدنيا وإنكارهم خلافة الشيخين وغير ذلك من قبائحهم.
وقال الشيخ طاهر البخاري من كبار أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الخلاصة: الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر، والمعتزلي مبتدع إلا إذا قال باستحالة الرؤية فحينئذ هو كافر. انتهى.
وفي النوع الثالث من الفصل الثالث من كتاب الإسلام والكفر: إذا استخف بسنة أو حديث من أحاديثه عليه الصلاة والسلام كفر. انتهى. وهؤلاء الضالون كم أحرقوا دواوين صحاح الأحاديث استخفافا واستهزاء كما شاهده منهم غير واحد.
صفحہ 14